الأربعاء 24 أبريل 2024 09:19 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نوران جوهر تتأهل الى نصف نهائى بطولة الجونة الدولية للاسكواش محمد صلاح أساسيا فى تشكيلة ليفربول فى مواجهة إيفرتون بالدورى الانجليزى تدريبات تأهيلية لـ حارس الزمالك لعودته مرة أخرى للتدريبات الجماعية المشدد 5 سنوات لشقيقين لإحداثهم عاهه لشخص بسلاح نارى بشبرا الخيمة بيراميدز يتقدم بهدف نظيف ضد البنك الاهلى فى الشوط الاول ”الجيزاوي” يناقش خطة العمل المستقبلية لمركز إبداع مصر الرقمية ” كريتيفا ” الصحه وكيل وزارة بالقليوبية يجري جوله مرورية مفاجئة بالوحدة الصحيه بسندنهور أوباما يشارك تدريجيا فى تدريبات الزمالك للعودة لمباريات الفريق المقبلة الخارجية الأمريكية: لا شرعية للمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية والجنائية الدولية تُصدر مذكرة اعتقال نتنياهو أحمد فتوح ينتظم فى تدريبات الزمالك الجماعية |إستعدادا لمواجهة دريمز الغانى مصدر رفيع المستوى: مصر تكثف اتصالاتها مع كافة الأطراف لوقف إطلاق النار بغزة الرئيس السيسى يصل مقر افتتاح البطولة العربية العسكرية للفروسية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: شكراً لأبناء منوف وسرس الليان

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

كان المشهد السياسى فى سرس الليان ومنوف صورة مصغرة لكل ما يجرى فى مصر من استغلال كل الأدوات المشروعة وغير المشروعة للوصول إلى الهدف بعيدا عن استخدام الأفكار والبرامج، وكان القاسم المشترك بين جماهير الدوائر هو فقدان الثقة فى كل المرشحين؛ لأن السوابق البرلمانية والتزوير جعلت الناس تشك فى كل شىء ولا تصدق أحدا.
كما أن تجربتى فى منوف وسرس الليان جعلتنى أواجه أشياء ومواقف وأناسا لم ألتق بهم من قبل، إلا أن كل ما يبغونه فى هذه الدنيا هو الحد الأدنى من حقوقهم الإنسانية والدستورية كمواطنين يعيشون على أرض مصر، ولا أنسى موقف سيدة مسنة كانت تقوم بأعمال هى من صميم الوحدة المحلية لمدينة سرس فى رفع مياه المجارى من أمام منزلها بنفسها، بعد أن وصلت لغرف نوم الأطفال بعمارة الإيواء بمدينة منوف.. وهذه بكل المقاييس جريمة فى حق الوطن والمواطن المصرى،وهناك نماذج أخرى أقسى وأصعب تعجز الكلمات عن وصف حالها، إلا أن الحاجة الاقتصادية كانت القاسم المشترك بين فئات من أبناء دائرة بندر منوف وسرس الليان، الذين حرموا من الحياة وهم أحياء، وأغلب مطالبهم تتركز فى خدمات عامة افتقدوها منذ سنوات طويلة كالصرف الصحى والكهرباء وتمهيد الطرق وتوصيل الغاز، فى وجود نواب ومسئولين فقدوا ضمائرهم وحسهم الوطنى والشعبى والسياسى وحتى الإنسانى، لأن كل همهم كان نهب المواطن وسرقة الوطن.. ودفع المواطن المصرى ثمن هذا الفساد والإفساد على مدار سنوات طوال لأنه لم يجد نائبا فى الماضى يكون خادما له وصادقا معه، ولكنه وجد للأسف الشديد من يتاجر بالحصانة البرلمانية التى أعلنت طواعية فى مؤتمر جماهيرى حاشد ضم أكثر من 3 آلاف مواطن أننى متنازل عنها؛ لأنها لا تحمى إلا الفاسدين ولصوص الوطن.
