النهار
السبت 22 نوفمبر 2025 06:14 مـ 1 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ماذا يريد الرئيس الأمريكي من إيران؟.. صحيفة إيرانية توضح التفاصيل لمواجهة الرئيس الأمريكي.. ماذا يدور بين الصين وروسيا؟ محافظ البحيرة تتابع أعمال رفع نواتج تطهير ترعة الخندق بدمنهور ترحيل رمضان صبحي في سيارة مخصّصة إلى قسم أول أكتوبر بعد انتهاء الجلسة صحيفة «هآرتس» العبرية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي: يواجه أزمة متفاقمة في نقص القوات والميزانية كامل أبوعلي يعلن افتتاح 2000 غرفة فندقية جديدة بشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم فى عام ٢٠٢٦ ”600 كيلو”.. الفيلم الأخير لـ طارق عبدالعزيز يطُرح على يوتيوب فى ذكرى رحيله المؤقتون بالصحف القومية يتقدمون بشكوى جماعية لوزير العمل بسبب تعطيل تعيينهم رئيس البنك الزراعي المصري يلتقي محافظ الدقهلية لتعزيز أوجه التعاون في المشروعات التنموية وتمويل صغار المزارعين المخرج محمد النقلي يكشف عن مكتب ينتحل اسمه ويخدع المواهب بمحافظة الإسكندرية احتفالاً بالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية التركية- المصرية: عرض أزياء زفاف تركي تقليدي خاص وحفل موسيقي على ضفاف النيل المهندس رامي غالي : تدخل الرئيس السيسي فى الانتخابات البرلمانية ... رسالة طمأنة للمواطن للإدلاء بصوته فى المرحلة الثانية

مقالات

شعبان خليفة يكتب : تجفيف منابع القلق

شعبان خليفة
شعبان خليفة

تحدثت فى مقال سابق فى هذه المساحة، وفى هذا المكان، عن القلق الاجتماعى المرضى وأعراضه الجسدية وما يرافقه من متاعب غايتها هروب المريض من المتاعب النفسية التى يتعرض لها واستبدالها بمتاعب جسدية، فقد يتقبل الإنسان أن يوصف قلبه بالمريض أو أنه يشعر بالصداع لكنه لا يتقبل وصمه بالفاشل لأن المرض الجسدى أهون مما يحدثه الإحساس بالفشل أو الشعور بالذنب داخل نفس الشخص الذى يعانى من القلق.

التعافى يحدث عندما ينتبه الإنسان لحالته ويتم الوصول لجذور القلق ومسبباته وهناك أنواع يمكن للشخص المريض أن يصل إليها بنفسه ويتعافى سريعًا، وهناك أنواع أخرى تحتاح لمساعدة الطبيب والمتخصص فى العلاج والدعم النفسى، من أمثلة النوع الأول القلق من رئيس العمل أو من زميل أو حتى الحموات للمتزوجين - وطبعًا مش كل الحموات- أما النوع الثانى فإنه يتجسد فى المعاناة التى يتعرض لها الطفل فى مراحل التعليم الأولى سواء حدث ذلك عن طريق المدرسة أو البيت أو تحالف الاثنان لإحداثه وهى المأساة التى تصل قمتها فى وصم الطفل بأنه مش فالح لا فى التعليم ولا فى أى حاجة عبر عبارة مدمرة اسمها "إنت مش هتفلح فى أى شىء فى الحياة".. هى كلمات تقال ويمضى قائلها كأنه لم يفعل شيئًا بينما تتجذر فى أعماق الطفل، وإن لم ننتبه لذلك يمتد أثرها معه طوال الحياة لما تركته خلفها من معاناة ودمار.

وإذا كنا فى ملف الإرهاب نتحدث عن أن أى مواجهة تفشل إن لم يتم تجفيف منابعه واقتلاع جذوره، فإن القلق كذلك يتطلب علاجه والوصول لمنابعه وتجفيفها، خاصة الجذور التى قد تكون تكونت فى الطفولة، وهى للأسف أمور تجرى بصورة روتينية سواء عن طريق الأسرة أو المدرسة دون أن ننتبه لخطرها.

ومثلها هذه الأحكام السلبية والظالمة التى تصدر عن بعض الناس تجاه الآخرين خاصة الأطفال لأنها أسلحة فتاكة تحطم الثقة وتدمر وتعوق الطاقات والقدرات وهى بمثابة سجن للنفس البشرية له عواقبه الوخيمة، فالقلق المرضى دون جدال مصدر للتعاسة إذا تم تجاهله أو عدم الانتباه إليه والتعامل معه ومن شأنه إذا لم يتم مواجهته خاصة ذلك المكبوت طويلًا فى اللاشعور قد يجعل الإنسان غير صالحٍ للحياة ولا الحياة صالحة له، وإذا كان القليل من القلق مفيدًا فإن الكثير منه قاتل ومدمر.. وإذا كان الله هو الودود المحب لعباده الغفار لكل الذنوب فإنه للأسف نعطى صورة لله وعز وجل تتجاهل هذا الجانب وتركز على الخطاب المجهز للأشرار، ما يجعل الأطفال غير المكلفين بعد بأنهم هم الأشرار الذين سيلقى بهم الله فى النار.

وإذا كان العطار لا يصلح ما أفسده الدهر فإن الدعم الطبى والمجتمعى الواعى خاصة الأسرى يصلح ما أفسده معلم غير مؤهل أو أسرة أخطأت القيام بدورها.

مطلوب لصالح هذا الوطن ومستقبله وبشدة مدرس مؤهل وأسرة واعية إذا كنا نريد المستقبل، فالطفل هو النواة الأولى لشجرة قوية طيبة أو شجرة ضعيفة فاسدة، وإن لم نحرص عليها بالتنشئة السليمة ووقف مسلسل الرعب الدينى والأخلاقى لأطفالنا، والذى لا مبرر له، ودائمًا شغال دون سبب أو ضرورة، فسوف نخسر الحاضر والمستقبل معًا.