المتأسلمون قادمون

الاستراتيجية ثابتة والتكتيك متحرك، تلك قاعدة ذهبية لا خلاف عليها مهما حاول المتأسلمون ايهامنا بغير ذلك، منذ البداية وربما في كل ما كتبته من أعمال أدبية أو فنية أو مقالات فأنا منحاز إلي الحرية والعدالة الاجتماعية والسياسية حقا مكفولا لكل المواطنين دون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو العقيدة إنها الديمقراطية التي هي الحل وأنا بصراحة ضد شعار الإسلام هو الحل فالإسلام دين وشريعة صالحة لكل زمان ومكان والسياسة لعبة تتغير بحكم النمو الاجتماعي والتغيرات والمتغيرات الزمانية والمكانية، فالدين ثابت ومقدس لدي عموم المصريين والسياسة متغير بحكم طبيعتها ولايجوز ربط الثابت بالمتغير الدين علاقة الانسان برب الكون والسياسة علاقته بشئون الحياة فإذا ربطنا بين الدين المقدس وبين السياسة المليئة بالخبث والألاعيب فإننا هكذا نكون قد أخطأنا في حق الدين، تلك هي القضية التي تشغل بال واهتمام كل المصريين وتلك هي المعركة التي يخوضها المتأسلمون بكل أطيافهم إخوان و سلفيين متعددي درجات التعصب والجهالة وبين دعاة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وأعتقد جازما بأن هناك فرقا بين الإسلام كدين وبين تصرفات وأفعال المسلمين علي اختلاف أطيافهم ومذاهبهم ونحن المسلمون بالفطرة المحافظون علي شعائر ديننا الحنيف دون الانخراط في جماعات أو جمعيات أو أحزاب دينية اصبحنا في نظر المتأسلمون والعياذ بالله زنادقة وكفرة فقط لأننا نختلف معهم في تفسيرهم للدين والشرع فهذا هو رأي الاستاذ صبحي صالح القيادي البارز في صفوف الإخوان المسلمين يقول لافض فوه لايوجد مسلم ليبرالي أو مسلم يساري وإنما يوجد مسلم وكافر وهذا القول يعني أن من يخالف فكر السيد السند صبحي صالح وإخوانه وجماعته كافر وأن الإسلام الصحيح هو ما تنادي به الجماعة، هل هذا منطق يا سيدنا أما عمنا الشيخ المحلاوي فيقول بالصوت الحياني أن من ينادون بالدولة المدنية في مصر كفرة وعبدة للطاغوت منك لله يا فضيلة الشيخ ألا تدري أن الرسول صلي الله عليه وسلم حذر علي أي مسلم أن يكفر مسلما غيره يقوهل عليه الصلاة والسلام أي امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه ورغم هذا فإن المتأسلمون الذين رفعت عنهم ثورة 25 يناير الحظر وأخرجتهم من غياهب السجون أصبحوا يكفرون أصحاب هذه الثورة بعد أن توهموا أنهم انتصروا أو قاب قوسين من النصر وحكموا الأرض بمن عليها من بشر وهم في خيال مريض أو كالمقامر الذين يلعب علي ما معه من أوراق اللعب متغافلا أو ناسيا أن الآخر يملك أيضا أوراقا أخري يجوز أن ينتصر بها عليه، وإلا فبماذا نفسر ذلك التعالي أو الاستعلاء طبقا لتصريح الاستاذ محمد البلتاجي القيادي الإخواني البارز مؤخرا أنهم لن ينافسوا علي رياسة الجمهورية حاليا وإن كانوا قادرين علي المنافسة والنصر لو أرادوا وها في رأيي المتواضع نوعا من الغباء السياسي، فقد أسكتت الجماعة صبحي صالح لاندفاعاته في الرأي فخرج علينا محمد البلتاجي بما هو أسخم ويا أستاذ محمد لقد شاركت الثوار في ميدان التحرير فقليل من التواضع يكسبك ويكسب جماعتك مزيدا من محبة الناس وتأييدهم- ونحن لاننكر وجود جماعة الإخوان ودافعنا عن حقوقهم في الحياة السياسية في وجه سلطان جائر ولا نريد إقصاءهم من الحياة السياسية فهم مواطنون مصريون لهم كل الحقوق في المشاركة في حكم مصر والنهوض بها مع الآخرين هم منا ونحن منهم وكلنا مسلمين ومسيحيين نؤيد وجودهم بحجمهم الطبيعي في الشارع المصري وطبقا لتصريح فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع في حديثه أو حواره المطول بالتليفزيون المصري بأن عدد الإخوان المسلمين يبلغ قرابة المليون شخص وحجم أو عدد المحبين حسب تعبير فضيلته 2 مليون يعني حاصل الجميع 3 مليون وخذ عليهم من عندنا علي طريقتكم الاستعلائية الفوقية 2 مليون زيادة ليصبحوا خمسة ملايين فضيلتكم وأود أن أذكركم بأن الشعب المصري بلغ 85 مليون فإذا كنتم خمسة ملايين بالبقششة فباقي المصريين 80 مليون ثمانون مليون فضيلتك- في النهاية أرجو ألا يبالغ الإخوان أو غيرهم في قوتهم لأن قادم الأحداث لا يعلمها إلا الله سبحانه والتوقعات لاتحتمل إلا المسئولية والمعاناة لشعب مصر في الشهور أو السنوات القليلة القادمة من أجل خلق مصر جديدة تتسع للجميع لنا ولكم والآخرين دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو اللون أو الحرية والعدالة للجميع ودعوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر ولن أقول إلا أن مصر هي بلد الجميع تسكن فينا كما نسكن فيها لن نهجرها أو نهاجر منها ولا نريدكم أن تفعلوا أيضا فهي تتسع كما كانت دائما لنا جميعا.