النهار
الأربعاء 31 ديسمبر 2025 11:33 صـ 11 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
لا تهاون مع الفاسدين.. ضبط 150 كجم لحوم وأحشاء غير صالحة للاستهلاك الآدمي ببنها بدء التقديم في المدارس المصرية اليابانية غدًا.. اعرف التفاصيل رفع درجة الاستعداد بالمنشآت الصحية استعدادًا لاستقبال رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد القاصد: مستشفيات جامعة المنوفية تقدم خدماتها لأكثر من 2.48 مليون مستفيد وتحقق طفرة طبية شاملة خلال 2025 امتحن مكان صديقه خوفًا من رسوبه.. حبس طالبين بكلية علاج طبيعي جامعة قنا بتهمة انتحال صفة خلال الامتحانات وصول السفينة العملاقة AROYA وعلي متنها 2073 سائح من 55 جنسية إصابة خفير إثر سقوطه خلال عمله داخل كنيسة في قنا بعد تشغيل 10 مدارس جديدة.. فتح باب التقديم بالمدارس المصرية اليابانية 2026 شات جي بي تي يتوقع ارتفاع أسعار الهواتف الذكية في مصر خلال 2026 «صائد الهاكرز»: استنساخ EUV ضربة موجعة لهيمنة الغرب في صناعة الرقائق محافظ الدقهلية يتفقد أعمال إصلاح تسرب مياه بشارع قناة السويس موعد مباراة مصر وبنين في دور الـ16 من أمم إفريقيا

مقالات

محمد حبيب يكتب: الدماء التى نزفت فى أسيوط

محمد حبيب
محمد حبيب
خمسون طفلا من محافظة أسيوط لقوا حتفهم في حادث مروع صبيحة السبت الموافق 17 / 11 / 2012، علي إثر اصطدام قطار بالحافلة التي كانوا يستقلونها عند مزلقان السكة الحديد بقرية المندرة، إحدي قري مركز منفلوط، وهناك أكثر من خمسة عشر طفلا آخرين معظمهم في حالة خطرة، ونسأل الله السلامة لهم..كان صباحا حزينا بامتياز..أحدث وجعا في قلب مصر..غطي علي كل الأحداث..كان حديث الناس في كل مكان..أهالي الضحايا كانوا ولازالوا وسوف يظلوا موجوعين ومكلومين..الحزن الذي ملاء قلوب الأمهات والأباء لا يمكن ان تغيره أفراح العالم..مشاعر الحزن والالم والوجع سادت وغمرت قلب كل مصري..ولم لا؟ فالشعب المصري معروف بمروءته وشهامته ونبله..وعاطفته..وان هؤلاء الاطفال هم اطفاله..هم لحمه ودمه وروحه..هذه هي طبيعة وأصالة الشعب المصري.الطفولة بكل براءتها ونقائها وطهارتها، نزفت وسال دمها في تلك الكارثة المروعة..إن كل طفل من هؤلاء الشهداء كان يمثل حلما جميلا، قصة نبيلة، أملا مشرقا، أمنية غالية، مستقبلا زاهرا..له، ولمصر..هذا الحلم ضاع، انتهي، انطفأت شمعته، وطويت صفحته..لم يعد إلا ذكري، لكنها ليست ذكري سعيدة أو مفرحة أو مبهجة، بل ذكري حزينة مؤلمة.استقال وزير النقل والمواصلات ومعه رئيس هيئة السكة الحديد، وقبلت استقالتيهما..كان من المطلوب أن يستقيل أو يقال رئيس الوزراء..هذا أقل ما يجب..فالدم الذي سال والأرواح التي فاضت إلي بارئها، ليست شيئا هينا..لا يمكن تعويضها بشئ، من متاع الدنيا مهما كان..وكان المطلوب أن يحاسب هؤلاء جميعا..ومعهم سائق القطار وعامل المزلقان الذي قيل إنه كان نائما(!!) وقت وقوع الكارثة..إهمال جسيم، وتسيب فاضح، وفوضي ضاربة اطنابها في هذا المرفق، بل في مرافق الدولة كلها..المناصب ليست وجاهة أو شياكة اجتماعية، بل مسئولية وعبء، لا يجب أن يتحمله إلا من كان أهلا له..إلا من كان مستعدا وكفؤا وقادرا علي تحمل تبعاته..كان من المفترض أن الزمن الذي كان يعتبر فيه الدم المصري رخيصا، قد فات وانتهي..لكن يبدو أننا لازلنا نعيشه، وكان شيئا لم يتغير..نفس المفاهيم..والتصورات.سوف يقال إن التركة التي ورثناها من نظام المخلوع خربة..وهذا صحيح..لكن الوزارة الحالية سبقتها وزارتان بعد قيام الثورة..وزارة عصام شرف ووزارة كمال الجنزوري..ويبدو أن هاتين الوزارتين لم يقوما بأي عمل يذكر!! إذن جاءت وزارة هشام قنديل لتعالج خلل هاتين الوزارتين، ولاصلاح ما أفسدته الوزارات السابقة علي الثورة..حسنا، لكن من الواضح أننا سوف نقضي وقتا طويلا في معالجة الخلل وإصلاح الفساد..ومعه فقدان الكثير من الأرواح والدماء..كان تعليقي علي هذه الوزارة وقت الإعلان عنها منذ أشهر أنها وزارة عادية..تقليدية..فاقدة للخيال والطموح..وأنها لن تقدم حلولا مبتكرة أو إبداعية..وقد كان.ظل الصعيد مغبونا في حقه خلال عهود طويلة..ولازال ينظر اليه - واقعيا وعمليا - علي انه درجة ثانية..غير معقول..مطلوب، بل لابد أن تكون هناك نظرة أخري..تصرف آخر..خطط وبرامج أخري، تعيد إلي الصعيد مكانته ومنزلته علي خريطة مصر..أهل الصعيد يعانون أشد المعاناة، يظهر ذلك في أمور كثيرة..فخدمات التعليم، الصحة، النقل والمواصلات..الخ، شئ مزري..ناهينا عن الفقر والبطالة..لست مبالغا اذا قلت إن القري والكفور والنجوع تعيش خارج الزمن.