النهار
الإثنين 15 ديسمبر 2025 12:10 صـ 23 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وزير السياحة والآثار يتفقد مشروعات الترميم بعدد من المواقع الأثرية بالأقصر وزير السياحة والآثار يشهد إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين للملك أمنحتب الثالث، بعد ترميمهما وإعادة تركيبهما ورفعهما بمكانهما الأصلي بمعبده الجنائزي بالأقصر وزير العدل يشهد أداء اليمين القانونية للأعضاء القانونين الجدد بمصلحة الشهر العقــاري خلافات على قطعة أرض.. تنتهي بإصابة صاحب مزرعة بطلق خرطوش وضبط الجناة بشبرا الخيمة فيديو عنف علي السوشيال.. وراء ضبط 3 متهمين لتعديهم على سائق توك توك وسرقته بالـقليوبية إصابة 4 أشخاص إثر حادث تصادم موتوسيكلين في قنا احتفالية استثنائية ومفاجآت كبرى بالعاصمة الجديدة ابتهاجًا بالعام الجديد محافظ كفرالشيخ في جولة ليليّة يتفقد عددًا من شوارع المحافظة لمتابعة المرافق ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وزير الاتصالات يشهد ختام منافسات المسابقة العربية الأفريقية للبرمجيات ACPC وزير الاتصالات يشهد ختام منافسات المسابقة العربية الأفريقية للبرمجيات ACPC وزير الاتصالات: افتتاح مركز إبداع مصر الرقمية كريتيفا الأقصر خلال الأشهر القليلة المقبلة بكت من الفرحة.. محافظ القاهرة يستجيب لطلب سيدة بالمرج ويوجّه بإنهاء إجراءات كشكها فورًا

عربي ودولي

كيف أدت العوامل الداخلية إلى توتر الصراع بين كمبوديا وتايلاند؟

د. تمارا برو
د. تمارا برو

كشفت الدكتورة تمارا برو، الباحثة المتخصصة في الشئون الآسيوية، عن عوامل داخلية في الصراع بين كمبوديا وتايلاند، موضحة أن وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند جاء مدعوماً بالترهيب من قبل الولايات المتحدة الأميركية، التي ضغطت على بانكوك وبنوم بنه لوقف الاشتباكات، تحت طائلة فرض رسوم جمركية عليهما، ولم تُحل مشكلة الحدود بين البلدين من جذورها، وبالتالي كان اتفاق وقف إطلاق النار هشاً منذ البداية، وكان من المتوقع أن ينهار في أي وقت وتتجدد الاشتباكات.

وأكدت في تحليل له، أن العوامل الداخلية، تلعب دوراً محورياً في تجدد الاشتباكات على الحدود، إذ تستخدمها الحكومات لتحقيق مكاسب سياسية، أو لصرف الانتباه عن التحديات المحلية، حيث يوظف كل طرف خطاب الدفاع عن الأرض لتعزيز شرعيته الشعبية، خاصة خلال فترة الأزمات أو التغيرات في السلطة، فبالنسبة إلى كمبوديا، تشهد البلاد أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة وفساداً واحتيالاً إلكترونياً، لذلك تحاول الحكومة التي يتولاها هون مانيت، الذي تولى الحكم خلفاً لوالده هون سين، إظهار قوتها وقدرتها على الإمساك بزمام الأمور في البلاد.

وأوضحت أنه بالنسبة إلى تايلاند، يُلقي عدم الاستقرار السياسي بظلاله على ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، والذي يُعاني من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية، وارتفاع ديون الأسر، وضعف الاستهلاك. وتأتي هذه التوترات في وقت تواجه فيه حكومة أنوتين تشارنفيراكول، رئيس الوزراء الجديد، الذي تولى منصبه في أيلول/ سبتمبر الماضي، خلفاً لبايتونغتارن شيناواترا، التي استقالت رسمياً في آب/ أغسطس الماضي، بعد أن قضت محكمة دستورية بأنها انتهكت الأعراف الأخلاقية، وأضرت بسمعة البلاد بسبب تسريب مكالمة هاتفية مع الزعيم الكمبودي هون سين، وواجهت انتقادات حادة بشأن قضايا عدة، منها تعامل الحكومة مع الفيضانات المدمرة التي اجتاحت جنوب تايلاند الشهر الماضي، وتنظيم دورة ألعاب جنوب شرق آسيا، وتقارير عن صلات مزعومة بين رئيس الوزراء أنوتين وشبكات احتيال إقليمية.

