الجمعة 29 مارس 2024 05:05 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : الاغتيال السياسى

هناك نماذج في الحياة جاءت لتضيف لموقعها ومسئوليتها ولا تتربح من هذا الموقع لأنها جمعت بين الخوف من الله أولا وأخيرا والضمير الوطني الصادق الذي لايقبل المساومة علي المبادئ والثوابت والأخلاقيات ونظافة اليد والقدرة علي اتخاذ القرار لأنهم وزراء فوق الشبهات فيتعرضون لمواقف ضغط ومساومات وتهديدات للاستجابة لمطالب النخبة السابقة التي كانت تحكم مصر قبل 25 يناير وظلوا صامدين وللأسف لم يتكلموا ولم يبحثوا عن شهرة زائلة ولم يتغنوا علي مواقفهم الوطنية وقالوا لا، في وقت وزمن لايستطيع وزير أو مسئول أن يقف في وجه الطوفان القادم من كل الاتجاهات وكان سرطان السلطة المستبدة والثروة والنفوذ الذي يتحدث عن نفسه يقتلع أي شريف ووطني يقف أمام هذا السيل الذي يغرق الجميع في مستنقع الأيام هؤلاء الفرسان الثلاثة الذين صمدوا وواجهوا وعرضوا استقالتهم أمام عدم تنفيذ هذه التعليمات العليا الفتاكة هم: حسن يونس وزير الكهرباء الذي رفض ان يقطع الكهرباء علي أبناء الثوار في ميادين التحرير ورغم الفولت العالي الذي يسحق من أمامه رفض الدكتور حسن يونس هذه الإملاءات والضغوط والتهديدات والوعيد ولو تكلم وزير الكهرباء لاندهش الثوار والأحرار في مصر المعمورة .كيف صمد هذا الوزير وسبح ضد التيار الصاعق ولم يهادن ولم يساوم بل تمسك بمبادئه ونظافة يده ولم يبهره أو يغريه سيف المعز و ذهبه بل اختار الطريق إلي الله والخوف منه ومصلحة هذا الوطن وحقوق هذا الشعب الذي هو أمين علي مقدراتها ومكتسباتها وأتحدي من يدعي البطولة أن يزايد علي حسن يونس، هذا الوزير الذي ساهم في انجاح ثورة الشباب والشعب حتي لا يحول نور ميدان التحرير إلي ظلام دامس سيسقط آلاف الشهداء من أبناء وشباب هذا الوطن فكان الرفض هو ثمة الثوار والشرفاء في هذا الوطن وهم قلة قليلة وأتساءل ويتساءل معي كل العاشقين الحقيقيين لتراب هذا البلد متي يخرج د. حسن يونس عن صمته ويتحدث ويحكي للأجيال في كل مكان ما تعرض له كوزير لكهرباء مصر من ضغوط ولكن لم يستسلم وأعتقد ان الملف النووي وأرض الضبعة خير شاهد علي ذلك وظل يقاوم فالثورات الحقيقية تبدأ بكل إنسان في موقعه أن يقاوم الفساد والظلم والقهر وأن ينحاز إلي الحق والحقيقة ويكون لسان حال الفقراء والبسطاء والمستضعفين في الأرض هذه كلمة حق لوجه الله لرجل يذوب عشقا وحبا في تراب مصر.وثانيهما الفارسة التي تعرضت لحملات تشويه لأنها من الفلول فالسفيرة فايزة أبو النجا هي نموذج للمرأة المصرية التي أثبتت وجودها في كل الميادين التي عملت فيها بها وكان جواز مرورها الحقيقي علمها وكفاءتها وأخلاقها وسمعتها التي لم يشوبها أي شائبة سواء مادية أو أخلاقية فكانت نموذجا مشرفا ومفاوضا صلبا للحفاظ علي حقوق مصر واكتساب منح للمشروعات والخطط المصرية من فم الأسد سواء علي المستوي الدولي أو الإقليمي أو العربي أو الإفريقي الذين يحترمونها ويعملون لها مليون حساب ورغم الهجمات المنظمة والمخططة لم ترد أو تتكلم وكان العمل هو الرد الطبيعي علي هؤلاء الذين أرادوا أن يشوهوا تاريخ هذه المرأة الفولاذية التي تعمل ليل نهار لصالح الوطن وشعب مصر فاحترمها وقدرها المعارضون قبل الدكتور عصام شرف وأثرت كل القوي الوطنية والعلماء والخبراء علي بقاء فايزة أبو النجا لأنها خبرة نادرة وكفاءة عالية وسمعة دولية قلما أن تجدها فقدرها أنها كانت في حكومة الحزب الوطني والآن أصبحت علامة فارقة في حكومة شعب مصر تعمل لصالحه لكي نمر من عنق الزجاجة لينطلق المارد المصري إلي تحقيق ما يستحقه هذا الشعب الأصيل الصابر كصبر أيوب فاستمرار فايزة أبو النجا في حكومة الانقاذ الوطني هو شهادة علي براءتها السياسية وأنها خادمة لشعب مصر وتصدت للمخطط الأمريكي في عمليات التمويل لبعض العناصر والجمعيات لإحداث الثورة المضادة والفوضي فكان لها موقف وطني مشرف .وأخرهم هو المهندس عبدالله غراب الذي عمل في حقول بترول مصر بداية بشركة جابكو وظل يسير في طريقه متسلحا ببيئة وأسرة مصرية أصيلة من طين مصر حتي أصبح رئيسا لهيئة البترول فعشقه العاملون في الهيئة والشركات التابعة لها لأنه انحاز دائما إلي العامل والموظف يدعمهم ويقف إلي جوارهم فخرج العاملون في الهيئة يرفضون رحيله وكانت مظاهرة من الآلاف من العاملين في الهيئة والشركات يطالبون ببقائه ولايكون وكيلا لوزارة البترول فهذا الاجماع الرباني علي شخص عبدالله غراب لتواضعه ودماثة أخلاقه وعلمه وكفاءته فهو شعلة تحترق لتضئ للآخرين فهو يعمل أكثر من 18 ساعة حتي جاءت مكافأة السماء وأن يكون وزيرا للبترول فحاول بكل الطرق ونجح بفضل الله أن يعالج ما أفسده الدهر في هذا القطاع العريق الذي يجمع جنودا مجهولين يعملون في حقول وصحاري مصر فأعاد الاستقرار لهذا القطاع الاستراتيجي المهم واتبع فلسفة وفكرا جديدا في إعادة التقييم لأسعار الغاز المصري مع إسرائيل أولا وأتوقع انها ستكون مفاجأة من العيار الثقيل في تعديل أسعار الغاز إليها وكم نجح بكفاءة وامتياز أن يعيد مليارات من فروق الأسعار مع الأردن التي استجابت لطلبات وزير البترول المصري والوطني والنظيف الذي لم يلوث طول حياته الوظيفية ورغم بعض الأصوات النشاذ الذين يدعون البطولة وما أكثرها أن يحملوا هذا الوزير تبعات وأخطاء سابقة من النظام الذي مات فهو برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب فليس كل ما يقال يكتب لأنه مرتبط بالأمن القومي المصري فهذا العبد إلي الله سيعيد الثقة إلي رجال البترول وستكون الانطلاقة والاكتشافات الجديدة والاتفاقات الخالصة لصالح شعب مصر فهنيئا لشعب مصر بهذا الوزير المحترم الوطني المخلص لوجه الله وشعب مصر ولكن للأسف الشديد مطرب الحي لايطرب وهذا قدر الشرفاء في هذا الزمن وهذا الوطني وعجبي.