النهار
الأحد 11 مايو 2025 11:25 صـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
فنادق البحر الأحمر تستقبل 24 ألف سائح على متن 135 رحلة دولية اليوم هدى يسى تؤكد أهمية لقاء اتحاد المستثمرات العرب مع رئيسة مجلس الشيوخ الإيفواري لتعزيز التعاون المشترك البورصة تحدد 26 مايو نهاية حق توزيع الكوبون النقدي لشركة طلعت مصطفي 25 مايو.. فتح باب الترشح لعضوية مجلس إدارة البورصة المصرية كلاسيكو الأرض.. تشكيل مباراة ريال مدريد وبرشلونة المتوقع في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة موعد مباراة ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة بث مباشر شوبير يكشف مصير العش وديانج مع الأهلي وتطورات صفقة الجزار شوبير: رامي ربيعة محلك سر في الأهلي.. وحمزة علاء سيرحل بعد ضم سيحا مواعيد مباريات اليوم.. كلاسيكو برشلونة ضد الريال وليفربول مع أرسنال « بيتزا بالدماء ».. مأساة استشهاد فتاتين بأحد المطاعم في غزة تتصدر التريند ظهوت ”حوت” القاتل الكاذب بشواطى مرسى علم السيطرة على حريق داخل مصنع ملابس جاهزة بالمنطقة الصناعية في بورسعيد

سياسة

النهار تستضيف كبار الكتاب والمفكرين في اطار احتفالتنا بثورة يوليو

د . سيد رشاد يروي شهادته عن ليلة ثورة يوليو المجيدة 1952

المفكر السياسي دكتور سيد رشاد نائب رئيس تحرير الاهرام العربي
المفكر السياسي دكتور سيد رشاد نائب رئيس تحرير الاهرام العربي

كعادتها تحتفي مؤسسة النهار المصرية احتفاءا خاصا بثورات الشعب المصري العظيم تلك الثورات العظيمة التي غيرت مسار الدولة المصرية واخرجتها من ظلمة الدنيا الي ووضح نور الشمس انها الثورة الام لثوراتنا العظيمة حيث مثلت ثورة يوليو في 23 يوليو 1952 ايام فارقة في تاريخ الوطن وخرج ابناء الوطن رافعين شعار الشعب والجيش ايد واحدة ورسمت فيه الثوةرة المجيدة طريق النجاة الذي فتحه الضباط الاحرار للتخلص من النظام الملكي وتبعتها ثورة 25 يناير 2011 التي نادت بالعيش والحرية والكرامة الانسانية وجاءت الثورة العظيمة المخلصة المصححة 30يونية 2013 بأعلانها الاشهر في التاريخ 3يوليو التي خلصت الشعب من الجماعة الارهابية وانقذت العباد واعادت البلاد المختطفة . ويقول المفكر السياسي والباحث الدكتور سيد رشاد نائب رئيس تحرير الاهرام العربيعن ليلة ثورة 23 يوليو 1952 تُرى لو لم تكن فى حياتى- (حياتنا) ليلة مثل 23يوليو،أشرق فجرها قبل مولدى بعقد ونصف العقد,هل كنت والملايين غيري من المصريين سيولودون أحرارًا , غير خائفين من كرباج الباشا الشهير,مالك الأرض وما عليها ومن عليها،مرعوبين من ذل السخرة وظلام الفقر والجهل والمرض التى كانت قوانين عصر ما قبل ثورة يوليو ..هل كنت سأصبح التلميذ المجتهد الذى يحصل على الدرجات النهائية فى مدرسة العمرى الابتدائية بأخميم ، من أجل أن يفوز بهدايا الأبلة فوزوالأساتذة : فتحى جاد ومصطفى عبد الشافى وعشرى حميرة , والأهم أن أحظى بتصفيق حبيبتى الصغيرة سحر حينما ألقى فى الاذاعة الصباحية بحماسة طفل صغير أبياتا من محاولاتى الأولى فى تأليف الأناشيد الوطنية الملتهبة عن ثورة يوليوالوليدة, لتشتعل أصابع حبيبتي بحرارة التصفيق وبراءة الانفعال,فتشاركني حبات الترمس و الجزر الأحمرالشهى فى فناء المدرسة الواسع أثناءالفسحة .

