المخاطر الناجمة عن الضربة الأمريكية والسيناريوهات المتوقعة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن بلاده نفّذت هجمات على منشآت نووية إيرانية، معلنًا نهاية موقع فوردو النووي، مضيفاً عبر منشور في منصة «تروث سوشيال»: «لقد نفّذنا هجمات ناجحة جدًا على ثلاثة مواقع نووية إيرانية»، مؤكداً أن الطائرات الأمريكية أسقطت حمولتها الكاملة من القنابل على منشأة فوردو الإيرانية، مشيرًا إلى أن جميع الطائرات التي نفذت الهجوم عادت سالمة إلى قواعدها.
حرب إقليمية شاملة
فيما حددت تقارير إعلامية المخاطر الناجمة عن الضربة الأمريكية، موضحة أن الضربة فتحت الباب أمام دورة جديدة من المواجهات، مع توقعات برد إيراني مباشر أو عبر وكلائها، ما قد يجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة تشمل الخليج، العراق، سوريا ولبنان، كما أن إيران هددت باستهداف القواعد الأميركية في الخليج «قطر، البحرين، الإمارات» رداً على مشاركة واشنطن في الضربات، مما يعرض آلاف الجنود الأميركيين ومصالحهم للخطر.
وأوضحت التقارير الإعلامية، أن إيران قد تلجأ لتعطيل الملاحة في مضيق هرمز أو استهداف منشآت النفط والغاز، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة عالميا، ويهدد استقرار الأسواق والاقتصادات الكبرى، مؤكدة أن الهجوم قد يوحد الصفوف داخل إيران خلف القيادة، ويقوي التيارات الأكثر تشددا، مع تراجع احتمالات أي انفتاح سياسي أو تفاوضي في المستقبل القريب.
إسرائيل تسعى لتكريس نفسها كقوة مهيمنة
وذكرت أن أي أمل في استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة أو أوروبا بشأن الملف النووي قد تلاشى عمليا بعد الضربة، مع انزلاق الجميع إلى منطق القوة العسكرية، لافته إلى أن إسرائيل تسعى لتكريس نفسها كقوة مهيمنة في المنطقة عبر تحييد البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا الطموح قد يولد ردود فعل عكسية من إيران وحلفائها، مؤكدة أن الضربة قد تدفع بعض الدول الأوروبية للصمت أو الدعم التكتيكي، إلا أن استمرار الحرب وارتفاع الضحايا المدنيين قد يزيد عزلة إسرائيل سياسيًا.
وأوضحت أن الضربة زادت من حدة الانقسام بين معسكرات السياسة الأمريكية: بين من يرى ضرورة الحسم العسكري، ومن يرى أن ترامب خان وعوده بإبقاء أميركا خارج الحروب، مؤكدة أن التصعيد يثير مخاوف كبيرة لدى دول عربية أو نزوح جماعي من مناطق الحرب، منوهة إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في أن كل رد فعل سيقابله تصعيد جديد، ما يدخل المنطقة في حلقة عنف يصعب احتواؤها، مع احتمالات توسع الحرب إلى أطراف أخرى.