كل هذه المشاهد السياسية رأيتها فى المناطق الشعبية فى مدينتى منوف وسرس الليان، اللتين حمّلنى أهلهما الكثير والكثير من الأمانات، فكان الناس يحمّلوننى كإعلامى ورئيس تحرير أمانة نقل هذه الصورة غير الآدمية وغير الإنسانية وغير الحضارية، إلى السيد رئيس الجمهورية، حيث وصل الأمر إلى أن قرابة 3 آلاف سائق بمدينة منوف وسرس الليان حرموا من المعاش بسبب قرارات جائرة وغير واقعية أو منطقية، كما أن أكثر من 267 أسرة لهم الحق فى الحصول على شقق فى الإسكان الشعبى، وهناك مماطلة غير مبررة بالرغم من أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أصدر قرارا بتسليمهم وحدات سكنية بمنطقة السوق بمنوف، ولكن دولاب الحكومة له ألف باب وألف مخرج، وكلها تصب فى اتجاه تعذيب المواطنين ودفعهم للكفر بكل شىء، ناهيك عن أن هناك أكثر من 12 منطقة فى سرس الليان تفتقد جميعا الخدمات الأساسية وأهمها الصرف الصحى، وكأن هناك تربصا بالمواطن المصرى، حتى بعض شرفاء هذا الوطن فسروا الأمر على أنه محاولة من المسئولين للتأثير بأفعالهم الفاسدة على شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
عودة إلى المسرح السياسى فى دائرة بندر منوف وسرس الليان التى كان يتنافس فيها 17 مرشحا، فإننى كنت مطمئنا دائما إلى وعى الفلاح والعامل والمرأة التى هى الوقود الحقيقى لصناديق الانتخابات بحضورها المكثف وإصرارها على التواجد بفاعلية والمشاركة بقوة بل حثها أسرتها على المشاركة، بالإضافة إلى أن الشباب فى مدينة سرس الليان ومنوف قد فهم اللعبة وشارك بقوة فى العملية الانتخابية بعد أن كانت المقاطعة هى قراره، ناهيك عن المنسيين فى الأرض، من ذوى الاحتياجات الخاصة، لا سيما الصم والبكم، الذين كان لهم دور مهم فى الانتخابات، فبالرغم من أنهم لا يتكلمون إلا أنهم يرسلون إشارات ورسائل أكثر من الذين يتكلمون.
هذا، بالإضافة إلى أن الكنيسة فى المدينتين قامت بدور وطنى عظيم، فهى تربطها بكافة المرشحين علاقات طيبة، وكان الخيار صعبا لأننا دائما نقولها فى سرس الليان ومنوف إن الكنيسة والجامع لا خلاف بينهما فى الدفاع عن الأرض والوطن، خاصة أن مصر تتعرض الآن لأخطر مؤامرة فى تاريخها بهدف وقف عجلة التنمية وتعطيل المشروعات العملاقة، وتستخدم هذه المؤامرة أدوات تحاول من خلالها تعطيل السطلة التشريعية من خلال إفساد الانتخابات البرلمانية، فدعونا ننحّ خلافاتنا جانبا ونتحد بالأفكار والمبادئ والأهداف بعيدا عن الشعارات والإيديولوجيات التى أخرتنا سنوات طويلة، وننظر للوطن الذى يتاجر به وفيه الجميع، وهو منهم براء، وسيبقى آمنا وفى رباط إلى يوم الدين.
