الجمعة 3 مايو 2024 11:39 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

«فورين أفيرز» تكشف تفاصيل خطة السلام الإيطالية ومستقبل الحرب الروسية الأوكرانية

• ممارسة الضغوط الغربية على أوكرانيا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، لن تؤدي إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في أوروبا

• يتعين على صانعي القرار في الدول الغربية الاستعداد لتحول الحرب الراهنة بين روسيا وأوكرانيا إلى صراع طويل الأمد

• يجب تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا وممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية على موسكو، لدفع المسار التفاوضي

• يجب الامتناع عن تقديم تنازلات للجانب الروسي تحد من سيطرة القوات الأوكرانية على أراضيها

سلَّط تقرير مجلة "فورين أفيرز" الضوء على تزايد الدعوات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر دفع الجهود الدبلوماسية، وفي هذا الإطار، تطرّق التقرير إلى اقتراح إيطاليا خطة سلام تشتمل على إطار عمل من أربع نقاط:

أولًا: وقف إطلاق النار في جميع الأراضي الأوكرانية.

ثانيًا: تقديم التعهدات اللازمة بشأن ضمان حياد أوكرانيا خلال العقود المقبلة.

ثالثًا: الموافقة على إخضاع شبة جزيرة القرم وإقليم دونباس للحكم الذاتي.

رابعًا: انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها خلال الفترة الماضية، مقابل رفع العقوبات عنها.

وأشار التقرير إلى أن هناك إجماعًا دوليًا بشأن أهمية التنازل عن جزء من الأراضي الأوكرانية لروسيا مقابل إنهاء الحرب، مُشيرًا إلى تصريحات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" التي دعا فيها إلى عدم إذلال روسيا، والبدء في المفاوضات على الفور، منعًا لإهدار مزيد من الوقت، وهو ما من شأنه أن يعظم من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أن ممارسة الضغوط الغربية على أوكرانيا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنطوي على الموافقة على بسْط روسيا نفوذها على بعض الأراضي الأوكرانية، لن يؤدي إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في أوروبا، بل قد يتسبب في امتداد الصراع في المنطقة ليشمل دولًا أخرى، مثل: فنلندا والسويد، لا سيما في ظل رغبتهما المتزايدة في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأشار التقرير إلى أنه يتعين على صانعي القرار في الدول الغربية الاستعداد لتحول الحرب الراهنة بين روسيا وأوكرانيا إلى صراع طويل الأمد، مضيفًا أنه يجب التركيز في الوقت الحالي على كيفية تقديم الدعم اللازم لكييف خلال الفترة المقبلة للانتصار في الحرب، ومنع روسيا من بسْط نفوذها على شرق البلاد.

وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أهمية إرسال مزيد من الأسلحة والمعدات التكنولوجية الأكثر تقدمًا إلى أوكرانيا، فضلًا عن ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على موسكو، وهو ما من شأنه أن يُسهم في دفع المسار التفاوضي خلال الفترة المقبلة لإنهاء الحرب، مُشيرًا إلى أن إطالة أمد النزاع، لن يُسهم إلا في إراقة مزيد من الدماء، وزيادة الضغوط الاقتصادية على دول العالم أجمع التي تأثرت بشدة جرّاء الحرب.

وختامًا، أكّد تقرير "فورين أفيرز" أهمية الامتناع عن تقديم تنازلات للجانب الروسي تحد من سيطرة القوات الأوكرانية على أراضيها، لا سيما وأن هذه الخطوة من شأنها أن تهدد أمن واستقرار أوروبا في المستقبل، لا سيما في ظل تنامي رغبة روسيا في تعزيز نفوذها، وبسْط سيطرتها على الدول المجاورة لها.