النهار
الجمعة 22 أغسطس 2025 06:30 مـ 27 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مشاركة الشناوي في مران الأهلي ومحاضرة ريبيرو تحضيرا لغزل المحلة المخرج محمد فاضل: لا صلاح للدراما المصرية إلا بعودة ماسبيرو مرموش يشيد بأداء محمد صلاح.. وجوارديولا المدرب الأفضل في العالم ما هي دوافع رواندا في قبول المُرحلين من الولايات المتحدة الأمريكية؟ ملامح السياسة الأمريكية تجاه ملف الهجرة للدول الأفريقية بما نصت اتفاقية قبول المُرحلين بين أمريكا ورواندا؟ الاتحاد المصري لكرة القدم.. اعتماد التشكيل الجديد للجنة الحكام ”50 شخص في الأوضة.. ومن العمليات للطوارئ.. والأمن لا حدث ولا حرج”.. مواطنة تسردّ رحلة 12 ساعة كارثية بطوارئ معهد ناصر قافلة إغاثية سعودية جديدة تصل إلى وسط قطاع غزة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة قمة الإبداع الإعلامي تُكرّم طارق سعده لدوره البارز في دعم شباب الإعلاميين وضبط المشهد ‎خصم ومهلة لتلافي السلبيات.. نائب وزير الصحة: نحرص على تقديم خدمات صحية عالية الجودة مصر تحصد فضية الريشة الطائرة بالبطولة العربية المدرسية بالأردن

مقالات

نبيل عمر يكتب: تخاريف وزير الإعلام

أتصور أن عددا كبيرا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ينطبق عليهم المثل الشعبي الشائع: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وماس وبلاتنيوم، لا فرق بين أصغر عضو والمرشد العام، فكلهم في الكلام العام سواء، ولو تتبعنا ماصرحوا في العامين الأخيرين فقط، فلن يكفينا مجلد من ألف صفحة، ويبدو أنها تقليد موروث من المرشد العام السابق صاحب أشهر طز في مصر وأبو مصر، فالحاكم المسلم من ماليزيا أقرب إلينا من مواطنينا المسيحيين..ولن نعيد تصريحات مفزعة قالتها قيادات بارزة في الجماعة أو في حزب حرية والعدالة، وقد يحلو للبعض الدفاع عنها بأنها اجتهادات سياسية تصيب أو تخطئ، لكنها اجتهادات كاشفة مثل مفتاح السر أو علامات طريق إلي المستقبل الذي يحملوه لنا!
لكن بعض التصريحات تأتي علي ألسنة أعضاء يبدو متخصصين في مهنتهم، وعلي دراية بشعابها مثل أهل مكة، هذه التصريحات تدفع العقلاء أن يشدوا شعورهم أو يدوروا حول أنفسهم أو يطلبوا قرص مسكن لمنع هجوم صداع قادم لا محالة، لكن لأسباب كثيرة لم أفعل ذلك حين قرأت كلمة الأستاذ صلاح عبد مقصود وزير الإعلام في ندوة نظمتها الهيئة الإنجيلية عن الأزمة الاقتصادية وطريق الخروج منها.. يعني لم أشد شعري ولم اسقط علي الأرض فزعا ولا تحسنت بقرص أسبرين، وإنما انتابني نوبة طويلة من الضحك، فتقطعت مني الأنفاس، ورحت أردد علي عادة المصريين في مثل هذه المواقف: اللهم أجعله خيرا.. اللهم أجعله خيرا.
والحكاية أن وزير الإعلام يفترض أنه صحفي مقيد في نقابة الصحفيين وكان عضوا في مجلسها ووكيلها، وإحقاقا للحق أعرفه نقابي جيد خدم الزملاء بمشروع علاج كان الصحفيون وعائلاتهم يفتقدونه تماماً في زمن لا شئ يعلو علي الصحة وتكاليف الحفاظ عليها فوق القدرة، خاصة في الصحف الخاصة والحزبية!
فماذا قال وزير الإعلام في ندوة الهيئة الإنجيلية ويكاد يفطسنا من الضحك؟!
واسمحوا لي أن اعترف أولا بأنني لا استطيع التعليق علي كل ما قال، فهذا سيحتاج ثلاثة أضعاف هذه مساحة علي الأقل، ولذا سأختار الأظرف ذا الدلالات، وليس هذا تربصا، وإذا كان تربصا، فما قيمة الكاتب الذي لا يتربص بالسلطة من أجل تخفيف أثقالها عن الإنسان الفرد الأعزل!
يقول صلاح عبد المقصود: الإعلام عليه دور كبير في مواجهة الأزمة اقتصادية، لأن استقرار هذا الوطن سيبدأ من استقرار الحالة الإعلامية، والبرامج ملأتنا بالإحباط وكثير من برامج التوك شو لا يبحث إلا علي المثير الغريب الشاذ، ويحاول أن يعمم هذا الشاذ، رغم أن هناك قاعدة شرعية تقول الشاذ لا حكم له ، فيقومون بالتركيز عليها ويتركون القاعدة.
هذه العبارة قد تكون مقبولة من أي إنسان مهما كانت مهنته ومستواه التعليمي إلا من هؤلاء الذين يعملون في الإعلام، لأن الوزير أقل كلاما ضد قاعدة خبرية معروفة، ولم تكن اختراعا مع نشأة الصحافة ولا التليفزيون ولا وسائل الاتصال الحديثة، وإنما منذ قديم الأزل، فالشاذ بمعني النبأ المخالف عن المعتاد والمختلف عن التقاليد والعادات والأعراف والبديهيات والمستقر في العقول هو أصل البلاغ ، هو ما يرغب الناس في سماعه ويلهثون خلفه، فماذا يهم الناس في أن الشمس تشرق كل صباح من الشرق، فقد اعتادوا عليه وألفوا ورتبوا حياتهم علي ذلك، لكن لو حدث ذات يوم أو لبضعة أيام اختفت الشمس تحت جحافل من سحابات سوداء كثيفة حتي شحب النهار وصار أقرب إلي نهايته الخابية، فمن المؤكد يريد الناس أن يعرفوا ما هي حكاية هذا الاختفاء، مع أنه شاذ وليس قاعدة!
لو فرضنا أن وزير الإعلام استيقظ من نومه وذهب إلي مكتبه وانكب علي العمل، باجتهاد عظيم.. أين الخبر هنا؟! .. طبعا لا خبر، لأنه يصنع ما هو مطلوب منه ومكلف به، مثل أن تبني الحكومة مستشفي جديدا أو مدرسة أو تمهد طريقا.. فهل هذا خبر؟!.. طيب إذا كانت الحكومة لن تفعل ذلك فما هي وظيفتها، هل يجلس وزراؤها يلعبون الطاولة علي المقهي؟!.. ماذا إذا انتظمت القطارات في رحلاتها؟! ..لا شئ، لكن لو تأخرت أو صدمت سيارة علي مزلقان .. فهذا هو الخبر!
وبما أن الأستاذ صلاح من جماعة الإخوان تحدث عن القاعدة الشرعية الشاذ لا حكم له ، وطبعا هو أوردها في غير مقامها كعادة الإخوان، فما رأيه في قصص القرآن الكريم عن قوم سيدنا لوط وعاد ونوح ، ألا تحتوي علي أحداث شاذة غير مألوفة؟!
القياس يا سيدي لا الشاذ ولا غيره، وإنما قيمته للناس: والقيمة قد تكون تعليما وإعلاما وترفيهيا وتسلية.. الخ، وإذا كان وزير الإعلام لا يعلم.. فلنا الله.. وليرحم التليفزيون المصري ويدخله فسيح جناته!