النهار
الخميس 18 سبتمبر 2025 02:19 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
”3.1 مليار دولار تبادل تجاري و900 مليون يورو استثمارات إسبانية في مصر” خطة تنموية جديدة بالمنوفية بقيمة 830 مليون جنيه تشمل 142 مشروعاً خدمياً جامعة السادات تُكرم الصحفي أحمد عبد السميع في ختام مؤتمر الهندسة الوراثية رئيس شعبة الأدوات الكهربائية: مبادرة إعادة تشغيل المصانع المتعثرة تعتمد على صندوق استثماري بمشاركة البنوك ضبط 3 طلاب تعدوا على فتاة في الشارع وهربوا بشبين الكوم رئيس جامعة أسيوط يستقبل منظمي اليوم التوظيفي المفتوح لتعزيز فرص عمل طلاب كلية التجارة وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يفتتح المؤتمر الأول لسلامة المرضى بالتزامن مع اليوم العالمي ”عبدالوهاب” يستعرض تجربة المنصورة في زراعة الكبد أمام المؤتمر العالمى لجراحة الجهاز الهضمي في بلجراد «الصحة» تشارك في مؤتمر “إيجي هيلث” لدعم الخطط الاستراتيجية لتطوير القطاع الصحي vivo V60 يضع معايير بعدسات Zeiss لتلتقي التكنولوجيا محافظ أسيوط: إزالة 56 حالة تعد على أراضي زراعية وأملاك دولة بالمراكز جامعة بنها الأهلية تشارك في مؤتمر “الجامعات الرقمية في العالم العربي 2025” بعمان

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: الجزائر أو الفوضى

هناك حالة ارتباك فى المشهد الجزائرى، لبلد عصىّ دفع من دماء شبابه أكثر من مليون شهيد، ليحصل على الاستقلال، وها هو اليوم يواجه المجهول بعد العشرية السوداء، التى حاول الإخوان خلالها أن يدمروا هذا البلد العربى الأصيل، الذى يمثل إحدى بوابات الشمال الإفريقى للأمن القومى العربى.

الجزائر، بتاريخها ومناضليها ومفكريها وأدبائها وشعرائها، أخشى ما أخشاه أن تؤدى هذه المظاهرات بها إلى حالة من الفوضى والاقتتال الداخلى وأن يحدث ما لا يمكن تصوره، فى صدام بين الجيش والشعب، وهذا ما يسعى إليه كثيرون فى الخارج وأدواتهم فى الداخل، فالحوار مع المتظاهرين أعتقد هو الحل الوحيد، والاستماع إلى آرائهم واجب حتى نحافظ على الدولة بمؤسساتها.

وأرى فى الأفق نوعاً من الضبابية فى محاولة جر الجيش الوطنى الجزائرى إلى نفق من الصدام مع بعض المتطرفين الذين يريدون القضاء على كل مكاسب الشعب الجزائرى.

فالدستور والقانون هما الأساس فى بناء دولة حقيقية إحدى دعائمها المؤسسة العسكرية الوطنية الجزائرية التى لا ينكر أى وطنى أنها صمام الأمان للدولة الجزائرية.. قد نتفق أو نختلف على المعطيات أو على شكل الحوار أو على إجراء الانتخابات الرئاسية، ولكن الأهم من هذا كله الحفاظ على الثوابت الوطنية بين كل مكونات الدولة الجزائرية.

فأعتقد أن الشعب الجزائرى استطاع أن يكسر حاجز الخوف والصمت وأن يفضح الفساد والإفساد بين كل رموز الدولة، وأن يثبت أنه لا أحد فوق القانون، وهذا ما نراه من محاكمات علنية أمام العالم لرموز بوتفليقة، وهذا فى حد ذاته أهم مكسب لانتفاضة الشعب الجزائرى. نعم ما زالت هناك بعض المطالب، ولكن هل يكون المقابل أن تضيع الدولة أمام الفوضى وأمام الميليشيات الداخلية والخارجية أم نحتكم لصوت العقل والضمير الوطنى؟

يجب أن تكون هناك خارطة طريق مبدئية نتوافق عليها حتى لا نصل إلى طريق مسدود.. وهذه هى مأساة الشعوب العربية التى صمتت سنوات طويلة أمام الكبت والذل والقهر أنه عندما حانت فى الأفق بوادر الأمل، أرادت تحقيق كل أحلامها دفعة واحدة، وليس على مراحل كما فعل نيلسون مانديلا، مثلاً، فى جنوب إفريقيا بالعفو الجماعى الذى كان أحد أسباب بناء الدولة الحديثة وإعادة الحريات والرأى الآخر، وأصبح شعار المواطنة هو القاسم المشترك بين كل مكونات الشعب فى جنوب إفريقيا.

وها نحن اليوم نرى فى عالمنا العربى، وخاصة الجزائر، أن الشعب قد حقق أكثر من 80% من أهدافه وهدم المعبد على رؤوس الفاسدين الذين تاجروا بحقوق الشعب واستباحوا المال العام وكونوا ثروات عريضة على حساب المواطن الجزائرى.

فانتبهوا أيها الجزائريون؛ إن الجزائر تحت دائرة الانقسام والفوضى والاقتتال الداخلى، وأتمنى ألا نعود إلى عشرية جديدة؛ حتى لا نفقد كل مكتسبات هذا الشعب العظيم التى حققها على مدار سنوات وسنوات، وأن يكون الضمير الجمعى للشعب الجزائرى فى حالة انتباه لكل ما يجرى من متغيرات وتغيرات ليس على الساحة العربية فحسب، ولكن على الساحة الدولية، فالدولة أصبحت تسقط بالآلة الإعلامية والميليشيات الإرهابية وتجنيد المرتزقة الجدد من داخل الشعوب؛ حتى تحدث الفتنة الكبرى فى بلد نستشعر أنه كان وسيظل إحدى دعائم الأمن القومى العربى الحقيقى لأن الجزائر دولة فاعلة، حاضرة بكل التيارات القومية داعمة لكل القضايا والمواقف العربية.

وأنا على يقين أننا سنعبر هذه المرحلة إلى جزائر جديدة تعم فيها الحريات وتجرى فيها الانتخابات بكل مفردات ومكونات الشعب الجزائرى حتى نستطيع أن نحافظ على مكاسب الشعب الجزائرى الذى ضحى بنفسه لكى تبقى الجزائر.
فانتبهوا.. إما الجزائر وإما الفوضى.. أيها الجزائريون الأحرار فى الداخل والخارج.