الجمعة 29 مارس 2024 03:44 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ المنوفية يتابع انتظام العمل بسوق السيارات ويقرر مد العمل بالسوق لفترة مسائية ضبط عامل جراج لسرقته إحدي الشقق السكنية بالعبور محافظ المنوفية: ضبط 2 طن لحوم ودواجن وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي خلال شهر مارس ضبط عاطل لقيامه بسرقة سيارة بأسلوب المفتاح المصطنع بشبرا الخيمة موعد مباراة الهلال والشباب في الدوري السعودي والقنوات الناقلة والتشكيل مصرع شخص أثناء عبوره الطريق الدائرى بمدينة الخصوص نقيب التشكيليين تنتقد شعار الهوية البصرية المقترح لـ قنا: دا عبث لهويتنا وليه التغيير بايرن ليفركوزن أم ليفربول؟.. تشابي ألونسو يفضل فريقه الكنيسة الانجيلية الثانية بأسيوط تنظم سحور رمضانى للمسلمين والأقباط وشعب الكنيسة تلاعب فى أوراق رسمية و تهرب من تنفيذ النفقة.. من المسؤل!؟ حملات مرورية مفاجئة باسيوط لتطبيق تعريفة الأجرة الجديدة وضبط السائقين المخالفين محافظ بورسعيد: اعتماد 444,109 مليون جنيها لمشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي 2023 - 2024

عربي ودولي

أبوالغيط خلال مؤتمر بغداد: احترام السيادة ومركزية الدولة الوطنية ومكافحة الاٍرهاب أهم الأسس لعلاقات جوار فاعلة

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حرص الدول العربية على اقامة علاقات جيرة بالإقليم تقوم على أسس تحقيق المصالح للجميع موضحا في هذا الاطار اهمية الاتفاق على الأسس والمبادئ باعتبار ان الاسس السليمة هي التي تصنع جيرة جيدة واهمها : احترام السيادة ومركزية الدولة الوطنية في العلاقات الإقليمية ومكافحة الاٍرهاب .

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط امام المؤتمر الإقليمي لدعم العراق والذي تستضيفه بغداد اليوم .

وقال أبو الغيط :إنه لمن دواعي سروري أن نجتمع اليوم.. هنا في بغداد في مؤتمر إقليمي هو الأول من نوعه منذ سنوات.. لدعم العراق الذي نتقدم إليه بكل الشكر على هذه المبادرة الطيبة التي تعكس مكانة هذا البلد وثقله ودوره المهم في الإقليم.

​واضاف : إن العراق، الذي يحتفل هذه الأيام بمرور مائة عام على تأسيس دولته الحديثة، عانى كثيراً عبر العقود الماضية... ودفع أثماناً باهظة لمغامرات وصراعات عطلت انطلاقته وأبطأت مسيرته.. فالإمكانية العراقية، في المورد البشري والمادي على حد سواء، ضخمة.. والتاريخ والحاضر شاهدان على ما يُمكن أن يُحققه الشعب العراقي إن توافرت له ظروف مواتية.. واليوم، نحن نرى العراق وهو يسعى إلى صناعة هذه الظروف.. بإرادة جديدة وعزم لا تخطئه عين.

​ولقد خاض العراقُ حرباً شريفة ضد الإرهاب الأسود منذ 2014.. كابد خلالها تضحياتٍ هائلة، وتكبد كُلفة تفوق الوصف، في الأنفس والأموال.. ولكنه صمد رافعاً راية المدنية في مواجهة البربرية.. وخاض المعركة دفاعاً عن قيم الحضارة والإنسانية في كل مكان، وليس في العراق وحده..

ونحن اليوم جميعاً نجتمع هنا في "مدينة السلام" لنقول للعراق أنه لا يقف في هذه المعركة وحيداً.. وأن الدماء التي نزفها هي دماء غالية علينا جميعاً.. وأن شعبه يستحق أن ينعم بالسلام والاستقرار والأمن.. وأن يجني ثمار التنمية والرخاء بعد طول معاناة.. إن مساندة العراق ودعمه في هذا النضال هو واجبٌ علينا، وحق لشعبه.

​ولا أظن أن ثمة خلافاً على أن حالة التوتر الإقليمي والاستقطاب قد أضرت بالعراق، وحرمته من الاستفادة من إمكانياته، وأدخلته -لسنوات طويلة- في دوامة من المُعضلات الأمنية والسياسية، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.