وإذا كنا نتحدث عن الديمقراطية فى العالم الغربى وأمريكا التى هى قبلة الديمقراطية وكعبة المدعين الجدد الذين يدورون حول الصنم الأمريكى ويرددون شعارات لا تتفق مع مجتمعنا من قريب أو بعيد- فأمريكا يحكمها حزب واحد وتوجه واحد وقرار واحد حتى لو اختلفت المسميات والأشكال، فالحزب الجمهورى ظل يحكم الولايات المتحدة لفترة طويلة، وانشق منه الحزب الديمقراطى،ليصبح التنافس السياسى فى أمريكا بين حزبين يحددان سياسة الدولة وتوجهاتها، وهو أمر خاطئ لو طبقناه فى مصر، لأنه لا توجد أحزاب ولا قوى سياسية ولا عمل سياسى بالمرة، لأن كل هذه الأحزاب لم تخرج من رحم الشعب المصرى، بل خرجت من خلال قرار سياسى، ومازلنا ندفع فاتورة هذا الغباء السياسى، إذ تربطنا العصبيات القبلية واللعب على الحاجة الاقتصادية واستغلال ورقة الدين، ومازلنا ننظّر ونتكلم والمواطن يئن تحت وطأة الفساد الوظيفى والخدمى والاجتماعى والرياضى وكل أنواع الفساد، وللأسف الشديد الحكومة تعمق داخل المواطن الإحساس بأنه غريب على أرضه وهذه هى الطامة الكبرى التى تعيشها مصر، فبلطجة السلطة التنفيذية بكل مستوياتها وكل الاتهامات للمواطن فى الشارع والقرية والنجع والحارة بأنه هو السبب فيما وصلنا إليه- أمر معيب، وجريمة فى حق الشعب المصرى.
وأقترح للخلاص من كل ذلك أن تكون هناك مفوضية للانتخابات لها سلطة الإقصاء والاستبعاد من خلال وضع آلية لفرز المرشحين لأن هناك شواهد كثيرة لا يمكن أن ترصدها اللجنة العليا للانتخابات، وأجهزة الأمن سلطاتها محدودة بحدود الحرم الانتخابى، وهذا هو المخرج الوحيد لتحجيم كل الظواهر التى جاءت إلينا من الغرب، خاصة الضحك على الفقراء وخداعهم بهدف الحصول على الحصانة البرلمانية مهما كان الثمن وبغض النظر عمن يدفع هذا الثمن لأنهم لا يهمهم مصلحة المواطن ولا الوطن ولكن تأمين مصالحهم ولو على رقبة الجميع.
ورغم كل هذه السلبيات والظواهرالدخيلة، فما زال الواقع المصرى يحمل فى داخله كل أشكال الرفض والغضب والحصار تجاه هؤلاء.. وأقولها بصدق وصراحة ومن أعلى مئذنة فى قاهرة المعز، إننى من خلال تجربتى بين أهلى فى دائرة بندر منوف وسرس الليان، لمست رفض كثير من البسطاء والفقراء الشرفاء للوقوع تحت ضغط الحاجة مهما كانت المغريات، وهذا هو الدرس الأهم، أن الوطن به شرفاء كثيرون يرفضون بيع أنفسهم مهما كان المقابل لأن كرامة المواطن وهيبته من كرامة وهيبة الوطن.
وشرفنى أبناء مدينة منوف وسرس الليان فى هذا السباق الانتخابى العنيف والصعب بمسئولية أن أكون خادمهم، ليس بالشعارات ولكن بإعادة العلاقة بين النائب والناخب لوضعها الطبيعى، وهو أن يأتى النائب إلى الناخب فى أى مكان، وليس أن يبحث الناخب عن النائب فى كل مكان، كما شرفنى أبناء الدائرة بالحصول على أعلى الأصوات، وأعدهم أمام الله أن أكون صوتهم تحت القبة وخادما حقيقيا لهم، أترجم على أرض الواقع ما فقدوه لسنوات طوال من خدمات هى حق قانونى وإنسانى لهم.
كما أننى أحترم كل خيارات أبناء دائرتى بالنسبة لى أو للزملاء الذين خاضوا معنا السباق البرلمانى، وكانت رسالتى أثناء حملتى الانتخابية أننا كلنا لنا علاقات طيبة معا، علاقة تحكمها القيم والأخلاق التى تبقى فى النهاية، لأننا جميعا تربطنا علاقات مصاهرة ورحم، أو تواصل إنسانى، لأن أبناء منوف وسرس الليان يعيشون فى خندق واحد وهو خدمة الوطن.
وأقول لهم.. انتبهوا واخرجوا فى انتخابات الإعادة، فأنتم البوصلة التى تحدد اتجاه الوطن، وموعدنا يومى الثلاثاء والأربعاء القادمين.
حفظ الله مصر، وحفظ جيشها وشعبها
تحيا منوف.. تحيا سرس الليان.