وأوضحت أن هذه العوامل أدت إلى تراجع شعبية رئيس الوزراء الجديد وحزبه. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة Suan Dusit أن تأييد أنوتين أنخفض من 48% إلى 23%.، ومع تجدد الاشتباكات على الحدود، يملك أنوتين حافزاً لصرف الانتباه عن بعض هذه القضايا قبيل الانتخابات النيابية، المقرر إجراؤها بين 45 و60 يوماً، بعد أن حلّ رئيس الوزراء البرلمان.

ونوهت إلى أن أنوتين يركز حالياً على المكاسب المحلية المحتملة من تبني موقف حازم بشأن الحدود مع كمبوديا، لاستغلال المشاعر القومية وزيادة شعبيته قبيل الانتخابات، ورفضت تايلاند تدويل النزاع الحدودي مع كمبوديا، ولم توافق على وقف إطلاق النار، إلا بعد أن لوّح ترامب بالرسوم الجمركية عليها بنسبة 36%، إذ كانت كل من تايلاند وكمبوديا آنذاك على بعد أيام فقط من الموعد النهائي للتفاوض على تخفيضات كبيرة في الرسوم الجمركية على صادراتهما إلى الولايات المتحدة الأميركية، بينما كمبوديا وبسبب اختلال التوزان العسكري مع تايلاند ترحب بالوساطات الخارجية، وتشعر بأنها في وضع غير مواتٍ في المفاوضات الثنائية مع تايلاند.

ومع التوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند في كوالالمبور، أبرم الرئيس ترامب اتفاقية معادن مع تايلاند، واتفاقية بشأن التجارة المتبادلة مع كمبوديا، بحسب الدكتورة تمارا برو، مؤكدة أنه ربما كانت تايلاند تتوقع من الولايات المتحدة الأميركية موقفاً أكثر تعاطفاً معها بسبب التعاون التايلاندي الأميركي الطويل، على الرغم من أن واشنطن كانت منزعجة من علاقة بانكوك ببكين، والتي تجلّت عبر الترحيل القسري لإيغوريين إلى الصين، ولجوء المصنّعين الصينيين الذين يواجهون تعرفات جمركية أميركية باهظة، إلى نقل إنتاجهم أو توجيهه نحو تايلاند للاستفادة من سهولة وصول بانكوك إلى الأسواق الأميركية.

وأكدت أنه ربما يريد أنوتين أن يحصل على تنازلات أكبر من الولايات المتحدة الأميركية في خضم المشاورات المنعقدة بين الجانبين، حول اتفاقية تجارة، والإصرار على تشكيل لجنة تحقيق دولية حول زراعة كمبوديا لألغام أرضية، انتهاكاً لاتفاقية أوتاوا الخاصة بحظر الألغام الأرضية لعام 1997، وبذلك يحصل رئيس وزراء تايلاند على دعم أكبر من شعبه قبيل الانتخابات.

قد يلجأ الرئيس ترامب الذي وعد بالتدخل مجدداً لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند إلى تعليق المفاوضات التجارية مع تايلاند، أو إلى زيادة الرسوم الجمركية على البلدين، أو على تايلاند بهدف إرغامهما على الرضوخ لمطالبه، ومع ذلك سيكون وقف إطلاق النار هشاً، وربما يدخل البلدان في مشاورات برعاية أميركية صينية ومن قبل مجموعة الآسيان لإيجاد حل لمسألة الحدود، التي قد تمتد لسنوات تستفيد فيها كمبوديا وتايلاند من الدعم الشعبي للحكومات المتعاقبة، بحسب تمارا برو.