النهار تواصل متابعة انقلاب الجابون
ما أهمية الجابون الاقتصادية في العالم ولماذا تعد من اكثر الدول الافريقية ثراء؟
يُعتبر الانقلاب في الجابون، الذي وقع فجر الأربعاء هو الانقلاب الثامن في إفريقيا خلال ثلاث سنوات وتُثير هذه الأحداث خشية الدول الأوروبية التي تحظى بوجود وازنٍ في هذه القارة وتعد الجابون دولة مهمة وأي تأثير على استقرارها سينعكس على مصالح الغرب والسلم والأمن الدوليين.
ولكن ما هي الأهمية الاقتصادية للجابون ؟
يقول الدكتور محمد فوذي الخبير في الشؤون الافريقية بكلية الدراسات الافريقية العليا ان الجابون في وسط إفريقيا وتبلغ مساحتها 268 ألف كيلومتر مربع تتميّز بكثافتها السكانية المنخفضة إذ يقطنها قرابة 2.4 مليون نسمة وتُعتبر الجابون إحدى الدول الرئيسية في إفريقيا المُنتجة للنفط وتُغطي الغابات نحو 88% من مساحتها وتمتلك 26 مليار متر مكعّب من احتياطات الغاز الطبيعي المؤكدة بنهاية العام الماضي وتحتل المركز الثالث عالميًا في إنتاج المنجنيز وتنشط فيها شركة التعدين الفرنسية "إراميت" واستقلت الجابون عن فرنسا عام 1960 وتعاقب على حكمها منذ ذلك الحين ثلاثة رؤساء فقط هم ليون مبا وعمر بونجو، ونجله علي الذي أطاح به انقلابيون مساء الثلاثاء.
55 عامًا من حكم عائلة بونجو
و اضاف الدكتور فوذي ان عائلة بونجو سيطرت على الحكم منذ أكثر من 55 عامًا. وتولّى عمر بونجو أونجيمبا الحكم لأكثر من 41 عامًا، حتى انتخاب ابنه علي بونغو بعد وفاته عام 2009.
وكان عمر بونجو العمود الفقري لما يسمّى بـ"إفريقيا الفرنسية"،وهو نظام العلاقات السياسية والتجارية القائمة بين باريس ومستعمراتها السابقة في القارة السمراء وفور وصوله إلى الحكم، نأى ابنه علي بنفسه ظاهريًا عن القوة الاستعمارية السابقة.
إلا أنّ 9 من أبنائه الآخرين متّهمون في تحقيق يُجريه القضاء الفرنسي منذ 2010 بشأن "مكاسب غير مشروعة" وهي عقارات تمّ شراؤها في فرنسا بأموال عامة مختلسة من الجابون.
وأقامت باسكالين، إحدى بنات عمر بونجو، علاقة بالأسطورة بوب مارلي الذي دعته ليؤدي عرضًا في الجابون بمناسبة عيد ميلاد والدها. وكان ذلك من أوائل العروض التي أداها المغنّي الجامايكي في إفريقيا في يناير 1980.
والجابون هو إحدى الدول الإفريقية الأكثر ثراءً لناحية الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد والذي بلغ 8820 دولارًا عام 2022، بفضل النفط والخشب والمنغنيز والجابون هي من أول منتجي الذهب الأسود في إفريقيا جنوب الصحراء.
وقدّر البنك الدولي أنّ النفط شكّل 38.5% من ناتج الجابون المحلي الإجمالي و70.5% من مجموع صادرات الغابون عام 2020 إلا أنّ الاقتصاد تعجز السلطات عن تنويعه بشكل كافٍ. وأوضح البنك الدولي أنّ البلد لا يزال يعتمد إلى حدّ بعيد على المحروقات، وأنّ فردًا واحدًا من أصل كل ثلاثة عاشوا تحت خط الفقر عام 2022.
وتحتلّ الغابات 88% من مساحة الغابون البالغة 268 ألف كيلومتر مربع. ويصفه البنك الدولي بأنّه "ممتصّ كبير للكربون ورائد في مبادرات صافي الانبعاثات الصفرية"، وذلك خصوصًا نتيجة الجهود المبذولة لتخفيض الانبعاثات والحفاظ على غابته الاستوائية الكبرى.
وتتمتّع الجابون بنظام بيئي غني، إذ تُعدّ حدائقه الوطنية موطنًا للأنواع المستوطنة والثدييات الرمزية مثل فيل الغابات والغوريلا والشمبانزي والفهد والعديد من أنواع آكل النمل الحرشفي وتسجّل البلاد واحدًا من أعلى معدلات التحضّر في القارة. ويعيش أكثر من أربعة مواطنين من أصل كلّ خمسة في المدن وتضمّ العاصمة ليبرفيل، والعاصمة الاقتصادية بورت جنتيل لوحدهما نحو 60% من السكان.
واضاف فوذي انه تستوطن شجيرة "الإيبوجا" التي تحتوي على مواد المؤثّرات العقلية، الغابات الاستوائية في وسط إفريقيا. وتُستخدم هذه الشجيرة في الجابون على شكل مسحوق لحاء يُستخرج من جذوعها في احتفالات "بويتي" التقليدية ومنذ حوالي 50 عامًا، تجاوزت النبتة استخدامها التقليدي بسبب الخصائص الطبية للإيبوجين، أحد مكوّناتها النشطة التي تتمتّع خصوصًا بخصائص مضادة للإدمان رغم أنّ الإيبوجين تُعتبر مادة مخدّرة في الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة مثل فرنسا.
وتأتي معظم كميّات الإيبوجين المستخدمة في العيادات حول العالم لمعالجة المدمنين على المخدرات أو مساعدة ضحايا اضطراب ما بعد الصدمة من التصدير غير القانوني واعتمدت الجابون إطارًا جديدًا لبيعها خشية نفاد هذه النبتة نتيجة الحصاد غير القانوني.


.jpg)

.png)



.jpg)



