حياة ومؤلفات القصبجى على المسرح الصغير بالأوبرا

تتوالى الأمسيات الفنية والثقافية التى تنظمها دار الأوبرا المصرية لتخليد رموز المبدعين من زمن الفن الجميل حيث يقام فى السابعة مساء الخميس 26 يناير على المسرح الصغير جلسة حوارية ثقافية تتناول حياة الموسيقار الراحل محمد القصبجى، يشارك فيها الدكتور محمد سعيد هيكل العميد الأسبق للنعهد العالى للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون والموسيقار محمد على سليمان.يليها أمسية فنية تستعرض أهم أعماله ومؤلفاته التى قدمها لكبار المطربين تحييها المطربة ريم كمال بمصاحبة تخت شرقى قيادة عازف العود د. عاطف عبد الحميد، وتتضمن مجموعة من أعمال القصبجى منها مادام تحب بتنكر ليه، بتبص لى كدة ليه، قلبى دليلى، انا اللى استاهل، امتى هتعرف، رق الحبيب.الجدير بالذكر أن دار الأوبرا المصرية قررت إقامة سلسلة إحتفاليات فنية وثقافية لإحياء ذكرى رموز الفنانين والمبدعين من زمن الفن الجميل بهدف تجديد القيمة الفكرية والفنية لرواد النغم والكلمة فى محاولة جادة ومستنيرة لرفع الوعى الثقافى والفنى لدى الجمهور المصرى ومد جسور التواصل بين الماضى والمستقبل.المعروف أن الموسيقار محمد القصبجى ولد في القاهرة عام 1892 في عائلة موسيقية حيث كان والده عازفاً ومدرساً لآلة العود وملحناً ما، ورغم حبه للموسيقى التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الأزهر الشريف ثم التحق بدار المعلمين التي تخرج فيها معلماً، عمل القصبجي بمجال التعليم ولكنه لم ينقطع عن الموسيقى وتمكن من إتقان أصول العزف والتلحين وساعدت ثقافته العامة في خوض غمار هذا المجال باقتدار.بدأ يعمل في مجال الفن، ثم ترك مهنة التدريس وتفرغ تماما للعمل الفني، وكانت أول أغنية له من نظمه وتلحينه ومطلعها ما ليش مليك في القلب غيرك وتم تسجيل هذه الأغنية بصوت المطرب زكي مراد والد الفنانة ليلى مراد، وكان أحد مشاهير المطربين في ذلك الوقت، وهنا بدأت رحلة القصبجي الاحترافية في عالم الفن حيث لحن أول أغنية لأم كلثوم عام 1924 وهي آل إيه حلف مايكلمنيش وظل من ذلك اليوم يعاونها لآخر يوم في حياته.كما ينسب إليه فضل التجديد في المونولوج الغنائي بداية من إن كنت اسامح وأنسى الآسية إلى رق الحبيب غناء كوكب الشرق أم كلثوم، وقد كان في كل هذه الألحان وغيرها, وباعتراف أبرز الموسيقيين والنقاد, زعيم التجديد في الموسيقى المصرية وفي عام 1927 كون القصبجى فرقته الموسيقية التي ضمت أبرع ولم يتوقف عند الشكل التقليدى للفرقة الموسيقية العربية فأضاف إلى فرقته آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان كما قدم ألحاناً عديدةً للسينما وكان من أكثر الملحنين إنتاجا طوال 50 عاما، كما قدم للمسرح الغنائي الكثير، فلحن لمنيرة المهدية عدة مسرحيات وقام ايضاً بتلحين الفصل الأول من أوبرا عايدة الذي غنته أم كلثوم في فيلمها عايدة في أوائل الأربعينات.وتعاون مع نجوم الطرب في عصره، بدءا من منيرة المهدية وصالح عبد الحي ونجاة علي، مرورا بليلى مراد وأسمهان، وانتهاء بكوكب الشرق أم كلثوم، التي عشق العزف على آلة العود في فرقتها ليظل بجوارها، حتى أنه عندما مات في نهاية الستينات ظلت سومة محتفظة بمقعده خاليا خلفها على المسرح تقديرا لدوره ومشواره معها، وتوفى القصبجى عام 1966 عن عمر يناهز 74 عاماً قدم فيها للموسيقى العربية آثاراً وإثراءات ثمينة، وأضاف للموسيقى الشرقية ألواناً من الإيقاعات الجديدة والألحان السريعة والجمل اللحنية المنضبطة والبعيدة عن الارتجال، كما أضاف بعض الآلات الغربية إلى التخت الشرقى التقليدي .