الجمعة 17 مايو 2024 12:50 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

سياسة

الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي في حواره مع «النهار»: الإلحاد فكرة مطروحة كخطوة نحو الإيمان للوصول للحقيقة.. ونحتاج لقوة القانون للسيـطرة على الآراء الشاذة عبـر السوشـيال ميديا

الدكتور يحيى الرخاوي أثناء حواره النهار
الدكتور يحيى الرخاوي أثناء حواره النهار

أتمنى أن ينمي المجتمع أفكاره بشأن المسؤولية نحو حقوق واحترام الغير

الإلحاد هو فكرة مطروحة كخطوة نحو الإيمان بمعنى السعي للوصول للحقيقة

تجديد الخطاب الدينى يحتاج لتعريف .. وعلاقتنا بربنا لا يمكن أن يكون بها أوصياء

لا يمكننا اختزال الدين الإسلامى في الصلاة أو الحجاب وربنا رحيم وبيقبل كل تائب

الدين الذي يكتفى بالترغيب والتهريب يحتاج للتنظيم .. والأصل في علاقة العبد بربه

المرأة لا زالت مهضوم حقها .. وعليها التمسك بحقوقها من خلال فخرها بأنها أم وانثى

المرأة المصرية أقل تشوهاً من الرجل .. لأنه مهزوز ومغرور وليس عادلاً

حب النفس ضرورة لتعلم احترام الغير وهذه هي بداية ترسيخ أفكار حقوق المرأة

الرجالة في مصر مبقتش جدعان والمرأة المصرية أكثر ثقة في نفسها واكثر قدرة علي العطاء

قال الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي، إنه يجب تدخل القانون للسيطرة على الآراء الختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وضبطها خصوصا في مجال المساعدة النفسية والمشكلات الأسرية، موضحا أن الإجابات المباشرة بطريقة النصح والتوجيه تسبب كارثة لأصحاب المرض النفسي.

وأوضح الرخاوي، في حواره مع النهار، أن الاستسهال بين البشر بالتواصل عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة حرمت البشر من التواصل الإنساني الحقيقي، لتصبح علاقتهم في فتور، محذرا من أن تحل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة محل الاتصال المباشر بين البشر.

وأكد أستاذ الطب النفسي، أن الكلام السطحي المباشر الذي لا يحمل مسؤولية أو نظرة كاملة للأمور، قد يضر بالشخص الذي يحتاج نصيحة حقيقية، معبرا عن تمنياته في المستقبل لتطور المجتمع المصري بشكل أكبر لكي نعي أهمية حقوق واحترام الغير لتكن جزء من تربيتنا الأخلاقية.

تجديد الخطاب الدينى يحتاج لتعريف .. وعلاقتنا بربنا لا يمكن أن يكون بها أوصياء

وأشار الرخاوي، أن مصطلح الخطاب الديني يحتاج لتعريفه قبل الحديث عن تجديده، لافتا إلى أن الدين موقف كياني ووجودي والأعمق منه هو الإيمان فهناك مستويات للتدين والإيمان والعلاقة بين الفرد وربه هي علاقة راقية جدا.

وأكد الرخاوي، أن أفكار الإلحاد ومحاولة إنكار وجود الله هو غير مقبول لكنه مطروح في إطار السعي وخطوة نحي الإيمان وليس استسهال وهرب، مضيفا »الإلحاد من الناحية البيولوجية والوجودية مستحيل ولكنه زعم بإنكار حقيقية وبعض المعدين بالإلحاد لا يدرك فكرة الوجود وإنكار الوجود«.

ولفت الرخاوي، إلى ضرورة عدم اختزال الدين والإيمان إلى شكل من الأشكال حتى ولو الصلاة نفسها، مستشهدا بالآية الكريمة »قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ«، مضيفا »الدنيا واسعة وربنا رحيم وبيقبل كل تائب عشان يعود إليه فمينفعش يبقى فيه لغة أو حديث ف اليدن ولسة بنستخدم التهديد والترغيب».

وأكد الرخاوي، أن الدين الذي يكتفي بالترهيب والترغيب والقشور دون الجوهر والسطح دون القلب يحتاج لتنظيم مشددا على أن الدين هو علاقة بين العبد وربه لها درجات من الإيمان، مضيفا «أنت بتسعى في الإيمان سواء بالإيمان بالغيب والوصول لوجه الله تعالى الذي ليس كمثله شئ فمهما تسعى وتلاقي حاجة شبه حاجة تعرفها يبقى أنت لسة موصلتش».

