”ترامب” يخدع ”حماس” ويتبنى خطة ”نتنياهو” في غزة

بعد أن قامت الإدارة الأمريكية ممثلة في رئيسها دونالد ترامب، ومبعوثها ستيف ويتكوف، بخداع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحصلت على أسيرها عيدان ألكسندر دون أن تفي بوعودها للحركة بإجبار إسرائيل على هدنة والدخول في تفاوض والسماح بدخول المساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني، عادت لتمارس لعبة الخداع مرة أخرى وقدمت مقترحًا جديدًا للهدنة يتطابق تمامًا مع رؤية نتنياهو بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دون الالتزام بوقف نهائي للحرب، أو الانسحاب الكامل من قطاع غزة.

وبعد أن تم الاتفاق في الدوحة بين ممثلي "حماس"، و "ويتكوف" على هدنة لمدة ستين يومًا يتم فيها الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين في بدايتها، ووقف الحرب لمدة 60 يومًا، وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية دون أي شروط إسرائيلية، والإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفي نهاية الهدنة تفرج حماس عن 5 آخرين، ثم يدخل الطرفان في تفاوض على الوضع النهائي بهدنة طويلة الأمد والإفراج عن بقية الأسرى.

ولكن تصريحات نتنياهو، وعدد من المسؤولين في حكومته كشفت عن حقيقة الخدعة عندما قال أنه وافق على المقترح الأمريكي لأنه لا يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار أو الانسحاب من القطاع.

وأفادت تقارير إعلامية في إسرائيل أن جهاز الموساد يتوقع عدم موافقة "حماس" على المقترح الجديد بسبب خلوه من شروط حماس، وهو ما يكشف نية الطرفين الأمريكي والإسرائيلي في استمرار الحرب، وتهجير الشعب الفلسطيني بحجة أن حماس لم توافق على مقترح "ترامب ـ ويتكوف".

تفاصيل مقترح "ويتكوف"

ويتضمن المقترح الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء وتسليم جثامين 10 آخرين على دفعتين، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يومًا؛ لكنه لا يضمن إنهاء الحرب بشكل دائم، ولا يلزم بتمديد الهدنة إذا تجاوزت المفاوضات المدة المحددة.

كما يشترط تسليم جميع الأسرى الإسرائيليين خلال أسبوع واحد، وهو ما تُصفه وسائل إعلام إسرائيلية بأنه "تبنٍّ كامل للشروط الإسرائيلية".

أعلنت الحركة أنها تدرس المقترح "بمسؤولية" لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار الدائم، لكنها أعربت عن شعورها بـ"خداع" أمريكي بسبب صياغة المقترح المنحازة لإسرائيل.

ورغم عدم الرفض الرسمي حتى الآن، عبّرت قيادات حماس عن "خيبة أمل" من محتواه، مؤكدةً أنها توصلت سابقًا مع الوسيط الأمريكي (ويتكوف) إلى "اتفاق إطار" يتضمن:

• وقفاً دائماً لإطلاق النار.

• انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة.

• تدفق المساعدات وإدارة القطاع بلجنة مهنية.

• إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل 10 أسرى إسرائيليين وجثث.

ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية أن المقترح الحالي "الأكثر انحيازاً لإسرائيل" مقارنة بالسابق، مع غياب ضمانات أمريكية واضحة بوقف دائم لإطلاق النار.

كما أفاد مسؤول إسرائيلي بأن المقترح يتجنب النص صراحةً على استمرار الهدنة بعد 60 يوماً. وفي المقابل، توقعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رفض حماس للمقترح.

فرحة " نتياهو"

وعلى غير العادة، يبدو أن الفرحة قد غمرت رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بعد تبني الإدارة الأمريكية لمطالبه، ونفي كل الشائعات حول وجود خلافات بين ترامب ونتنياهو، حيث نقلت القناة الـ12 نتنياهو قوله "سنوافق على مخطط ويتكوف الذي نُقل إلينا الليلة.. حماس حتى اللحظة لم ترد ولا نعتقد أنها ستفرج عن آخر رهينة، لكن نحن لن ننسحب من غزة بدون أن نتسلم جميع الرهائن".

وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، قد أفادت أن اجتماعا أمنيا مصغرا سيعقد اليوم برئاسة نتنياهو لبحث المقترح .

ونقلت وسائل الإعلام الإسرايلية عن جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد" توقعه بعدم موافقة "حماس" على الخطة المعدلة للإدارة الأمريكية، كما أجمعت الحكومة والمعارضة في دولة الاحتلال على أن الخطة هي انحياز كامل لإسرائيل وهو ما يكشف عن تقديم خطة يعرف الطرفان أنها سترفض ويتم تحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية وتشويه صورتها أمام العالم الخارجي بزعم أنها ترفض وقف إطلاق النار والهدنة، وإنقاذ الشعب الفلسطيني، وهو ما سيتم اتخاذه مبررًا أمريكا للانخراط العلني مع الكيان الإسرائيلي في خطة تهجير أبناء قطاع غزة وتوطينهم في دول مثل ليبيا والسودان، وتهجيرهم قسرًا في أكبر جريمة ضد الإنسانية تنفذ على أرض فلسطين المحتلة.