«النهار» تكشف تناقضات صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن قانون بناء الكنائس
«المسيحيون فى مصر يقولون إنهم فى (نقطة الانهيار)».. هذا هو العنوان الصادم الذى نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى الرابع من سبتمبر 2016، أى بعد اقرار قانون "تنظيم بناء الكنائس" بأيام قليلة. الغريب أن نفس الصحيفة فى اغسطس 2016 نشرت مزاعم عن أن البرلمان المصرى لن يقر قانون بناء الكنائس خوفاً من السلفيين الذين تخشاهم الحكومة المصرية. أيضاً بحسب الصحيفة إن إقرار مثل هذا القانون يتطلب إقناع الأغلبية المسلمة فى الشارع وإلا أنه لن ينفذ لا بقوة الحكومة أو حتى بقوة الرئيس السيسى نفسه بحسب ما ورد فى تقرير الصحيفة.
ثم فى الرابع من سبتمبر 2016 تجاهلت صحيفة نيويورك تايمز اقرار البرلمان المصرى للقانون ونشرت تقريرا بعنوان صادم «المسيحيون فى مصر يقولون إنهم فى (نقطة الانهيار)» مركزة على الاحداث السابقة التى وقعت فى مصر بخاصة فى المنيا والاسماعيلية مستخدمة تعبيرات من عينة "مرة أخرى، المسيحيون المصريون يشعرون بأنهم تحت الحصار، على الأقل فى المنيا، وهى مدينة تقع على ضفاف النيل حيث يعيش نحو 40 فى المائة من السكان هم من المسيحيين..".
استنكار
كما استنكرت رفض البابا القبطى تواضروس الثانى، بحسب تعبيرها، إقناع أتباعه فى الولايات المتحدة بعدم المضى قدما فى المظاهرات المخطط لها خارج البيت الأبيض والتى تهدف بحسب الصحيفة إلى لفت الانتباه الدولى إلى العنف ضد الأقباط والتعبير للصحيفة المثيرة للريبة.
ثم تنشر الصحيفة ما تقول إنه نقلاً عن الأسقف مكاريوس أن الاقباط يقولون "نحن فى نقطة الانهيار" ثم عادت الصحيفة للأرشيف تستدعى حوادث سابقة من أيام مبارك ثم مرسى التى يشير التقرير إلى أن الإطاحة به زادت من الهجوم على الكنائس واستهداف الأقباط، حيث كانوا بحسب التقرير من أشد المؤيدين للرئيس عبدالفتاح السيسى، فى عام 2013، كما كانت الكنيسة القبطية من بين أشد المؤيدين له، مشيرة الى حضوره عيد الميلاد القبطى فى يناير عام 2015، وهتافه بحماس كما هتاف الحضور بحماس "تحيا مصر".
معاناة
ومع ذلك، لم يمنع هذا الهجوم على اقباط فى المنيا، حيث يواصل المسيحيون المعاناة من العنف والإذلال. تم حرق المنازل والهجوم عليهم فى الشوارع حيث يرصد التقرير 37 هجوما استهدفت الاقباط فى السنوات الثلاث الماضية، مركزة على ما اسمته نقطة التحول للأقباط فى مايو عندما تم تجريد امرأة مسيحية عجوز من ملابسها وصارت عارية على يد الغوغاء، بزعم بأن ابنها كان على علاقة غرامية مع امرأة مسلمة بحسب التقرير الذى تجاهل تماما استنكار المسلمين والسلطات المصرية للجريمة ومضى فى هجومه متجاهلاً تماماً اقرار قانون تنظيم بناء الكنائس.
أكاذيب
بل زاد الطين بلة بالتأكيد على أن الأقباط لم ولن يتمكنوا من الحصول على إذن لفتح كنائس جديدة، والذى كثيرا ما رفضته الشرطة لأسباب أمنية ثم يشير التقرير إلى أن الأقباط فى أسقفية المنيا وحدها، لديهم 100 كنيسة، لكن هناك 150 قرية ليس لها كنيسة، ثم يتحدث التقرير عن واقعة منع قيام كنيسة فى الإسماعيلية وقيام مصريين مسلمين بالصلاة أمامها وتنشر صورة للواقعة.. وهو ما يوحى بأن التقرير ربما جرى إعداده قبل اقرار قانون تنظيم بناء الكنائس التى كانت الصحيفة كغيرها لا تتوقع اقراره فى الفصل التشريعى الأول أو أن الصحيفة تعمدت تجاهله لتواصل نشر الفتنة التى يروق للصحف الغربية ابرازها فى صدر صفحاتها الأولى كورقة ضغط وربما ابتزاز لمصر فى كثير من الأحيان.
قفزة للأمام
جدير بالذكر أن مجلس النواب أصدر الثلاثاء قبل الماضى قانونا لتنظيم بناء وترميم الكنائس، يعد "قفزة كبيرة" إلى الأمام فى قضية شائكة لم يجرؤ أى برلمان على الاقتراب منها خلال العقود الماضية، حيث كان بناء وترميم الكنائس من بين أسباب حوادث العنف الطائفى التى شهدتها مصر عبر السنوات الماضية.
وينص القانون الجديد على أن يتقدم الممثلون القانونيون للطوائف المسيحية المعترف بها فى مصر وأبرزها الأرثوذكسية بطلبات البناء أو الترميم أو التوسيع أو التعلية إلى المحافظ الذى يقع الطلب فى محافظته.
ونصت المادة الخامسة من القانون على أنه "يلتزم المحافظ المختص بالبت فى الطلب المشار إليه فى المادتين 3 و4 من هذا القانون وإصدار الموافقة والتراخيص المطلوبة بعد التأكد من استيفاء كافة الشروط المتطلبة قانونا فى مدة لا تجاوز أربعة أشهر من تاريخ تقديمه وإخطار مقدم الطلب بكتاب مسجل موصى عليه بعلم الوصول بنتيجة فحص طلبه، وفى حالة رفض الطلب يجب أن يكون قرار الرفض مسببا.


.jpg)

.png)















.jpg)