ويضيف الدكتور رشاد ورغم مرور كل تلك السنوات على تلك الليلة التى غيرت وجه العالم العربى والإفريقى والعالم الثالث كله،وامتد تأثيرها النضالى من غاندى آسيا إلى تيتو أوربا وبوحريد أفريقيا..وجيفارا أمريكيا ،ليشمل قارات العالم الست، مازلت أتساءل بيني و بين نفسي, هل ثورة يوليو التى أتاحت لى مقعدًا فى قاعة الدرس , ونافذة ينفتح من خلالها القلب على قضايا الوطن,والعقل على نور المعرفة،هل هذه اللحظة التاريخية الفارقة هى التى جعلتنى كاتبا يقبض على جمرة الأمل, ولايقبل الا بانتصار الحرف على الصمت .

ويتسأل الدكتور رشاد تُرى لو لم تكن تلك "الثورة الأم" قد حدثت فى لحظتها التاريخية المختارة,أو تأخرت عقدين فقط من الزمان! هل كنت سأنجو من أن أصبح واحدًا من الأغلبية الكاسحة المهدرة,والتى لاهم لها سوى ارضاء الباشوات ،والبكوات وأتباع المستعمر الانجليزى الذين لا يزيدون على %1من السكان .الذين يملكون كل مقدرات هذا الوطن ،لكنهم ضنوا حتى بالفتات على أصحابه الحقيقيين من الأغلبية الكاسحة.

وهل كنت أملك الا أن ألملم أشلاءأحلامى فى أن أصبح كاتبًا , ضمن المواهب التى لا يسمح لها هؤلاء السادة بالصعود الى حيز المعلوم إلا بشروطهم المذلة, ليصبح كل حلم جديد وشاحًا لحزن جديد،ينكأ مساحات جديدة.. لجراح جديدة أبدا لا تلتئم .

وهل كان للكتابة معنى أو للكاتب وجود لو لم تكن هناك ليلة فارقة , حدثت فى مثل هذا الشهر قبل سبعة عقود كاملة .. ليلة تركت لنا أسئلة ربما لم تعد موجعة الآن ! لكنها تؤكد حقيقة لا تقبل القسمة على اثنين هى أننا- فى معظم ابناء جيلى على الأقل- توحدنا مع تلك اللحظة التاريخية الفارقة" ثورة يوليو" رغم الفارق الزمنى والمكانى، ولولاهذا التوحد ما استطعت تحقيق أحلامى المشروعة،ووطنيتى الحرة.. فأنا اعترف بأننى لا أملك جنون جدى الأكبر" محمد بن برى" الذى باع أرضه قطعة قطعة , ليعلم نفسه ويمارس عشقه لتحقيق التراث والمخطوطات، فى وقت كان التعليم محرمًا إلا لمن يملك الثمن الباهظ ،وهو أمرفوق قدرة ملح الأرض من الفلاحين البسطاء وابنائهم،الذين عاشوا لايحق لهم رفع رؤوسهم من فوق فؤوسهم ،ولست فى عبقرية أوحتى عناد العقاد الذى عاركت خطواته كل العقبات ، وشق لنفسه طريق المجد وسط جرانيت أسوان فى استثناء عارض ،لاتسمح عهود ماقبل يوليو بتكراره من الأساس.

ويتابع الدكتور رشاد ان مجرد التفكيرفى غياب حدث مفصلى عن حياتى (حياتنا) هو" ثورة يوليو "،وما لهذا الغياب من تداعيات،فى مقدمتها ضياع مجموعة حقائق من الأعمدة التى ترتكز عليها حركتنا فى الحياة حتى الأن مثل مجانية التعليم،والعلاج وبناء السد العالى ،وحركة التصنيع الكبيرة،وغيرها من مسارات استعادة الهوية الوطنية المختطفة من قبل المستعمر وأعوانه وأتباعه أمر يصيبنى بالارتباك ويضعنى فى حيرة تقارب حد العجز ،لايخرجنى منها سوى بريق ليلةلايزال يومض فى الذاكرة الوطنية كواحدة من أمجد ليالى النضال الوطنى،ليلة استعدنا عبرها هالتنا الحضارية المقدسة ،وأقمنا فى فجرهاأساطيرنا الفكرية والعلمية والفنية وفى كل المجالات،والتى شيدناها على قاعدة مجانية التعليم ،فمنحتنا خصوبة المعرفة والتقدم،وروافد الخلق والإبداع، والأهم شرعية الحلم لوطن عظيم أعاد كتابة التاريخ ،كعادته،على ومضات ليلة تليق بعظمة مصر والمصريين .. ليلة" 23 يوليو".

موضوعات متعلقة