النهار
الثلاثاء 3 يونيو 2025 08:19 مـ 6 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الدول الأوروبية تُعيد صياغة العقيدة العسكرية.. ماذا يحدث في تسليح الجيوش؟ وزير الري يستبعد رئيس ”مركزية البحيرة” لعدم الالتزام بخطة الاستعداد لموسم الصيف ”استكشف.. ابدع.. انطلق” برنامج صيفي للأطفال والنشء ببيت السناري محافظ الدقهلية و وزير التموين في زيارة ميدانية لمتابعة عدد من المشروعات الغربية تدعم أول مركز لعلاج الإدمان في الدلتا.. والمحافظ يؤكد: مواجهة الإدمان لا تكتمل إلا بإتاحة خدمات العلاج والتأهيل بسبب تعثرها في امتحان الجبر.. طالبة بالإعدادية تلقي بنفسها من الطابق الثاني بالغربية كلمة الرئيس السيسي في الاجتماع الرفيع المستوى تحضيرًا للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية ” القاصد ” يراس لجنة إختيار عميد كلية التربية الرياضية بجامعة المنوفية الرئيس السيسي يشدد على تعزيز الترابط بين تنفيذ خطة عمل أديس أبابا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وزير الخارجية الايراني ردا علي ترامب : استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران خط أحمر روسيا تنشر أكثر من 100 قمر صناعي للتحكم في المسيرات وزارة الصحة توافق على تخصيص 500 مليون جنيه لإنشاء مستشفى المرج العام

مقالات

سامي الريامي يكتب: لا فرق بين فكر «داعش» وترامب!

سامي الريامي
سامي الريامي

لا فرق إطلاقاً بين فكر «الدواعش»، وفكر الأميركي دونالد ترامب، كلاهما يؤمن بالعنصرية البغيضة، وكلاهما ينظر إلى بقية العالم نظرة ازدراء، وكلاهما يكره الإسلام والمسلمين، «الدواعش» يقتلون كل مسلم ليس منهم، ودونالد ترامب يكره المسلمين، ويريد منعهم من دخول الولايات المتحدة، ولو استطاع قتلهم لفعل! 

عنصرية «داعش» تقوم على تخلف وجهل، وتصريحات ترامب تنم عن تخلف وجهل، لا فرق في أساس الفكرة، وهناك تقارب في العقلية والطريقة، لكن الاختلاف يكمن في مواجهة ومكافحة كلا الطرفين، فـ«داعش» تجب مواجهته داخلياً في كل الدول، بتحصين الشباب من فكره الخبيث المتخلف، إضافة إلى مواجهته عسكرياً بالجيوش والطائرات، أما دونالد ترامب فمواجهته يجب أن تكون في اللغة الوحيدة التي يفهمها، وتؤثر في عقليته، وهي لغة المال، فهو يكره المسلمين جميعهم دون استثناء، لكنه يعشق أموالهم ومستثمريهم الكبار، الذين يساعدونه في جمع المال ومضاعفة الثروة!

دونالد ترامب، كما ذكرت مجلة «ديلي بيست» الأميركية: «لديه مشكلة مع المسلمين، ويريد منعهم من دخول الولايات المتحدة، لكنه يحب أثرياءهم، الذين يغدقون عليه من المال»، لذا من المعيب حقاً أن يستمر أثرياؤنا في التعامل مع هذا الإنسان الذي لا يخلو من الوقاحة، ويفتقر إلى الآداب العامة والدبلوماسية، ويريد أن يصبح رئيساً لأكبر دولة في العالم، ومن المسيء حقاً أن يربط أي رجل أعمال مسلم اسمه أو مشروعاته باسم ترامب وشركاته، لأن من يتعامل مع ترامب يسمح لنفسه بأن يكون ناقصاً ومُهاناً في نظرة وفكر هذا المتعجرف، الذي يكره الإسلام والمسلمين ويحقد عليهم، ولم يخجل أبداً في الإفصاح عن ذلك علانية، رغم إدراكه أن مثل هذه التصريحات غير مقبولة عند عقلاء الأميركيين أولاً، وجميع شعوب العالم ثانياً!

لست من هواة إطلاق دعوات المعارضة، وأؤمن بأن المقاطعة هي آخر الدواء، كالكيّ تماماً، كما أنها ليست دائماً مؤثرة وحقيقية، لكن مع شخصية بهذا الفكر المتخلف، فإن اتخاذ موقف يُعتبر واجباً على كل تاجر ورجل أعمال مسلم، ولابد أن تصل رسالة واضحة بلغة يفهمها ترامب جيداً، فمن يكره الإسلام كدين سماوي، ويكره جميع المسلمين دون استثناء، ويتجرأ بأن يجهر بتصريحات عدائية ضدهم، لا يستحق من المسلمين ذرة احترام، كما لا يستحق أن يتعامل معه التجار المسلمون، ليس حباً في المقاطعة، لكن كرهاً في من يكرهنا!

مؤسف جداً ما فعله ترامب، وعنصريته البغيضة شيء لا يُغتفر، لذا لم يتردد البيت الأبيض في إصدار بيان رسمي يُعلن فيه أن «تصريحات ترامب تجعله شخصاً غير مُؤهل لرئاسة الولايات المتحدة»، إنها الحقيقة الواضحة فمثل هذه العقلية غير جديرة أبداً بإدارة دولة عظمى، تقوم على أساس حفظ الحريات، وحفظ حقوق الإنسان في الاعتقاد والتعبير، وتجريم العنصرية، وترتبط بمصالح وعلاقات اقتصادية وسياسية مع جميع الدول الإسلامية، وفي الإطار نفسه علينا أيضاً أن نواكب هذا الاعتراف الرسمي الأميركي باعتراف آخر، وهو أن دونالد ترامب غير جدير بالدخول في شراكات مالية أو تجارية مع أي رجل أعمال مسلم، أو الاستثمار في أي بلد إسلامي، لا يُشرفنا أبداً وجود اسمه بيننا!