الأربعاء 15 مايو 2024 01:04 صـ 6 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الولايات المتحدة تُرسل لأوكرانيا قذائف ب500 مليون دولار الربيع القادم

الحرب الأوكرانية الروسية كانت بمثابة الكارثة للبعض والبعض الآخر كانت الربح وتحقيق المزيد من الرخاء الاقتصادي بالرغم من موجات التضخم الاقتصادي التي ضربت العالم كنتائج لتلك الحرب التي يعيش فيها معظم دول العالم سواء من شاركوا في النزاع أو اكتفوا بالمشاهدة تجنبا لتحمل أعباء أخري .

واليوم أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إنها سوف تُرسل ذخائر قذائف مدفعية عيار"155 ملم" بقيمة 500 مليون دولار لشركتي "نورث جرومان" و "جلوبال ميليتاري بروداكتس " ومن المقرر وصولوها في الربيع القادم وفقا للعربية .

لكن عندما نُدقق في مشهد الحرب الأوكرانية الروسية نجد صراعا قويا بين روسيا بقيادة بوتين الذي اعتقد القضاء علي أوكرانيا في ساعات قليلة أو أيام في حالة التأخر وتحركت الولايات المتحدة بإرسال القذائف والذخائر والمنظومات الدفاعية الجوية مثل صواريخ "هيمارس" وصواريخ "ناسماس " .

وكانت تسير المعارك بشكل تقليدي في إطار وصفٍ روسي بإنها عملية عسكرية مُصغرة بدأت في فبراير عام 2022 وتطورت لتدخل في إطار الحرب بعد عدة وقائع .

منها القيام بأعمال تخريبية لخطوط الغاز الروسية التي تمد أوروبا بالطاقة سواء الشمالي أو الجنوبي من خلال ألمانيا أو تركيا واتهام موسكو برغبتها في قتل المواطن الأوروبي مُتجمدا شتاءً لتظهر الحقيقة بعد ذلك من خلال الأمم المتحدة تؤكد براءة روسيا من تدمير خطوط الغاز لأوروبا .

وينفي الكرملين علي لسان "دميتري بيسكوف" المتحدث الرسمي تلك الفرضية ويعلن امتلاك معلومات عن ضلوع بريطانيا في تدمير خطوط الغاز الأوروبية وكل تلك المرحلة تشمل "عملية عسكرية محدودة في أوكرانيا " وبعدها قامت أوكرانيا بمساعدة لندن بضرب "الجسر" الذي يربط شبه جزيرة القرم مع روسيا .

ليستنفر روسيا ويقوم باستخدام قوته الضاربة من صواريخه الدقيقة ويستهدف البنية التحتية الأوكرانية من محطات توليد الطاقة وتحديدا الكهرباء لتعيش كييف في ظلام دامس من تلك المرحلة .

وينتشر التفكير في استخدام السلاح النووي علي نطاق محدود من جانب أوكرانيا في استخدام "القنبلة القذرة" وهي قنبلة مشعة محدود نطاقها حسب قوتها التدميرية وحذر حينها وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو" من امتلاك أوكرانيا النتائج النهائية لأبحاث انتاج القنبلة القذرة بواسطة لندن .

وبعد مرحلة القصف الصاروخي الروسي الدقيق زحفت الهجرة الأوكرانية في اتجاه الدول الأوروبية في صورة لاجئين وقد وصل إلي بولندا "10 مليون " لاجئ لدرجة خروج البولنديون في احتجاجات بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد جراء التضخم العالمي وأزمة توفير الغاز بعد ضرب خطوطه ويطالبون بضرورة توفير النفقات لحل مشاكلهم وفي الأخير تقوم بولندا حاليا بإرسال الدبابات السوفيتية "تي 72" إلي أوكرانيا .

وفي خلال تطورات الحرب وفي ديسمبر من عام 2022 قام "فولوديمير زيلينسكي " بالقيام بجولة خارجية لأول مرة منذ اندلاع الحرب وسافر إلي الولايات المتحدة والتقي "بجوبايدن" ليطلب منظومة "الباتريوت" الصاروخية الأمريكية المتطورة وقد نجح زيلينسكي في الحصول علي 45 مليارات دولار مساعدات إنسانية و15مليارات مساعدات اقتصادية و9 مليارات مساعدات عسكرية وقال بايدن خلال الاجتماع أمر هام ويعبر عن الرؤية الإستراتيجية للإدارة الأمريكية الحالية وكانت الكلمة كالتالي "الولايات المتحدة سوف تستمر بإرسال المساعدات إلي أوكرانيا مادامت موجودة وإلا ستندلع الحرب العالمية الثالثة!!!

وهنا تعلم الإدارة الأمريكية بإن نهاية الصراع ستكون بإنتصار روسي لكن تطويل أمد المعركة واستنزاف روسيا عسكريا وماديا وبشريا قبل المواجهة المباشرة .

وقد علق بوتين علي تلك الزيارة بإن الولايات المتحدة ترغب في استمرار الصراع الغربي الروسي حتي عام 2025 وبالمصادفة هو نفس العام الذي توقع فيه جنرال أمريكي بسلاح الجو وقوع المواجهة مع الصين بالرغم من تصريحات "ويليام بيرنز" مدير المخابرات الأمريكية الذي قال إن المواجهة مع الصين سوف تندلع عند غزو تايوان عام 2027!!!

وفي خلال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لم ترسل الولايات المتحدة منظومة "الباتريوت الصاروخية" الدقيقة واكتفت بإرسال "قذائف ذكية موجهة " يمكن تركيبها علي أية قذائف وهو سلاح نوعي يكمن خطورته في التحكم وتوجيه الضربة العسكرية عن بُعد مثل استخدام الطائرات بدون طيار في حروب الجيل الحديث والتي تضرب أهداف باهظة الثمن بطريقة غير مكلفة .

لكن تراجعت الولايات المتحدة التي حققت المكاسب من بيع النفط في ظل أزمة الغاز وهو ما أكده "جوبايدن" خلال خطاب "الإتحاد الثاني " أمام الكونجرس بتحقيق شركات النفط الأمريكية أرباحا 200 مليارات دولار واليوم تحقق شركات السلاح الأمريكية صفقة رابحة بتوريد أسلحة بقيمة 500مليون دولار المقرر إرسالها في الربيع القادم .

وذلك لإتقان الجنود الأوكرانيون استخدامها مثل منظومة الباتريوت التي سوف تصل في مايو المقبل وكانت تحمل نفس فكرة دبابات الأبرامز التي كانت سترسل في مارس وبعدها مايو كلها اختلافات تعبر عن عمق الصراع الأوكراني وخطورته الشائكة .

وفي جانب آخر من الولايات المتحدة يفكر الحزب الجمهوري الذي نجح في تحقيق الأغلبية في الكونجرس الأمريكي ورئيسه أيضا "كيفين مكارثي من نفس الحزب" يفكرون في العودة إلي البيت الأبيض من خلال رجوع دونالد ترامب رئيسا ويفكرون أيضا في ضرورة حل مشكلات الولايات المتحدة من انتشار العنف والجرائم والهجرة الغير شرعية من المكسيك علي حدودهم الجنوبية بدلا من تمويل أوكرانيا .

موضوعات متعلقة