النهار
الإثنين 15 ديسمبر 2025 07:27 مـ 24 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مهرجان القاهرة للفيلم القصير يختار بسمه و عاطف عبد اللطيف و التونسية مريم فرجاني أعضاء لجنة تحكيم الفيلم العربي للمرافعة .. تأجيل محاكمة ربة منزل أنهت حياة طفلتيها في البانيو بأسيوط صافرة النهاية للتحذيرات.. «الحساب بدأ» في حي شرق شبرا الخيمة وإزالات فورية للبناء المخالف ماهر مقلد يكتب: تسريبات الأسد ڤودافون مصر تجدد شراكتها مع محمد صلاح سفيرًا لتكنولوجيا الـ G5 وتؤكد ريادتها بأكثر من 3,000 منطقة عمرانية مغطاة بتكنولوجيا الجيل الخامس د. السماسيرى رئيساً لإعلام سوهاج الشباب والرياضة تحسم الجدل في بيان.. بدائل أرض الزمالك تنتظر قرار النيابة الكلاسيكو العربي المرتقب: تشكيلة السعودية والأردن والموعد الحاسم في كأس العرب ”أحسبها على خير ولا أزكيها على الله” .. عبير الشرقاوي تنعى شقيقة الزعيم عادل إمام في تصنيف رسمي.. مصر سادس دولة فى العالم تحقق الاكتفاء الذاتى من البلازما المغرب يفوز علي الامارات بنتيجه ثقيله٣-٠ويتأهل للدور النهائي للمباراه النهائيه في بطوله كأس العرب من 2500 ل 10000جنية والدخول بالملابس الرسمية...تعرف علي أشتراطات حفل تامر حسني بقصر عابدين

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: الجزائر أو الفوضى

هناك حالة ارتباك فى المشهد الجزائرى، لبلد عصىّ دفع من دماء شبابه أكثر من مليون شهيد، ليحصل على الاستقلال، وها هو اليوم يواجه المجهول بعد العشرية السوداء، التى حاول الإخوان خلالها أن يدمروا هذا البلد العربى الأصيل، الذى يمثل إحدى بوابات الشمال الإفريقى للأمن القومى العربى.

الجزائر، بتاريخها ومناضليها ومفكريها وأدبائها وشعرائها، أخشى ما أخشاه أن تؤدى هذه المظاهرات بها إلى حالة من الفوضى والاقتتال الداخلى وأن يحدث ما لا يمكن تصوره، فى صدام بين الجيش والشعب، وهذا ما يسعى إليه كثيرون فى الخارج وأدواتهم فى الداخل، فالحوار مع المتظاهرين أعتقد هو الحل الوحيد، والاستماع إلى آرائهم واجب حتى نحافظ على الدولة بمؤسساتها.

وأرى فى الأفق نوعاً من الضبابية فى محاولة جر الجيش الوطنى الجزائرى إلى نفق من الصدام مع بعض المتطرفين الذين يريدون القضاء على كل مكاسب الشعب الجزائرى.

فالدستور والقانون هما الأساس فى بناء دولة حقيقية إحدى دعائمها المؤسسة العسكرية الوطنية الجزائرية التى لا ينكر أى وطنى أنها صمام الأمان للدولة الجزائرية.. قد نتفق أو نختلف على المعطيات أو على شكل الحوار أو على إجراء الانتخابات الرئاسية، ولكن الأهم من هذا كله الحفاظ على الثوابت الوطنية بين كل مكونات الدولة الجزائرية.

فأعتقد أن الشعب الجزائرى استطاع أن يكسر حاجز الخوف والصمت وأن يفضح الفساد والإفساد بين كل رموز الدولة، وأن يثبت أنه لا أحد فوق القانون، وهذا ما نراه من محاكمات علنية أمام العالم لرموز بوتفليقة، وهذا فى حد ذاته أهم مكسب لانتفاضة الشعب الجزائرى. نعم ما زالت هناك بعض المطالب، ولكن هل يكون المقابل أن تضيع الدولة أمام الفوضى وأمام الميليشيات الداخلية والخارجية أم نحتكم لصوت العقل والضمير الوطنى؟

يجب أن تكون هناك خارطة طريق مبدئية نتوافق عليها حتى لا نصل إلى طريق مسدود.. وهذه هى مأساة الشعوب العربية التى صمتت سنوات طويلة أمام الكبت والذل والقهر أنه عندما حانت فى الأفق بوادر الأمل، أرادت تحقيق كل أحلامها دفعة واحدة، وليس على مراحل كما فعل نيلسون مانديلا، مثلاً، فى جنوب إفريقيا بالعفو الجماعى الذى كان أحد أسباب بناء الدولة الحديثة وإعادة الحريات والرأى الآخر، وأصبح شعار المواطنة هو القاسم المشترك بين كل مكونات الشعب فى جنوب إفريقيا.

وها نحن اليوم نرى فى عالمنا العربى، وخاصة الجزائر، أن الشعب قد حقق أكثر من 80% من أهدافه وهدم المعبد على رؤوس الفاسدين الذين تاجروا بحقوق الشعب واستباحوا المال العام وكونوا ثروات عريضة على حساب المواطن الجزائرى.

فانتبهوا أيها الجزائريون؛ إن الجزائر تحت دائرة الانقسام والفوضى والاقتتال الداخلى، وأتمنى ألا نعود إلى عشرية جديدة؛ حتى لا نفقد كل مكتسبات هذا الشعب العظيم التى حققها على مدار سنوات وسنوات، وأن يكون الضمير الجمعى للشعب الجزائرى فى حالة انتباه لكل ما يجرى من متغيرات وتغيرات ليس على الساحة العربية فحسب، ولكن على الساحة الدولية، فالدولة أصبحت تسقط بالآلة الإعلامية والميليشيات الإرهابية وتجنيد المرتزقة الجدد من داخل الشعوب؛ حتى تحدث الفتنة الكبرى فى بلد نستشعر أنه كان وسيظل إحدى دعائم الأمن القومى العربى الحقيقى لأن الجزائر دولة فاعلة، حاضرة بكل التيارات القومية داعمة لكل القضايا والمواقف العربية.

وأنا على يقين أننا سنعبر هذه المرحلة إلى جزائر جديدة تعم فيها الحريات وتجرى فيها الانتخابات بكل مفردات ومكونات الشعب الجزائرى حتى نستطيع أن نحافظ على مكاسب الشعب الجزائرى الذى ضحى بنفسه لكى تبقى الجزائر.
فانتبهوا.. إما الجزائر وإما الفوضى.. أيها الجزائريون الأحرار فى الداخل والخارج.