النهار
الإثنين 29 ديسمبر 2025 03:01 مـ 9 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وكيل الأزهر يتفقَّد انطلاق اختبارات المرحلة الثالثة والأخيرة للابتعاث العام 2026م دعمًا لأمن الطاقة في لبنان.. مصر توقع اتفاقًا لتوريد الغاز الطبيعي لمحطة دير عمار لجنة الإسكان بالشيوخ تبحث استكمال الطريق الصحراوي الشرقي ورفع كفاءة طرق شمال سيناء رئيس مجلس النواب اللبناني يستقبل وزير البترول ويؤكد عمق العلاقات التاريخية مع مصر الرئيس اللبناني يستقبل وزير البترول ويثمّن دعم مصر في تلبية احتياجات لبنان من الغاز رمضان 2026.. WATCH IT تعلن رسميًا عن خريطة درامية استثنائية تضم كوكبة من كبار النجوم وفاة والدة النجم هانى رمزى موعد وصول حافلة منتخب مصر إلى ملعب مباراة أنجولا بكأس الأمم الأفريقية كواليس مسلسل اتنين غيرنا بطولة أسر ياسين ودينا الشربيني بطولة أمير المصري.. فيلم Giant ينطلق في سينمات مصر والعالم العربي 14 يناير «اعمل الشاي يا حسين»كلمة السر ..بعد سنوات على القضية… والدة الإعلامية شيماء جمال تكشف أسرارًا لأول مرة رئيس الهيئة المصرية للبترول يعقد اجتماع بشركة بتروسيلة لانتهاء حفر 6 آبار خلال العام المالى الحالي

مقالات

الدكتورة أمل خليفة تكتب: رأيت في غزة

د. أمل خليفة باحثة متخصصة فى الشأن الفلسطىنى -رأيت أول ما رأيت ، لافتة مكتوبٌ عليها : أهلاً بكم فى فلسطين ، فلم أتمالك نفسى ، وبكيت . - رأيت الصغارفى الطرقات يلهون ، والبنات يضحكون ، والشباب يداعب بعضهم البعض ، ورأيت عرساً فى الشارع ، والناس يهنئون أهل العروسين ، ورأيت المحلات تعرض بضاعتها ، والناس يشترون من الأسواق .. ولولا أنى سمعت صوت القصف بأذنى ، مرات ومرات ، وشاهدت سيارة الإسعاف تطوى الأرض طياً لتسعف المصابين ، ماصدقت أن هذه هى غزة التى تُدك منذ سنوات بنيران الصهاىنة . - سمعت صوت الصوارىخ ، صوارىخ المقاومة التى تخرج من غزة . حقيقةً هى لاتكاد تقتل أحداً ، فقط تلف فى الهواء ، وتخترق القبة الحديدية ، التى يفخر بها الصهاينة ، بأنها تحمى سماء البلاد ، ثم تنفجر، محدثة دوياً هائلاً . لكنها ما إن تدوى حتى يهرع الآلاف من الصهاينة إلى الجحور، وهم يلطمون الخدود ، ويصرخون فى هلع ، يندبون حظهم التعس ، وتتوقف المدارس والمصانع و المتاجر.. ، وتخلو الطرقات من المارة ، وتصبح المدن خاوية . لكن الحكومة لا تقصر والله معهم أبداً ، فهى ترسل إلىهم على الفور مزيداً ومزيداً ، من الأطباء النفسيين ، فى محاولة لعلاج نفسياتهم المحطمة ! - رأيت الشباب والأطفال ، يقدمون عروضاً غنائية ؛ الشباب يرتدون ملابس بألوان العلم الفلسطينى الأربعة ، والفتيات الصغار ، يتماىلون باللباس الفلسطىنى المميز ، وهم يغنون لفلسطين الحرة المنتصرة . همست لنا إحدى زميلاتنا فى الوفد قائلةً ً: أشعرأننى فى كل يوم ، أقضيه هنا فى غزة ، تقصر قامتى شيئاً فشيئاً. - رأيت الأنوار مطفأة ، والظلام يكاد يعم أحياءً بكاملها ، لحوالى نصف اليوم ، وربما أكثر ، لكنى رأيت بريق أعين أهل غزة لا ينطفأ أبداً . - رأيت فى الطرىق مايشبه المظاهرة الغاضبة ؛ أناس يهتفون فى غضب ، ويلوحون بأيدىهم فى قوة ، وتدوى طلقات الرصاص فى الهواء . لم أفهم بالضبط ما يقولون ، لكنى ميزت بعض الكلمات : الشهادة .. الجنة ..مقبلٍ غير مدبر.. وحين حاولت المسير معهم لأتبين مطالبهم ، اكتشفت أنها جنازة شهىد ! مرت إلى جوارى المحفة التى يزفوه فيها إلى الجنة ، وجهه مكشوف ، تطوقه بالكوفية ، وجسده ملفوف بالعلم . جنازةٌ هى ، لكن المحمول ليس بميت ، فما عاد أحدٌ فى غزة يموت ، وما عاد أحد يقول كلمة مات ، وإنما هى الشهادة فحسب . أظن أن أهل غزة قد أوشكوا على نسيان غسل الميت ، فما عاد لديهم اموات ىُغسلون ، بل كلهم يزفون بدماكهم إلى الجنان ، ليلحقوا بركب الشهداء الأبرار. - رأيت شباب غزة ، لا يتمىزون بالضخامة ، لكن الواحد منهم إذا نظرت إليه ، لاتملك إلا أن تهابه ، كأنه أسد . ولولا أن الشاب القائم على حراسة وفدنا ، كان يبتسم وهو يحدثنا ، لظننت أنه سيفتك بنا ! وحىن احتجت إلى أن أتحدث إليه ، شعرت بالخوف منه ، وأحسست أنه لو احتد على بكلمة ، لجريت من أمامه ! - احدى زميلاتنا قالت لنا ، أنها ذكرت أمام صويحباتها إنها ستسافر إلى غزة ، فقالت لهم سأسافر إلى غزةُ بالضمة ، فقلن لها ، الصحيح أن تقولى غزةَ لأنها مجرورة بالفتحة ، فقالت لهن بل غزةُ ، فغزة لا تكون إلى مرفوعة ! وبناء على ذلك ، اسمحوا لى أن أقوم بتصحىح العنوان إلى : رأيت فى غزةُ .