وآلاف المعتصمين يخلون شارع محمد محمود
الهدوء يسيطر على الشوارع الجانبية لميدان التحرير

سيطرت اليوم الخميس حالة من الهدوء الذى طالانتظاره على المحاور الجانبية لميدان التحرير والشوارع المؤدية إلى وزارةالداخلية ، وهى المنطقة التى ظلت تعانى من المواجهات المتقطعة وحالات من الكروالفر استمرت عدة أيام بين المتظاهرين وقوات الامن على مدى الايام الخمسالماضية ، والتى حاول خلالها بعض المتظاهرين الوصول الى مبنى وزارة الداخلية.وأخلى الآلاف من المعتصمين شارع محمد محمود صباح اليوم الخميس وعادوا الىميدان التحرير بعد اتمام بنود الاتفاق الذى تم التوصل اليه بوساطة من ممثلى القوىوالتحالفات الثورية الشبابية،بعد ان تم إطلاق سراح 69 معتقلا تم القاء القبضعليهم فى هذه المنطقة منذ عدة أيام .وقال عامر الوكيل المنسق العام لتحالف ثوار مصر لوكالة أنباء الشرق الأوسط انجهودا جبارة تم بذلها الليلة الماضية لاقناع المتظاهرين وقوات الأمن لوقف الهجماتالمتبادلة بين الجانبين والتى كان كل طرف منهما يعتقد انها تأتى فى مجال الدفاععن النفس ، وبدأت إجراءات لاعادة الثقة المفقودة بينهما.وأضاف ان من بين تلك الاجراءات التزام قوات الأمن بوقف إطلاق القنابل المسيلةللدموع ضد المتظاهرين لفترة من الوقت حتى وان قام المتظاهرون بالقاء الحجارة أوزجاجات المولوتوف فى اتجاههم، وأدى الالتزام بهذا الشرط الى تشجيع المتظاهرين علىالانصات الى صوت العقل والاستماع الى الأحاديت التى توجهنا بها اليهم عبرالميكروفون.وأوضح انه وجه حديثه الى المتظاهرين عبر الميكروفون طالبا منهم الهدوءوالانصات الى صوت العقل وتغليب المصلحة العامة.وشدد عامر الوكيل المنسق العام لتحالف ثوار مصر على الدور البطولى الذى قامبه اللواء ابراهيم الدماطى نائب رئيس جهاز الشرطة العسكرية الذى كان مع فريقالوساطة من الشباب خطوة بخطوة فى الصفوف الأولى خلال اللحظات العصيبة التى شهدتهاالمنطقة قبل ان تستقر الأوضاع ويسود الهدوء وتتغلب لغة الحوار واستعادة مناخالثقة بين الجانبين.وأضاف ان قيام اللواء الدماطى بالحديث مباشرة مع المعتصمين ومناقشتهم وحرصهعلى الحديث معهم بلغة أبوية واستجابته لمطلبهم فى إطلاق سراح المعتقلين فى تلكالليلة وإجراء اتصالات هاتفية بالمسئولين أمامهم، كل ذلك ساهم فى انجاح الوساطةالتى تعد السادسة من نوعها.ونبه الوكيل أيضا للدور المهم الذى لعبه فريق الأطباء، واقتراح إقامة عيادةطبية على مدخل شارع محمد محمود من جهة ميدان التحرير ، ومن المقرر ان يتم نصبخيام العيادة واستكمال المستلزمات الطبية والأدوية لتكون فى خدمة المعتصمينبميدان التحرير فى ضوء تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة باحترام حق التظاهروالاعتصام السلمى.وقد تجسد الهدوء أيضا اليوم على العديد من الشواهد على أرض الواقع ، حيث بدأعمال النظافة منذ الصباح الباكر برفع القمامة والزجاج المكسور والطوب من شارع باباللوق والفلكى وبداية شارع طلعت حرب ، وأغلقت تماما كافة الشوارع المؤدية إلىوزارة الداخلية عن طريق المتاريس التى وضعتها اللجان الشعبية التى تتكون من بعضالشباب المتطوع والذى حال دون دخول أى فرد إلى هذه الشوارع .وقد اكد العديد من هؤلاء الشباب الذى يقف أمام هذه المتاريس لوكالة انباءالشرق الاوسط ان الغرض من ذلك هو الحفاظ على الهدنة التى أعلنت أمس حقنا للدماءبين الجانبين وللحفاظ على شكل الثورة نظيفة ... وأوضحوا أيضا أن على المتظاهرينالتوجه إلى الميدان دون الاحتكاك برجال الشرطة وضباط وزارة الداخلية .يشار الى ان العديد من المحلات بمنطقة باب اللوق فتحت أبوابها صباح اليوم لحسرالخسائر ، وبدأ العمل الذى توقف عدة أيام مما أدى إلى خسائر كبيرة.