ولفت أبو الغيط الى إن العراق الحالي يسعى إلى بناء علاقة جديدة مع الإقليم على أساس من المنفعة المتبادلة والاحترام والتعاون ... وهو توجه محمود انعكس إيجابياً على مجمل العلاقات في الإقليم.. وأسهم في طرق أبواب للحوار بين الأطراف، وفتح مجالات للتعاون الاقتصادي بينهم ، معتبرا أن اجتماع اليوم يُمثل خطوة مهمة على هذا الطريق.​

وقال أبو الغيط : إن ما نريده جميعاً -ولا أظن أن أحداً يختلف في ذلك- هو عراق لا يكون ساحة للصراع بقدر ما يمثل جسراً للتواصل... عراق لا يغدو حلبة للتناطح وإنما فضاء للتصالح.

​واضاف أبو الغيط : ان لدي اقتناعا راسخا بأن دول هذا الإقليم، بما لها من رصيد حضاري وخبرات تاريخية ممتدة، ووشائج وطيدة بين شعوبها.. بإمكانها إدارة علاقات مُثمرة بمنطق المنفعة للجميع وليس المعادلة الصفريةوإن تحقيق دولة ما لأمنها ومصالحها لا ينبغي أن يكون على حساب الآخرين.. فالاضطراب والتوتر يخصم من الجميع، ولا يضيف لأي طرف.

​وإن أحداً لا يتوقع أن تتفق كافة الدول في هذا الإقليم على كل شيء وفي كل شيء.. فلكل دولة مصالح، ومنطلقات لتحقيق هذه المصالح.. غير أن المطلوب والمرغوب هو الاتفاق على الأسس والمبادئ.. فالأسس السليمة هي التي تصنع جيرة جيدة.. والعلاقات بين الدول إن لم تتأسس على مفاهيم مشتركة أساسية.. تصير عرضة لسوء الفهم وسوء التقدير.. وصولاً إلى الخلاف والنزاع.

​وأقول بكل صراحة إن الدول العربية موقفها واضح من الأسس المطلوبة لعلاقات صحية ومُثمرة في هذا الإقليم.. وهو موقف عبرت عنه هذه الدول مراراً بصورٍ شتى.. كما تبنته المنظمة الإقليمية التي أشرف بتولي أمانتها العامة، والتي تُعبر عن الموقف العربي في شموله.

​واشار في هذا الاطار الى ثلاثة أسس جوهرية..

أولها احترام السيادة والامتناع -قولاً وفعلاً، شعاراً وممارسةً- عن التدخل في الشئون الداخلية للدول، باعتبار ذلك واحداً من المبادئ المؤسسة للعلاقات الدولية الحديثة.

​وثانيها.. مركزية الدولة الوطنية في العلاقات الإقليمية.. فالدول، العربية وغير العربية، في الشرق الأوسط تضم داخلها مكوناتٍ سكانية مختلفة.. في الدين والمذهب والعرق.. وطالما كان هذا التنوع الخلّاق مصدراً لثراء هذه المنطقة.. غير أن هذا التنوع ذاته قد يتحول -وكما دلت التجربة- إلى مصدر للفتن وإثارة النعرات وتمزيق النسيج الوطني الجامع.

​ولقد آن الأوان أن تُمحى كلمة الطائفية من قاموس هذا الإقليم.. وأن يبقى الدين لله وحده.. بينما العلاقات السياسية تديرها دولٌ وطنية.. تتمتع بالسيادة الكاملة.. وتتعامل مع بعضها البعض على أساس من الاحترام المتبادل والتعاون وحسن الجوار.​

​أما الأساس الثالث الذي ينبغي أن تقوم عليه العلاقات الإقليمية فهو مكافحة الإرهاب.. وأتحدث هنا بوضوح ليس فقط عن الجماعات التي تُمارس الإرهاب.. وإنما أيضاً عمن يقدمون الغطاء السياسي والتبرير الأخلاقي لمن يمارسون هذا الإرهاب. مضيفا إن انتصارنا على الإرهاب رهن بألا يجد ملجأ في أي مكان بين ظهرانينا.. وأن تحاربه دولنا، بشتى صوره وأشكاله، وأياً كان لونه السياسي أو الراية التي يتخفى وراءها.

​ونبه أبو الغيط الى أن هذا الإقليم يواجه تحدياتٍ مشتركة.. ويُمكن أن تُحقق دوله الكثير إن هي توافقت على هذه الأسس التي تُشكل -في واقع الأمر- أساساً للعلاقات المستقرة بين الدول في أي منظومة إقليمية في أي مكان في العالم.

​واوضح ان العالم العربي طالما تطلع، بحسن نية، إلى علاقات جوار طيبة مع كافة الأطراف الإقليمية.. وللجامعة العربية في ذلك مبادراتٌ ومحاولات في السابق.. واليوم، فقد جمعتنا محبة العراق ... ولا أحد منا يختلف على العراق.. فجميعنا يريد أن يرى عراقاً مزدهراً ومستقراً... سيادته مصونة ورايته مرفوعة.

 

موضوعات متعلقة