النهار
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 09:38 صـ 5 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بعد قليل.. انطلاق فعاليات الملتقى السنوي السادس للهيئة العامة للرعاية الصحية بالعاصمة الجديدة مصر تحتضن بطولة العالم للكاراتيه بمشاركة 88 دولة: تنظيم استثنائي وإنجازات رياضية بارزة انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة بحضور نجوم الفن د. أحمد زايد: العنف ضد المرأة قضية عالمية لا تقتصر على العالم النامي.. ونحتاج لتجاوز ”النظرة الثنائية” لخلق فضاء رقمي آمن مكتبة الإسكندرية تفتتح مؤتمر ”التعاون الإفريقي اللاتيني.. شراكة لبناء المستقبل” رئاسة حي جنوب الغردقة : استمرار الحملات الميدانية علي مخازن جمع وفرز القمامة الأكاديمية العربية تحقق إنجازاً علمياً .. إدراجها في تصنيف ”شنغهاي” العالمي لتخصصات 2025 في الهندسة الكهربائية والإلكترونية محافظ الدقهلية يتفقد جاهزية اللجنة العامة للانتخابات في السنبلاوين دعماً للإبداع والتراث.. وزير الثقافة يقرر مكافأة 50 من فرق الفنون الشعبية بأسيوط تقديرًا لابدعاتهم بيان رسمي من غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بشأن حادث سحوط لنش سياحي رئيس مدينة مرسى علم يشرف على إزالة آثار الاطماءات الناتجة عن السيول القاهرة تجمع الأطراف لوقف الخروقات وحماية اتفاق غزة من الانهيار

مقالات

ماهر مقلد يكتب: صبرًا شعب لبنان

ماهر مقلد
ماهر مقلد

لبنان يمر بفترة عصيبة فى تاريخه، جرب من قبل السنوات العجاف، عانى من ويلات الحرب الأهلية، تجثم مرارة العدوان الإسرائيلى، لكن هذه المرة القسوة متشعبة، فهى تأتى من استقواء إسرائيل على لبنان بالطيران الحربى، ومن تجاهل العالم للإبادة التى تمارسها دولة الاحتلال التى تضرب المدن والقرى بالصواريخ دون هوادة والعالم كل العالم يتفرج.

أين حدث هذا من قبل؟ أبناء الجنوب نزحوا من المدن والقرى تحت وقع التهديدات والغارات الجوية، انتشروا فى ربوع الوطن الجريح وسط الهموم والأحزان والمشاعر المتناقضة ما بين القلق من مصير لا يعلمه إلا الله وما بين إحساس بالقهر يكسر القلوب ويمنع النوم، من العيون غادروا البيوت العامرة بما فيها إلى حيث الملاذ، لم تتمكن العائلات من جمع سوى حقيبة بها احتياجات بسيطة عادية لم تتح لها فرصة توديع البيت أو معانقته، لم تهتم بأن تغلق ابواب المنازل وهى تعرف أن هناك خطرًا ينتظرها، تتابع بلهفة عن بعد الغارات الإسرائيلية التى تستهدف الأخضر واليابس، وهى لا تعرف ما المصير الذى آل اليه البيت.

قاسية هى الحياة حينما تخطئ الحسابات غير منصفة عندما يعاقب الكل بفعل البعض، مؤلمة الحياة عندما تمنح العدو الجبروت والتسلط والاستقواء بالطيران فى معادلة غير إنسانية.

شعور كبار السن من أبناء الجنوب وهم فى حياة متكررة من النزوح ومعايشة الحروب والبحث عن النهايات الطبيعية. إنه القسوة بعينها.

الحزب أقصد حزب الله يعيش الأيام المؤلمة التى لم يكن يستعد لها، هو فى حالة تشبه الصدمة التى تفقد القدرة والتوازن.

مقارنة بالحرب فى غزة كل المقارنات كانت تمنح الحزب مكانة بعيدة ويتم تصنيفه على أنه فى موقع القدرة على التصدى إلى إسرائيل ويمتلك مقومات التوازن العسكرى مع العدو الإسرائيلى.

هذه المقارنة تخضع إلى تصريحات قادة الحزب.

إسرائيل وضعت خطة الحرب بعد أن توافرت لديها المعلومات الدقيقة عن شبكة الحزب البشرية واللوجستية ومراكز الصواريخ، وضربت أجهزة الاتصالات فى الحزب فى بداية الخطة مما كسر معنويات المقاومة.

جاء اغتيال رمز الحزب حسن نصر الله بمثابة الضربة غير المتوقعة فى وقت كان الحزب فى أمس الحاجة له يرفع المعنويات ويجرى المفاوضات ويضغط على الحلفاء لجلب الدعم والمساندة.

نصر الله غادر دون أن يتمكن من ترتيب البيت من الداخل، ترك من خلفه الضاحية تئن تتلقى يوميًا أطنانًا من المتفجرات ترمى بها قوات العدو دون أن يصرخ صوت فى العالم بأسره يقول «كفى إجرامًا وإرهابًا».

غموض كبير يحيط بكل شىء.. الحرب تشتد والموقف شائك والصورة العامة تقترب مما يجرى فى غزة التى أكملت الحرب فيها عامها الأول، لبنان لا يتحمل فاتورة الحرب ولا يملك القدرات التى يواجه بها هذه الماساة.

كيف تمر الأيام المريرة على الحزب؟ إنها بطيئة وكارثية، والصمود فى وجهها بطولة وهو لا يملك البدائل، فماذا يفعل؟ سؤال الإجابة عنه ليست سهلة لكنها غير مطمئنة، عندما تتعطل الطائرات فى سماء لبنان ويشعر سكان تل أبيب بالخوف كما كان يعتقد البعض عندها تتحرك المعادلة، غير ذلك الموقف خطير وغير مسبوق.

لبنان الجميل الذى يراه العالم واحة الشرق يُترك هكذا تضربه إسرائيل بذريعة القضاء على حزب الله، أطفال لبنان يعيشون هذه الليالى المرعبة والعالم يصمت.

لبنان لا يستحق ما يجرى والحساب الذى يدفعه الشعب اللبنانى لم يكن قد بدده فهو ضحية المؤتمرات والحسابات التى لم تكن دقيقة أو مفهومة.