النهار
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 07:43 مـ 5 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
لجنة التزيين والجمال بغرفة الإسكندرية تطلق معرضها بمشاركة ممثلى القطاع رئيس غرفة ملاحة الإسكندريةيشارم قيادات الوفد المصري في لندن لدعم ترشح مصر في المنظمة البحرية الدولية (IMO) تجارب من السرد الأردني فى مختبر سرديات مكتبة الإسكندرية eamp; busines تتعاون مع صيدليات العزبي لتقديم حلول حصرية لدعم التحول الرقمي مداهمات عنيفة.. ضبط 354 عبوة طبية فاسدة و90 مخالفة في يوم واحد بالقليوبية ”رئيس جامعة بنها” يشيد بجودة مخرجات البحث العلمي.. ويؤكد على أهمية الإستثمار في المعرفة «بوسطة» و«Tactful AI »تعلنان عن شراكة استراتيجية لتعزيز تجربة العملاء في منطقة الشرق الأوسط المحكمة الإدارية العليا تؤجل النظر في طعون بطلان الانتخابات ليوم السبت القادم بنك CIB يُطلق برنامجًا تدريبيًا مبتكرًا وحملات توعية بالتزامن مع الأسبوع العالمي لمكافحة الاحتيال تعرف علي تفاصيل حفل تامر حسني بقصر عابدين ديسمبر المقبل مصر والجزائر توقعان اتفاقيات تعاون ثقافي لتعزيز الشراكة في الإبداع والفنون نقابة الإعلاميين وسفارة إندونيسيا بالقاهرة يعقدان تعاون مشترك في مجال الإعلام الرقمي وتبادل الخبرات

مقالات

مثقفون مهمشون

حمدى البطران
حمدى البطران

 
بقلم : حمدى البطران 

ولا نقصد بالتهميش , عدم دعوة المثقفين الي الأنشطة الحكومية والفعاليات التي تقوم بها وزارة الثقافة من خلال أنشطتها الموسمية المتنوعة .
ولكن نقصد بالتهميش , عملية إبعاد المثقفين عن السياسة , وتناول القضايا الخطيرة والخلافية التي تطرأ علي الوطن , والتفكير بعقلانية ورصانة لصالحه .
هناك عدة عوامل, ساهمت بدرجة فعالة في تنامي تلك الظاهرة . ومنها :
التهميش الحكومي المتعمد للمثقفين , منذ أن بدأت الحكومة في محاكمة مثقفيها بتهم عديدة وحبسهم ومحاربتهم في قوتهم ووظائفهم . وقد قادت هذا الاتجاه وزارة الثقافة علي مدي عشرين عاما عندما قربت منها من تراه مواليا , وأبعدت من كان معارضا .
كما أنها كانت تتمسك بأجيالها القديمة من المثقفين , وترفض الإعتراف بالأجيال الشابة منهم . 
لأجل هذا إنحسرت فيها الأنشطة الثقافية الجادة , وإبتعدت عن الإهتمامات الجماهيرية للناس , ومصالحهم الحياتية .
ومن ناحية أخري , ساهمت الأحزاب في تلك القضية . ولم يهتم أي حزب في مصر بضم أديب أو مثقف محسوب علي الحركة الثقافية المصرية بعيدا عن الحكومة , وفي مقدمه تلك الأحزاب , الأحزاب اليبرالية , وبالرغم من وجود لجان ثقافية بكل حزب من تلك الأحزاب , علي مختلف مستوياتها , إلا أنها للأسف وقعت بين براثن غير المثقفين من السياسيين مما أفقدها فعاليتها . 
كما لم تضع الأحزاب علي قوائمها الإنتخابية كاتب أو مثقف , واكتفت بممارسة السياسة عن طريق العصبية والقبلية , بحثا عن فرص الفوز .
يضاف الي ذلك الهَم الاجتماعي العام للمثقفين . وهو إتجاههم إلي البحث عن لقمة العيش , بعيدا عن الثقافة , فلم تعد الثقافة ولا الكتابة مجديان , إلا لمن لا يعرف طريقه الي الداراما التليفزيونية . لأجل هذا , إنصرف عدد من المثقفين والكتاب عن ممارسة دورهم .
هذا فضلا عن إرتفاع إلتزامات وتكاليف الثقافة والكتابة نفسها , والتي تشمل شراء الصحف والمجلات وشراء الكتب , ومتابعة التليفزيون في القنوات الفضائية , وهي الوسائل التي تعين المثقف علي تكوين ثقافته .
أيضا ارتفاع تكلفة نشر الكتب , لدي دور النشر , مما أدي الي ارتفاع سعر الكتاب وأسعار المجلات الجادة الرصينة .
كل هذا يشكل ضغطا ماليا , علي المثقف الكاتب , الذي لا تساعدة كتاباته وثقافته علي العيش من كتابته ومؤلفاته , وهي قضية أخري يطول شرحها .
إنحسار دور المؤسسات المدنية المعنية بالمثقفين والكتاب , وهي إتحاد الكتاب , ونادي القصة , ونادي القلم , وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية , وإنشغالها بأعضاء بمشاكلها وتمويلها وخلاقات اعضاء مجالس الإدارات ووتدني شئونها الذاتية , وانعزال تلك الجمعيات عن قواعدها من أعضائها , أيضا انعزلت تلك المؤسسات عن القضايا العامة . فلم تساهم في الحراك الديموقراطي , الذي بدأ يظهر في الأفق السياسي .
فلم يطلب إتحاد الكتاب , مثلا , من اعضاءة المشاركة في العملية السياسية , او تدعيمهم وحثهم علي المشاركة , كغيرة من المؤسسات المدنية المعنية بالشأن المصري العام . وهو الأمر الذي ساهم في تكريس الانعزالية.
 ولا شك أن كل هذة الأمور مجتمعة ساهمت بشكل كبير في انعزال وتهميش المثقف المصري , ولم يعد له نفس الدور , الذي كان منذ أكثر من ستين عاما , يوم أن كان الجمهور المصري يتابع القضايا التي يثيرها المثقفون , والتي كانت تهم قطاعا عريضا من الجمهور مثل قضايا مجانية التعليم , وقضايا الحرية والديموقراطية . 

وهي القضايا التي إبتعد عنها كتابنا ومثقفينا للأسف بحثا عن الأمان .