النهار
الأحد 22 يونيو 2025 10:53 صـ 25 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
علاء ميهوب: تسوق لاعبي الأهلي خطأ فادح.. ولازم يحسوا بمعاناة الجماهير مفاجأة بشأن الضربة الأمريكية لإيران.. «رويترز» تكشف التفاصيل الكاملة المدير الرياضي الجديد يستعد للإعلان عن التعاقد مع شركة ملابس رياضية كبرى.. وتوقيع رسمي من أحمد خالد حسنين تطورات ضخمة سبقت الضربة الأمريكية لإيران.. ماذا دار في الأوساط بشأن الحرب الضربة الأمريكية على إيران تكشف انقسامات واضحة في البيت الأبيض والأوساط المختلفة المخاطر الناجمة عن الضربة الأمريكية والسيناريوهات المتوقعة ذروة الموجة الحارة..الأرصاد تحذر المواطنين من ارتفاع درجات حرارة الطقس في ظل الموجة الحارة.. نصائح للحفاظ على ترطيب الجسم «الرقابة النووية والإشعاعية» تؤكد أن مصر بعيدة عن أي تأثير مباشر نتيجة استهداف لمنشآت تخصيب وتحويل اليورانيوم بإيران بقيمة 20 مليون دولار.. قرض يعزز دور بلتون للتأجير التمويلي والتخصيم في قيادة التمويل المستدام بالمنطقة معهد وايزمان.. العلم في خدمة الصناعات العسكرية! كأول مرة.. محمود التركي يطرح أغنية ”الجو جميل” باللهجة المصرية

ثقافة

شعبان خليفة يكتب : فى حضرة ” كوتسيكا” العبسى

غادة العبسى - اشرف محمود
غادة العبسى - اشرف محمود

الإبداع الحقيقى حلم يقدمه المبدع الحقيقى ، ولا يخلو من رموز يقدمها المبدع بوعى أو بلا وعى ، ووظيفة الناقد فكها ،وكشف دلالتها وطلاسمها - إن وجدت - على غرارالبقرات السِّمان تعنى سنوات رخاء و السنوات العجاف تعنى سنوات جفاف ،  و قد حضرت اليوم مناقشة رواية " كوتسيكا " للروائية الطبيبة غادة العبسى و التى تمثل أعمالها الروائية تجربة إبداعية جديدة ومتجددة ، و هى التجربة التى أثمرت - حتى الآن - رغم مشاعل مهنتها الطب، وهويتها الفنية «الغناء» فضلًا عن الأسرة، ثمانية أعمال أدبية 5 روايات و3 مجموعات قصصية.. بدأت بـ «حشيشة الملاك 2013م ثم بأولاد الحور 2014» ثم مجموعة «بيت اللوز 2018م» أما الروايات فهى «الفيشاوى 2014، الإسكافى الأخضر 2017م، ليلة يلدا 2018م، وصولًا إلى سدرة و كوتسيكا على التوالى وكلتاهما 2021م».

ومن رواية لرواية تلقى غادة العبسى حجراً فى ماءٍ ما بين الحركة والركود ، ومع هذا فأن حجرها يزيده حركه ، و يطرح علامات استفهام حول غياب السينما عن هذا الإنتاج و غيبوبة النقد عن رصد هذه الأعمال

فى " كوتسيكا" يبدو العنوان كما لو كان يستكشف لنا تاريخ المنطقة التى تقع بين طرة والمعادى وسر أسمها الذى يقودنا لتاريخ يعود للقرن الثامن عشر لكن الرموز ، ودلالاتها فى الرواية تحمل رسالة أعمق من هذا بكثير فعادة المبدع عندما يستدعى تاريخ وشخوص هو يرسل رسالة بوعى أولا وعى هذه الرسالة يستشعرها القارىء العادى و يكشف عنها الناقد

فعلاقة الخواجات بمصر واستثماراتهم " نوعيتها وطبيعتها " رمز له دلالته .. كيف يخطط الخواجات للفتن و متى ولماذا وما أدواتهم ؟

كلها رموز مهمة لفهم الحاضر و استشراف المستقبل ..العلاقات الإجتماعية وتعقدها وتشابكها وتدخل خيال المبدع فيها أمر مهم يقودنا للقيمة الحقيقة للإبداع التى تتجاوز التسلية والإمتاع

بغض النظر عن الطريقة أو اللحظة التى جعلت غادة تضع يدها على هذا الخيط الذى قادها للبحث عن كنز خفى لا يهتم به ربما حتى المؤرخين من المشتغلين بالتأريخ فأنها وقعت على كنز ثرى من المعلومات و الحكايات التى ساهمت فى نسجها رواية حافلة بالصراع بين المصرى و الخواجات .. بين الإنسان و لحظات ضعفه

كان النقاش ثرياً بحضور معقول فى زمن كورونا بمكتبة ولاد البلد بشارع محمد محمود و قد قدم الناقد الكبير سيد محمود الصحفى بالأهرام قراءة ، ومقاربة جيدة للرواية ، وعناصرها سواء "الشخصيات.. الأماكن.. الأزمنة.. الحبكة"

اللقاء الذى انتهى من دقائق معدودة لن يكون الأخير حول هذه الرواية التى حظيت باحتفاء عربى ومقالات ادلى فيها كلٍ بدلوه من زواية من زواياها ستحظى بنقاشات أخرى فخلفها مبدعة واسعة الثقافة حفرت أسمها فى صخر الإبداع الروائى ليبقى و لزمن طويل بين قامات هذا المجال و بين رموزه الشامخة .