النهار
الجمعة 26 ديسمبر 2025 03:51 صـ 6 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بعد مناشدة السنبسي.. نجيب ساويرس يتدخل لإنقاذ الطفل عمر بعد فقدان عينه داخل مدرسته بنجع حمادي ماس كهربائي يشعل حريقًا هائلًا بمحل ملابس بالخصوص.. والحماية المدنية تسيطر بـ3 سيارات إطفاء سوق المزارعين بالإسكندرية يحتفل برأس السنة الجديدة شمس البارودي: بعد وفاة زوجي أصبح اهتمامي بكتاب الله والدعاء وأختم القرآن مرتين شهريًا 150 كيلو جرام لحم مفروم وكبدة مجهولة المصدر في قبضة تموين الخانكة حريق مفاجئ داخل شقة سكنية بالعبور.. و الحماية المدنية تسيطر علي الموقف في اللحظات الأخيرة حادث مأساوي بمستشفى أطفال المنصورة ..مصرع فرد أمن زوجين وأبنائهم الأربعة.. إصابة 6 أشخاص إثر نشوب مشاجرة بين عائلتين في قنا هل يكون 2026 هو عام الحسم في الحرب الروسية الأوكرانية؟.. كواليس مهمة الصين تكشف عن بروفة حرب بالقرب من حدود أمريكا واليابان وتايوان دلالات تنفيذ إيران لمناورات صاروخية.. هل تشن حرباً على إسرائيل؟ التأثيرات الإقليمية والدولية لتوتر العلاقة الحالية بين إيران وإسرائيل.. كارثة إقليمية منتظرة

فن

وداعًا عمدة الدراما المصرية صلاح السعدني (بروفايل)

صلاح السعدني
صلاح السعدني

رحل اليوم عمدة الدراما المصرية صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا، فنان مصري من العيار الثقل قدم مسيرة فنية حافلة اشتملت على أكثر من 200 عمل فني، جسد خلالها شخصيات متنوعة ببراعة وإتقان؛ فنال إعجاب الجمهور بأسلوبه المميز وحضوره القوي على الشاشة ليترك بصمة خالدة في تاريخ الفن المصري.

وأعلن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية عن تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني، عصر اليوم من مسجد الشرطة بالشيخ زايد والدفن بمقابر العائلة بطريق الواحات 6 أكتوبر.

نشأته

اسمه الحقيقي صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني ولد في 23 أكتوبر 1943 بمحافظة المنوفية، ونشأ في أسرة ريفية بسيطة، وأحب التمثيل منذ صغره فشارك في المسرح المدرسي، ثم التحق بكلية الزراعة فالتقى بصديق عمره الفنان عادل إمام فشكلّا ثنائيًا فنيًا رائعًا على مسرح الكلية.

ساهم شقيقه الأكبر الكاتب محمود السعدني في تشكيل وعيه الثقافي، وبعد التخرج ظهر اسم السعدني في العديد من المسرحيات مثل: "الواد سيد الشحات" و"أدهم بيك" و"الزوجة الثانية".

محنة وعزيمة

ولكن سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس، بعد اعتقال شقيقه محمود السعدني، فأجبرت السلطات المصرية صلاح على عدم التمثيل والتزم البيت.

لم يتركه صديقه عادل إمام وحاول مساعدته في كسر قرار المنع، فرشحه لمسرحية مدرسة المشاغبين، ولكن لم يوفق في ذلك وقدم دوره الفنان أحمد زكي.

وخضوعًا لقرار المنع عرض عليه المنتج سمير خفاجي تعيينه في دور إداري بفرقته، لكنه رفض وقال إنه ممثل وسيظل ممثلا فقط.

غاب عن الساحة الفنية نحو 4 سنوات من 1960، واستمرت محاولاته حتى عاد للشاشة من جديد عام 1964 في مسلسل "الضحية".

تألق سينمائي ودرامي

لم يكتفي السعدني بالمسرح بل اهتم بالسينما والدراما، فشارك في مجموعة من الأفلام المشهورة وتألق بها، مثل: "الأرض، الرصاصة لا تزال في جيبي، أغنية على الممر، ليل وخونة، ملف في الآداب، قضية عم أحمد، درب الرهبة" وغيرهم.

أما بصمته الخاصة والمميزة فكانت على شاشات التليفزيون فحقق نجاحًا كبيرًا في الدراما حيث قدم 31 مسلسلاً، أهمهم: "ليالي الحلمية، أرابيسك، للثروة حسابات أخرى، الناس في كفر عسكر، حلم الجنوبي، رجل في زمن العولمة، الباطنية، القاصرات"، واستطاع في كل منهم أن يؤدي دوره ببراعة فائقة فعلقت تلك الشخصيات في أذهان الجمهور وأكسبته شهرة واسعة.

ويعد العمدة سليمان غانم في "ليالي الحلمية" أكثر الشخصيات شهرة في مسيرة السعدني الفنية، وهو الدور الذى قدمه ببراعة شديدة خاصة مع التطور العمرى للشخصية الذى تطلب منه مجهوداً كبيرًا.

القدر يمنحه لقب "العمدة"

وما لم يكن معروفًا أن دور سليمان غانم كان مرشحه الأول هو سعيد صالح الذي اعتذر عن الدور لإنشغاله بأعمال أخرى عام 1987 حسبما قال يحيى الفخراني في تصريحات تليفزيونية.

ورغم اعتذار سعيد صالح إلا أن صلاح السعدني لم يكن هو المرشح الثاني للعب الدور، فتم ترشيح يحيى الفخراني لشخصية "سليمان غانم، لكنه فضل أن يجسد دور "سليم البدري" الذي نجح فيه بشده أيضا، ليمنح القدر السعدني لعب أهم أدوراه وينال لقب "العمدة" الذي بقى علامة في تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية والعربية.

جوائز وتكريمات

حصل السعدني على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية الحافلة، تقديرًا لإبداعه وتأثيره الكبير على الفن المصري والعربي.

حزن وغياب

وكان تلقي خبر وفاة صديقه نور الشريف في 2015 من أصعب لحظات صلاح السعدني فشعر أنه فقد جزءًا كبيرًا من عمره، ومن وقتها ساءت حالته الصحية.

ابتعد صلاح السعدني عن الوسط الفني بسبب ألم ظهره الذي أثر عليه في آخر أعماله مسلسل "القاصرات"، والذي دفع المخرج مجدي أبو عميرة، للاستعانة بحركة الكاميرا بديلا عن حركته، واختفى عن الأنظار فطاردته شائعات مرضه ووفاته

وكان ابنه احمد السعدني يطمئن الجمهور على حالة والده بين الحين والآخر بتصريحات أو نشر صورة تجمعهما، حتى غيبه الموت اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2024.

رحل النجم بجسده ولكن ستبقى أعماله وإرثه الفني خالدين في قلوب جمهوره الذي أحب شخصه وموهبته، وستظل أعماله مستمرة في إلهام الفنانين.