وأوضح أستاذ الطب النفسي، أن تكوين الأسرة المصرية مرت بأكثر من مرحلة شديدة الخطورة خاصة الوضع الحالي في ظل تطور وسائل التكنولوجيا والتواصل مما أحدث حالة من الحاجز بين أفراد الأسرة وبعضها في ظل تبلد المشاعر، لافتا إلى أن الأسرة الأكبر في المجتمع هي المدرسة التي حل مكانها التعليم الأون لاين والدروس الخصوصية، فحضور الطالب للمدرسة هي أمر هام جدا في تكوين المجتمع وفكرة التواصل بين البشر.

المرأة لا زالت مهضوم حقها .. وعليها التمسك بحقوقها من خلال فخرها بأنها أم وانثى

وأشار الرخاوي، إلى أن عودة التعليم في المدارس أمر هام للمجتمع المصري وهي مسؤولية كبيرة على وزارة التربية والتعليم في تشكيل وتكوين وعي مستقبل مصر في صورة أطفالنا، لافتا إلى إن عدم وجود المدرسة أثر بشكل كبير في فكرة التواصل والتربية الثقافية لدى أبناء الشعب المصري في الوقت الحالي.

ووصف الرخاوي، الحديث المتكرر عن حقوق الإنسان بـ «اللعبة الخطيرة»، مشيرا إلى أن من التصريحات بشأن حقوق المرأة في الوقت الحالي هي مجرد شكليات حتى وإن كانت حقوقها لازالت مهضومة، قائلا »المرأة هي اللي تاخد حقها بوجودها بعلاقتها ببيتها بفخرها إنها أنثى وإنها أم».

وتساءل الرخاوي، عن حقوق الرجل، قائلا »احنا يا مجتمع فيه حقوق يا مفيهوش اللي بيطالب بحقوق المرأة لازم يتكلم كمان عن حقوق الرجل«، لافتا إلى أن المرأة المصرية أقل تشوها من الرجل الذي يعاني من أزمات كثيرة تحتاج لحلول جذرية.

الرجل المصري في العصر الحالي أصبح مهزوز

وأشار الرخاوي، أن الرجل المصري مغرور ومهزوز وليس عادلا ما يسري عليه لا يسري على زوجته، مؤكدا أن حقوق المرأة تأتي في الأصل من العدل في المجتمع مع ضرورة احترام الأنوثة واحترام وجودها »الاحترام أرقى من الحب ويعني العدل والاعتراف الأهمية والحقوق».

وعن الفرق بين الحب والاحترام، قال الرخاوي، إن حب النفس يتبلور بداخله الاحترام للنفس وللغير «بيبتدي يبقى طبع اللي مقبلوش على نفسي مش هقدر أقبله على زوجتي أو أختي أو أي شخص آخر لما تحترم نفسك وتحبها هتعرف تحترم غيرك وتديله حقه وتعترف بيه من غير غضاضة».

وأشار الرخاوي، إلى أن الرجل المصري في العصر الحالي أصبح مهزوز مش جدعان وأي كلام، والمرأة أكثر ثقة بوجودها وبنفسها وأكثر قدرة على العطاء لأبنائها ولزوجها، موضحا أن الأمور تغيرت عن الزمن الماضي «زمان كان الراجل راجل سي السيد والست كانت الست أمينة .. والأهم كان فيه عدل وكان فيه دور للمرأة فحقوقها كانت محفوظة.

وأكد الرخاوي، أن الأسرة المصرية كانت أوضاعها أفضل في زمن ماضي «زمان كان فيه احترام كتير عن دلوقتي وكان فيه فهم لفكرة الاحترام والعدل بين أفراد الأسرة دلوقتي فيه تطنيش«، مضيفا »الراجل لما يحترم مراته يبقى هو أكتسب شرف».

وعن فرضية أن العصر الماضي أفضل من الوقت الحالي سواء في المعيشة أو تكوين الشارع والمجتمع المصري، قال الرخاوي، »لا أفضل هذه المقولة أبدا لإنها تمسك بالقديم وعهد بائد ومنتهي ومهما كان فيه من مزايا فهو مش أفضل من الوضع الحالي لإن العصر الحالي بردو فيه مزايا».