السبت 4 مايو 2024 05:37 صـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

شروق.. بشرة خير لمصر وصدمة كبرى لإسرائيل وتركيا!!

لا حديث يعلو خلال هذه الأيام سوى الحديث عن الكشف البترولى «شروق»الذى أعلنت عنه الشركة الإيطالية «إينى»، ذلك الاكتشاف الذى أثار حالة من التفاؤل بين الأوساط الاقتصادية، مؤكدين أنه البداية للقضاء تماماً على أزمة الطاقة ووقف استيراد الغاز من الخارج، خاصة أن هذا الحقل الجديد سيعادل إنتاجه نحو 60% مما تنتجه مصر حالياً من الغاز، وهذا ما أكده وزير البترول شريف إسماعيل.
الجدير بالذكر أن حجم الحقل الجديد يبلغ 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى، أى ما يعادل بحسب تقديرات الشركة الإيطالية 5.5 مليار برميل نفط، ويعد حقل الغاز الجديد أكبر كشف يتحقق فى مياه البحر المتوسط، إذ يغطى مساحة 100 كيلو متر مربع، وبات هذا الكشف التاريخى صدمة لكل من تركيا وإسرائيل، وانخفضت على خطاه بورصات هذه البلدان، فى حين تصاعدت مكاسب البورصة المصرية لتحقق مليارات الجنيهات.
لذا استطلعت “النهار” آراء خبراء البترول حول هذا الكشف التاريخى وما النتائج والفوائد التى ستعود على مصر بعد أن تم اكتشافه؟.. وجاءت إجاباتهم خلال السطور القادمة.
فى البداية أكد جمال القليوبى، الخبير البترولى ورئيس مركز المستقبل للدراسات الاقتصادية والسياسية، أن حقل الغاز الجديد يعد البداية الحقيقية لتعزيز الاقتصاد المصرى وعودة الاستثمارات إليه من جديد، فضلاً عن أنه سيساهم فى دعم وتوثيق العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا، كما أنه سيكون الحل للتخلص نهائياً من أزمة الطاقة وانقطاع الكهرباء والتى شهدتها مصر بشكل كبير خلال الفترة الماضية دون أى حلول  أو جدوى من قبل الحكومة الحالية والحكومات السابقة، وهذا الأمر سيساهم فى تشغيل عجلة الإنتاج بالمصانع دون توقف.
وأضاف القليوبى أن معدل الإنتاج المتوقع من الحقل الجديد للغاز الطبيعى سيعادل نحو 70% من إنتاج مصر الحالى للغاز، حيث إن قيمة الناتج منه ستبلغ نحو100 مليار دولار، موضحاً أن هذا الكشف بداية لتحقيق طفرة اقتصادية لمصر؛ وهذا ما اتضح فى المكاسب التى حققتها البورصة المصرية فى أول تعاملاتها عقب الاكتشاف، إذ ربح رأس المال السوقى نحو 6.8 مليار جنيه، فى حين انخفضت بورصات تركيا وإسرائيل على خطاه.
وأشار القليوبى إلى أن حقل الغاز المكتشف سيجعل مصر من الدول الرائدة فى مجال البحث والاستكشاف، وسيحث المستثمرين العرب والأجانب على ضخ أموالهم فى مصر، إذ إن هذا الكشف سيعود بفائدة كبيرة لمصر حتى وإن كان إجمالى الاستثمارات التى ستضخها إينى الإيطالية فى هذا الكشف الجديد تمثل ضعف الاستثمارات التى ستضخها مصر، إذ إن الاستثمارات المبدئية لإيطاليا تقدر بنحو سبعة مليارات دولار فى حين تبلغ استثمارات مصر 3.5 مليار دولار.
فى حين أكد شامل حمدى، الخبير البترولى، مستشار شركة ترايدانت للبترول، أن اكتشاف حقل الغاز الجديد سيساعد مصر على توفير احتياجاتها من الغاز الطبيعى، خاصة أنه سيؤدى لتوقف مصر عن استيراد الغاز، لافتاً إلى أن أزمة الطاقة التى كانت تعيشها مصر وعلى رأسها عدم توافر الغاز الطبيعى كان سببها تصدير الغاز لإسرائيل فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، إلا أن هذه الأزمة ستختفى للأبد بعد اكتشاف الحقل الجديد الذى مثل صدمة حقيقية لإسرائيل، وهذا الأمر اتضح فى الخسائر الفادحة التى لحقت بمؤشرات البورصة الإسرائيلية.
وأضاف شامل أن حقل الغاز الجديد سيزيد من إيرادات مصر المالية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن أكتشافه جاء بعد أيام قلائل من افتتاح قناة السويس الجديدة، إذ إن كل هذه الأمور تعد رسالة للعالم بأن الاقتصاد المصرى قادر على استعادة عافيته وتنفيذ مشروعات قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من جديد.
وأوضح شامل أن حقل الغاز الجديد سيجعل مصر ضمن قائمة البلدان الموردة للغاز للدول الأوروبية، خاصة أن الحقل المكتشف يعد من أكبر اكتشافات الغاز فى العالم، فضلاً عن أنه سيساهم فى تغطية احتياجات مصر من الغاز لعدة سنوات، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن هذا الحقل الجديد كانت له تداعيات خطيرة على إسرائيل، وكان بمثابة صدمة كبرى لها خاصة أنها كانت تتطلع لتصدير غازها، وهذا ما اتضح فى هبوط أسهم شركات الطاقة الإسرائيلية “ديليك دريلينج وأفنر أويل”، فى حين حققت البورصة المصرية قفزة كبيرة خلال تعاملاتها وتزايدت القدرة الشرائية للأسهم من قبل العرب والأجانب.
بينما أكد مدحت يوسف، خبير البترول، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن أكتشاف حقل الغاز الجديد يعد بشرة خير، خاصة أنه يعجل بتنفيذ مشروع المحطة النووية فى الضبعة، وهذا الأمر يعد البداية لتحقيق التنمية الاقتصادية لمصر، لافتاً فى الوقت ذاته إلى أن هذا الكشف الجديد للغاز يعد بمثابة رسالة تشجيعية واضحة للمستثمرين الأجانب والعرب للاستثمار فى المياه الإقليمية المصرية.
وأضاف يوسف أن الكشف الجديد للغاز سيجعل مصر ضمن أكبر البلدان فى احتياطى الغاز، خاصة أن حجم الاحتياطى لمصر من الغاز يقدر بنحو 35%، وهذه النسب تؤكد أن مصر ستكتفى ذاتيا من الغاز لعقود بل ستتجه لأن تصبح دولة مصدرة بعدما كانت دولة مستوردة، فضلاً عن أن هذا الكشف يفتح آفاقاً جديدة للتنقيب والبحث عن مصادر جديدة للطاقة.  وأوضح يوسف أن هذا الحقل سيساهم فى التخلص من أزمة الطاقة التى كانت تشهدها مصر من وقت لآخر وتتكرر بصفة مستمرة وسيكون بداية لتخفيف أزمة الوقود وتعزيز الاقتصاد المصرى، إذ إنه سيكون بمثابة نقلة فى الاقتصاد المصرى، بسبب ما سيوفره من احتياطى كبير فى البترول، إذ إنه من المتوقع أن يكون احتياطيه أكبر من احتياطى إنتاج مصر من الغاز خلال العقود الثلاثة الماضية، لافتاً فى الوقت ذاته إلى أن استفادة مصر من الحقل المكتشف لن تكون قبل ثلاث سنوات على أقل تقدير إلا أنه بمجرد دخول الإنتاج فستكون مصر المستفيد الأكبر منه.