أوراسيا ريفيو تكشف مراحل تطور الاستراتيجية الروسية تجاه أوكرانيا ووقف التمدد الغربي

• أدركت "موسكو" أهمية أوكرانيا من الناحية الاستراتيجية لمواجهة الغرب؛ حيث إن اندماجها في حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي من شأنه أن يُعرِّض روسيا للخطر
• تسعى "موسكو" حاليًّا إلى تفكيك أوكرانيا بسبب مناصرتها للغرب، وإرسال رسالة إلى أوروبا بأنه ليس من الحكمة العبث مع روسيا
• الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع في أوكرانيا تتمثل في إقناع القوى العظمى بضرورة البحث عن آليات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الراهنة مع روسيا.
سلَّطت موقع أوراسيا ريفيو الضوء على استراتيجية "موسكو" لمواجهة تمدد النفوذ الغربي؛ حيث أشار التقرير إلى أن روسيا أدركت مخاطر تطويق الغرب للنفوذ الروسي منذ الثورة البرتقالية في أوكرانيا عام 2004، والتي أدت إلى صعود حكومة موالية للغرب في البلاد.
وفي هذا السياق، نوّه التقرير بأن الموقف الروسي بدا أكثر دراية بمخططات الغرب منذ عام 2007، واتضح ذلك حينما أشار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في مؤتمر "ميونخ" للأمن إلى خطورة توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوروبا الشرقية؛ محذرًا من مخاطر ذلك على استقرار النظام الدولي، لما سيُسفر عنه من توترات عسكرية وانعدام للثقة بين القوى العظمى.
ومن هذا المنطلق، أوضح التقرير أن مساعي روسيا لتقويض النفوذ الغربي في أوكرانيا دفعها لاتباع مسارين متوازيين: ارتبط المسار الأول بدعم نخبة أوكرانية موالية لـ "موسكو"، وتوفير كل السبل الممكنة لتوليها زمام الأمور في البلاد، وذلك بهدف الحيلولة دون انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي، وإفشال المخطط الغربي لعزل روسيا، فيما ركّز المسار الثاني على تحدي أجندة السياسة الخارجية لـ "واشنطن" في القوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وإفريقيا.
وفي هذا الصدد، اتبعت روسيا استراتيجية ارتكزت على ثلاث مراحل:
التلويح باستخدام القوة للضغط على "كييف":
فخلال السنوات الماضية سعت روسيا للضغط على أوكرانيا من خلال فرض حصار اقتصادي عليها، ودعم الحملات التي تدعو إلى الانقلاب على الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، واستبدال نظام موالٍ للكرملين به.
توجيه الإنذار ووضوح المطالب:
أرادت "موسكو" أن تُعامَل كقوة عظمى مهيمنة إقليميًّا، مع ما يرتبط بذلك من احترام مجال نفوذها الحيوي، خاصة أوكرانيا، ومن ثَمَّ، طالبت الغرب بتقديم عدة ضمانات أبرزها عدم انضمام أوكرانيا وغيرها من دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى حلف "الناتو"، فضلًا عن سحب الأسلحة الهجومية من الدول الأوروبية المجاورة.
استخدام القوة:
في ضوء الرفض الغربي للمطالب الروسية، أقدمت روسيا على المرحلة الأخيرة من استراتيجيتها، والمتمثلة في استخدام القوة العسكرية للإطاحة بالحكومة الأوكرانية الحالية، واستبدال نظام موالٍ لها بها. وعلى هذا النحو، تسعى "موسكو" حاليًّا إلى تفكيك أوكرانيا، بسبب مناصرتها للغرب، وإرسال رسالة إلى أوروبا مفادها أنه ليس من الحكمة العبث مع روسيا.
وفي ضوء ذلك، أكد التقرير أنه بالرغم من أن لجوء روسيا للخيار العسكري في أوكرانيا جاء كضرورة لتقويض نفوذ الغرب، فإنه من المستبعد أن يؤدي "الغزو" الروسي إلى تحقيق النتائج المرجوة منه، حيث سيقود إلى توسيع بؤرة الصراع في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق؛ مما يُنذر بتصاعد التوترات خلال السنوات القادمة.
ختامًا، رجَّح التقرير استمرار العداء المتبادل بين روسيا والغرب، بسبب تناقض المصالح الجيوسياسية بين الجانبين، مشيرًا إلى أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع تتمثل في إقناع القوى العظمى بضرورة البحث عن آليات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الراهنة.