للمرة الأولى في الشرق الأوسط .. الرياض تستضيف معرض فنان الجرافيتي العالمي بانكسي

تستعدّ الرياض لحدث فني وثقافي مهم حيث ستستضيف معرضًا لفنان الجرافيتي العالمي المشهور "بانكسي" في مركز الملك عبدالله المالي لأول مرة في الشرق الأوسط.

يفتح المعرض الذي يقام تحت عنوان "فن بانكسي – بلا حدود" أبوابه في 20 فبراير المقبل ويبدأ باستقبال الزوار من هواة الفن وعشاق الثقافة ليوفّر لهم تجربة غنية تتضمن لوحات فنية ملفتة وعروضًا بصرية ومؤثرات مسرحية ستبقى راسخة في ذاكرتهم.

ويعدّ بانكسي اسمًا لامعًا في فنّ الشارع حيث اشتهر باستخدام رسومات الجرافيتي للتعبير عن واقع المجتمع من منظور فريد وقد استطاع تغيير النظرة السائدة حيال هذا الفن الذي تعتبره مجتمعات كثيرة عملًا تخريبيًا يشوه الأماكن العامة، من خلال استخدامه لإيصال رسائل اجتماعية وإنسانية هادفة ساهمت في تحوّل الجرافيتي إلى أحد أبرز أشكال الفن الحديث. ورغم أنه فنان معروف على مستوى العالم من خلال أعماله الشهيرة، إلا أنّ هويته لا تزال مجهولة إلى الآن ويكتنفها الغموض.

وتعليقًا على إقامة المعرض، قال محمد سليمان المهيدب، رئيس نوار الترفيهية: "تتميز أعمال بانكسي بأثرها الكبير على الجمهور، فهي تبث فينا الأمل والإلهام. من هذا المنطلق، أقمنا منصة فنية متكاملة تتضمن أكثر من 70 عملًا فنيًا ملفتًا ونسعى إلى تقديم تجربة فريدة تبقى راسخة في ذاكرة الزوار. فأنا أرى شخصيًا أنّ أعمال بانكسي استثنائية وسيذكره التاريخ على أنه فنان عبقري من زمننا."

وتندرج استضافة هذا المعرض البارز في إطار رؤية السعودية 2030 وسعي المملكة بجهود قيادتها الرشيدة إلى الانفتاح وتطوير المشهد الثقافي في السعودية واستخدام الفنّ كوسيلة لتقريب الشعوب من بعضها وتوفير التواصل بين مختلف حضارات الشرق والغرب. فالفنّ لغة عالمية يتوحد الجميع حولها بمختلف انتماءاتهم وتساهم في سدّ الثغرات التي قد تبرز بين شرائح المجتمع الواحد والمجتمع الدولي ككل.

ويعدّ معرض "فن بانكسي – بلا حدود" المقبل الذي يقام في الرياض أكبر معرض جرافيتي في المنطقة حيث يتوقع أن يجذب جمهورًا من مختلف الأعمار ومن فئات واهتمامات متنوعة. وقد تم تخصيص إنتاج ضخم لهذا المعرض ما يميّزه عن غيره من معارض بانكسي السابقة التي زارها أكثر من مليون شخص والتي أقيمت في مدن بارزة حول العالم من بينها باريس وبرلين وأمستردام واسطنبول وبودابست.

سيستمتع زوار المعرض بمشاهدة 70 عملًا من توقيع بانكسي وبالاطلاع على لوحات فنية تحاكي أعماله الأصلية وتتضمن صورًا فوتوغرافية ومطبوعات على مختلف أنواع المواد إضافة إلى وثائقي عن الفنان مدته عشر دقائق. ويتسّم المعرض بديكوره اللافت حيث يُستقبل الزوار في البداية في ما يشبه المنزل الإنجليزي التقليدي الذي يضمّ كراسي وكنبات يمكنهم الجلوس عليها لمشاهدة الوثائقي. ويمكنهم كذلك القيام بجولة على محترَف الفنان الذي اعتُمد فيه تصميم مطابق لمحترفه الأصلي وصولًا إلى الصالة التي تحتضن أبرز أعماله وأهم المحطات في حياته الغامضة. وسيتسنى للزوار أيضًا الرسم على "جدار الفن" التفاعلي المقام في المعرض وإطلاق العنان لمواهبهم في هذا المجال.

ويتضمن معرض "فن بانكسي – بلا حدود" أيضًا أعمالًا للفنانة هدى بيضون التي بدأت مسيرتها عام 2010 بالرسم والعمل على مواد وخامات مختلفة بالاضافة إلى التصوير الفوتوغرافي ثم انتقلت إلى باريس لدراسة التصوير الفوتوغرافي للأزياء وهي تعمل حاليًا مديرة إبداعية ومصورة أزياء في جدة. وسيستمتع زوار المعرض بأعمال بيضون التي تعتبر انعكاسًا غير متماثل للتفاعل بين الفنان وبعض المهاجرين غير الشرعيين وتحديًا لتصويرهم أثناء استكشافهم الحياة في جدة. وقد عمدت في أعمالها الى حجب وجوه هؤلاء المهاجرين باستخدام صورة مطموسة لشخصية ميكي ماوس من أجل إخفاء هويتهم الحقيقية.

يُذكر أنّ مركز الملك عبدالله المالي الذي يقام فيه معرض بانكسي في 21 فبراير يبقى سباقًا في استضافة المعارض والفعاليات الثقافية والفنية الرائدة التي تستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار والمهتمين بالاطلاع على أبرز المستجدات والابتكارات في عالم الثقافة والفنون في المملكة والعالم.

ويعدّ معرض "بانكسي – بلا حدود" القادم رابع معرض فني يستضيفه مركز الملك عبدالله المالي ضمن سلسلة من المبادرات المجتمعية التفاعلية، آخرها فعالية "تنفّس" التي نظمت للشباب مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة التي تقام لأول مرة في المملكة والتي تحثّهم على اكتشاف إمكانياتهم التي لم يوظفوها بعد، وكذلك معرض "صياغة" الفني الذي تناول فن الطباعة والخط، وفن الرسم والتصاميم الجرافيكية، وفن الرواية والسرد وقدّم أعمالًا لافتة لكبار الفنانين.