النهار
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 12:17 مـ 20 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بين دفء النهار وبرودة الصباح.. هل حان وقت ارتداء الملابس الشتوية؟ من أجل بحر متوسط أنظف.. مصر تستضيف مؤتمر اتفاقية برشلونة COP24 بن شرقي يقود التشكيل المميز لـ اللاعبين المغاربة بمختلف دوريات العالم مواعيد مباريات اليوم في بطولة كأس العالم تحت 17 عامًا حسام البدري يفوز بجائزة أفضل مدرب في ليبيا مع أهلي طرابلس محافظ أسيوط يتابع من مركز السيطرة سير العملية الانتخابية في اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب وانتظام عملية التصويت رئيس جامعة حلوان: نسعى لبناء وعي وطني مستنير وتعزيز الانتماء الوطني انطلاق فعاليات التدريب البحري المصري السعودي المشترك الموج الأحمر 8 توافد العاملين بالشركات للادلاء باصواتهم في اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب محافظ أسيوط يعلن فتح لجان اليوم الثاني والأخير لانتخابات مجلس النواب 2025 في موعدها دون معوقات مجموعة ”ALCAN CIT” وشركاتها التابعة يشاركون في معرض CairoICT2025 هبوط أرضي وراء حادث انقلاب تريلا أمام مول العابد.. والمرور يرفع آثار الحادث

مقالات

محمد حبيب يكتب: الدماء التى نزفت فى أسيوط

محمد حبيب
محمد حبيب
خمسون طفلا من محافظة أسيوط لقوا حتفهم في حادث مروع صبيحة السبت الموافق 17 / 11 / 2012، علي إثر اصطدام قطار بالحافلة التي كانوا يستقلونها عند مزلقان السكة الحديد بقرية المندرة، إحدي قري مركز منفلوط، وهناك أكثر من خمسة عشر طفلا آخرين معظمهم في حالة خطرة، ونسأل الله السلامة لهم..كان صباحا حزينا بامتياز..أحدث وجعا في قلب مصر..غطي علي كل الأحداث..كان حديث الناس في كل مكان..أهالي الضحايا كانوا ولازالوا وسوف يظلوا موجوعين ومكلومين..الحزن الذي ملاء قلوب الأمهات والأباء لا يمكن ان تغيره أفراح العالم..مشاعر الحزن والالم والوجع سادت وغمرت قلب كل مصري..ولم لا؟ فالشعب المصري معروف بمروءته وشهامته ونبله..وعاطفته..وان هؤلاء الاطفال هم اطفاله..هم لحمه ودمه وروحه..هذه هي طبيعة وأصالة الشعب المصري.الطفولة بكل براءتها ونقائها وطهارتها، نزفت وسال دمها في تلك الكارثة المروعة..إن كل طفل من هؤلاء الشهداء كان يمثل حلما جميلا، قصة نبيلة، أملا مشرقا، أمنية غالية، مستقبلا زاهرا..له، ولمصر..هذا الحلم ضاع، انتهي، انطفأت شمعته، وطويت صفحته..لم يعد إلا ذكري، لكنها ليست ذكري سعيدة أو مفرحة أو مبهجة، بل ذكري حزينة مؤلمة.استقال وزير النقل والمواصلات ومعه رئيس هيئة السكة الحديد، وقبلت استقالتيهما..كان من المطلوب أن يستقيل أو يقال رئيس الوزراء..هذا أقل ما يجب..فالدم الذي سال والأرواح التي فاضت إلي بارئها، ليست شيئا هينا..لا يمكن تعويضها بشئ، من متاع الدنيا مهما كان..وكان المطلوب أن يحاسب هؤلاء جميعا..ومعهم سائق القطار وعامل المزلقان الذي قيل إنه كان نائما(!!) وقت وقوع الكارثة..إهمال جسيم، وتسيب فاضح، وفوضي ضاربة اطنابها في هذا المرفق، بل في مرافق الدولة كلها..المناصب ليست وجاهة أو شياكة اجتماعية، بل مسئولية وعبء، لا يجب أن يتحمله إلا من كان أهلا له..إلا من كان مستعدا وكفؤا وقادرا علي تحمل تبعاته..كان من المفترض أن الزمن الذي كان يعتبر فيه الدم المصري رخيصا، قد فات وانتهي..لكن يبدو أننا لازلنا نعيشه، وكان شيئا لم يتغير..نفس المفاهيم..والتصورات.سوف يقال إن التركة التي ورثناها من نظام المخلوع خربة..وهذا صحيح..لكن الوزارة الحالية سبقتها وزارتان بعد قيام الثورة..وزارة عصام شرف ووزارة كمال الجنزوري..ويبدو أن هاتين الوزارتين لم يقوما بأي عمل يذكر!! إذن جاءت وزارة هشام قنديل لتعالج خلل هاتين الوزارتين، ولاصلاح ما أفسدته الوزارات السابقة علي الثورة..حسنا، لكن من الواضح أننا سوف نقضي وقتا طويلا في معالجة الخلل وإصلاح الفساد..ومعه فقدان الكثير من الأرواح والدماء..كان تعليقي علي هذه الوزارة وقت الإعلان عنها منذ أشهر أنها وزارة عادية..تقليدية..فاقدة للخيال والطموح..وأنها لن تقدم حلولا مبتكرة أو إبداعية..وقد كان.ظل الصعيد مغبونا في حقه خلال عهود طويلة..ولازال ينظر اليه - واقعيا وعمليا - علي انه درجة ثانية..غير معقول..مطلوب، بل لابد أن تكون هناك نظرة أخري..تصرف آخر..خطط وبرامج أخري، تعيد إلي الصعيد مكانته ومنزلته علي خريطة مصر..أهل الصعيد يعانون أشد المعاناة، يظهر ذلك في أمور كثيرة..فخدمات التعليم، الصحة، النقل والمواصلات..الخ، شئ مزري..ناهينا عن الفقر والبطالة..لست مبالغا اذا قلت إن القري والكفور والنجوع تعيش خارج الزمن.