57357

عندما نري جميعا هذا الرقم نسترجع عشر سنوات ماضية مصحوبة بذكريات مؤلمة عن السيدة التي كانت تلقب بالأولي وخاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك حيث كان النجوم يتبارون في حث أهل البر والإحسان لدفع التبرعات لصالح المستشفي الأشهر 57357 ( مستشفي سرطان الأطفال ) والتي تجسد عبقرية فساد النظام السابق في خلق المصائب ثم الاستفادة منها ... فمن ادخل السرطان الي المصريين هو النظام الفاسد ومن قام بوضع الخطة للاستفادة منه هو النظام السابق أيضاً وفي الشكل العام الذي تم تسويقه لنا فإن الجاني تحول لصاحب القلب الرحيم وخاصة في شهر رمضان الكريم حيث يسعي الجميع لإرضاء الله عز وجل والتكفير عن السيئات.الخطه كانت واضحة و هي استغلال معظم الاحداث في التسول وكأننا دولة فقيرة بلا موارد ..وقد كان المواطن المصري تحت تأثير ما هو انساني ورغبة منه بالمشاركة في الحل بعد مشاهدته للتلفزيون يوميا وهو يعرض لضحايا السرطان من أطفال تجعل براءتهم من القلب الحديد قلب لين يندفع المصريون للمشاركة ... ملايين الجنيهات لمدة عشر سنوات ولا أحد يعرف أين تصرف وفي ماذا يتم انفاقها حيث لا احد بمقدوره في ذلك الوقت سؤال سيدة مصر الاولي سوزان التي لم تكن بالطبع هي ولازوجها ولا أسرتها ممن يعالجون في مصر!والسؤال له اجابات متعددة من عدم الثقة في المنظومة الطبية المصرية إلي سرية علاج الأسرة إلي أخر القائمة من الاجابات التي ليس من بينها بالطبع انتظار المرضي من الأسرة لدورهم في المستشفيات التي يضيف الكثير منها لمرض المريض ويعذب أسرته وهي مأساة يعرفها كل الذين مروا بالتجربة المرة وهي العلاج من السرطان بجلسات الكيماوي ولكم أن تتخيلوا معي هذا المرض اللعين وماذا يفعل بصاحبه وأسرته ثم يتبين أننا نستورد المبيدات المسرطنة والأغذية المسرطنة وقائمة طويلة من المسرطنات من اجل المزيد من تعذيب الشعب و تدميره .. ولم يكن ثمة شعور حقيقي بالمرضي وهم يعانون .. سقوط الشعر والرموش وانهيار القوي البدنية حتي يصعب الوصول الي دورة المياه ولم يشعر احدا بمرارة سكان المحا فظات وهم يخرجون من منزلهم فجراً للوصول الي القاهرة والمبيت علي رصيف مستشفياتها لحجز الدور والانتظار في طرقة لايوجد بها كرسي واحد للجلوس وسوء المعاملة من الموظفين والاطباء الذين لديهم اعباء كثيرة ...تخيلوا هذا المريض بعد اعطائه جلسة الكيماوي وهو يعاود الي محافظة اخري في مواصلات غير أدمية ليتعذب بالعلاج كما يتعذب بالمرض.بالطبع لم تسلط الكاميرات علي هذه المشاهد ولكنها كانت تسلط علي المشاهير وهم يزورن مستشفي سوزان من أجل حث أهل الخير علي التبرعات لمستشفي سبعة وخمسون تلاتة سبعة وخمسون في حين أن الذين كانوا في حاجة حقيقية للتبرعات لم يهتم بهم أحد لأن سوزان فرضت اجندتها التي تمثلت في اهتمام وهمي بالطفولة لحصد الجوائز والتكريم بفضل دعاية مضللة تحصد منها السيدة الأولي الي جانب الجوائز الأموال دون حساب هي باسم المستشفي وزوجها باسم مكتبة الأسكندرية أما آلام الشعب وعذابه فقد كان خارج حساباتهم.. وأخشي ما اخشاه أن يكون أيضاً خارج حسابات القادم ونكون قد تخلصنا من مبارك وجاءنا بمبارك جديد وتخلصنا من سوزان لنأتي بمائة سوزان وهو خطر يحتاج إلي ثورة قد تهدأ لكنها لا تنام ..ثورة تراقب وتحاسب..لا تنافق ولا تداهن.. ثورة تجعل من المواطنة المصرية تاجاً فوق رأس كل مصري ... عاش المصريون أحراراً وعاشت مصر حرة.