النهار
الأحد 1 يونيو 2025 06:19 صـ 4 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

الطيب يصدر بيانا لدعم إرادة الشعوب العربية فى إطار وثيقة الأزهر

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب
أكد علماء الأزهر والمفكرون والمثقفون فى مصرتأييدهم لإرادة الشعوب العربية فى التجديد والاصلاح والتطوير وحق الشعوب فى تغييرمجتمعاتها إلى الأفضل بعيدا عن النزاعات الطائفية والعرقية ووفقا للمبادىءالدستورية والشريعة الإسلامية.وناشدوا النظم العربية مراعاة تطلعات وطموحات شعوبهم والسعى لتحقيق الاصلاحالاقتصادى والتحول الديمقراطى حتى لا تظل المنطقة العربية فى دائرة التخلف ، معالاخذ بأسباب التقدم العلمى والتكنولوجى.أعلن ذلك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فى مؤتمرصحفى اليوم الاثنين قدم فيه وثيقة الأزهر الخاصة بتطورات الأوضاع فى الشئونالعربية والدولية.وأكد الإمام الأكبر فى بيانه أهمية أن تعتمد السلطة فى الدول العربية على رضاالشعوب وتوزيع السلطات التشريعية والتنفيذية والقانونية وضبط وسائل المحاسبةلتكون الأمة هى مصدر السلطات وإقامة الحكم وفق العدل ومواجهة الظلم والاستبدادوإقرار حق المعارضة الوطنية الشعبية والحركات السلمية وفق ما أقره الشرع الإسلامىوالقوانين الدولية لاصلاح المجتمع.وأوضح أن بيان المثقفين وعلماء الأزهر يأتى بعد نجاح وثيقة الأزهر التى سبقواطلقها فى الشأن المحلى ولاقت قبولا على مختلف الأصعدة داخليا وخارجيا مما دفعبالأزهر إلى إصدار بيانه بالتعاون مع المثقفين لدعم إرادة الشعوب العربية .وأوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن بيانالأزهر والمثقفين لدعم إرادة الشعوب العربية الذى أعلنه اليوم يتضمن ضرورة انتحترم السلطة الحاكمة من الوجهة الدينية والدستورية، إرادة الشعوب واختيارها الحرمن خلال اقتراع علنى يتم فى نزاهة وشفافية ديمقراطية باعتباره البديل العصرىالمنظم لتقاليد البيعه الإسلامية الرشيدة وطبقا لتطور نظم الحكم العصرى وما إستقرعليه العرف الدستورى من توتر مع السلطات الشرعية والتنفيذية والقضائية والفصلالحاسم بينها.وأضاف الطيب أن البيان تضمن احترام المعارضة الوطنية الشعبية والاحتجاج السلمىكحق أصيل للشعوب لتقويم الحاكم وترشيدهم وأهمية استجابة الشعوب لهم والاستجابةللاصلاحات وعدم تجاهل المطالب الوطنية المشروعة التى تنادى بالحرية وعدم مواجهةالإحتجاج الوطنى السلمى باقوة والعنف .وأوضح بيان الأزهر والمثقفين أنه يتعين على قوى الثورة والتجديد والإصلاح أنتبتعد كليا عن كل مايؤدى لإراقة الدماء وعن الاستقواء بالقوى الخارجية أيا كانمصدرها، ومهما كانت الذرائع والتعلات التى تتدخل بها فى شئون دولهم وأوطانهم،وإلا كانوا بغاة خارجين على أمتهم وعلى شرعية دولهم ، ووجب على السلطة حينئذ أنتردهم إلى وحدة الصف الوطنى الذى هو أول الفرائض وأوجب الواجبات .وطالب قوى الثورة والتجديد أن تتحد فى سبيل تحقيق حلمها فى العدل والحرية ، وأنتتفادى النزاعات الطائفية أو العرقية أو المذهبية أو الدينية، حفاظا على نسيجهاالوطنى واحتراما لحقوق المواطنة وحشدا لجميع الطاقات من أجل تحول ديمقراطى يتملصالح الجميع فى إطار من التوافق والانسجام الوطنى ويهدف لبناء المستقبل على أساسمن المساواة والعدل ، وبحيث لاتتحول الثورة إلى مغانم طائفية أو مذهبية ، أوإثارة للحساسيات الدينية بل يتعين على الثوار والمجددين والمصلحين الحفاظ علىمؤسسات دولهم ، وعدم إهدار ثرواتها أو التفريط لصالح المتربصين وتفادى الوقوع فىشرك الخلافات والمنافسات والاستقواء بالقوى الطامعة فى أوطانهم أو استنزافخيراتهم .وأكد البيان أنه بناء على هذه المبادىء الإسلامية والدستورية المعبرة عن جوهرالوعى الحضارى فإن علماء الأزهر وقادة الفكر والثقافة يعلنون مناصرتهم التامةلإرادة الشعوب العربية فى التجديد والإصلاح ومجتمع الحرية والعدالة الإجتماعيةوالتى انتصرت فى تونس ومصر وليبيا ولاتزال محتدمة فى سوريا واليمن، ويدينون آلاتالقمع الوحشية التى تحاول إطفاء جذوتها ويهيبون بالمجتمع العربى والإسلامى أنيتخذ مبادرات حاسمة وفعالة لتأمين نجاحها بأقل قدر من الخسائر تأكيدا لحل الشعوبالمطلق فى اختيار الحكام وواجبها فى تقويمهم منعا للطغيان والفساد والاستغلال ،فشرعية أية سلطة مرهونة بإرادة الشعب وحق المعارضة الوطنية السلمية غير المسلحةمكفول فى التشريع الإسلامى فى وجوب رفع الضرر فضلا عن كونه من صميم حقوق الإنسانفى المواثيق الدولية جميعا .وناشد البيان علماء الأزهر والمثقفون المشاركون لهم النظم العربية والإسلاميةالحاكمة يناشدونهم الحرص على المبادرة إلى تحقيق الإصلاح السياسى والاجتماعىوالدستورى طوعا والبدء فى خطوات التحول الديمقراطى ، فصحوة الشعوب المضطهدة قادمةلامحالة ، وليس بوسع حاكم الآن أن يحجب عن شعبه شمس الحرية، ومن العار أن تظلالمنطقة العربية وبعض الدول الإسلامية قابعة دون سائر بلاد العالم فى دائرةالتخلف والقهر والطغيان ، وأن ينسب ذلك ظلما وزورا إلى الإسلام وثقافته البريئتينمن هذا البهتان .كما يتعين على هذه الدول أن تشرع على الفور فى الأخذ بأسباب النهضة العلميةوالتقدم التكنولوجى والإنتاج المعرفى، واستثمار طاقاتها البشرية وثرواتهاالطبيعية خدمة لمواطنيها وتحقيقا لسعادة البشرية كلها.وحذر البيان من أن أى أحد من رعاة الاستبداد والطغيان ليس بمنجاة من مصيرالظالمين أو أن بوسعه تضليل الشعوب فعصر الاتصالات المفتوحة والانفجار المعرفى،وسيادة المبادىء الدينية والحضارية النيرة، ونماذج التضحية والنضال المشهودة فىدنيا العرب كل ذلك جعل من صحوة الناس شعلة متوهجة، ومن الحرية راية مرفوعة ومنأمل العشوب المقهورة باعثا يحدوها للنضال المستميت حتى النصر .