السبت 20 أبريل 2024 05:35 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة الأهلي ومازيمبي بأبطال إفريقيا «رجال سلة الأهلي» يفوز على أويلرز الأوغندي في أولى مبارياته ببطولة الـ«bal» وزارة التربية والتعليم تعقد التصفيات النهائية لمسابقة ”تحدي القراءة العربي” للعام الثامن بالتعاون مع دولة الإمارات الشقيقة المئات يشاركون تشييع جثمان الطفل ”أحمد” أثر العثور عليه مذبوح بشبرا الخيمة سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين تفاصيل إصابة عمر جابر وغيابه عن الزمالك أمام دريمز الغاني قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة تفاصيل... العثور على جثة طفل مذبوح بكامل الجسد بشبرا الخيمة بسبب مشادة كلامية..سائق ميكروباص يمزق جسد طالب بسوهاج طالب يمزق جسد آخر بمطواة بسوهاج والسبب ”مشادة كلامية” بسبب النباشين .. الأهالي تشعل النيران في مقلب قمامة بمنطقة الثلاثيني بالإسماعيلية أربعيني يُنهي حياته بقرص الغلال السامة بسوهاج

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : صدمة الإخوان في برلين

لا شك أن النموذج الإسلامي المستبد للإخوان غير المسلمين ومواقفهم من الوطن والشعب المصري أصبح صدمة في الشارع المصري والعربي لأن هذه الحركات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم بشكل استثائي عبر انقلاب حقيقي مستخدمة الآلة الديمقراطية والأحزاب المدنية والائتلافات الشبابية لتكون جسرا للعبور عليها وتحقيق هدفها المزعوم وهو استعادة وهم الخلافة الإسلامية، وإنهاء مشروع الدولة المدنية والنظام الجمهوري الذي تكون فيه السيادة للشعب وحده عبر انتخابات حرة مستقلة، من خلال التداول السلمي للسلطة.

 

ولأن أدبيات الإخوان والموروث القطبي وتعليمات البنا تلغي العقل والحوار والرأي والرأي الآخر معتمدا على مبدأ السمع والطاعة، كانت أجهزتهم السرية هي أداة لتنفيذ الاغتيالات للمختلفين معهم في الرؤية والفكر والعقيدة.

 

كما سقط حلم الخلافة بمجرد الإعلان الدستوري المكمل في 17 يونيو 2012، وكان هذا الإجراء الكارثي هو بداية النهاية للتنظيم الدولي للإخوان ومرشدهم محمد بديع، لأنهم لم يستوعبوا أو يدركوا هوية الدولة المدنية ومرجعيتها وتهديد الحريات وحصار المواطنة، فنشأت أزمة الثقة مع هذا التيار الظلامي.

ومن هنا بدأت أولى خطوات سقوط هذا التنظيم من خلال شعار الشعب المصري في كل ميادين مصر يسقط يسقط حكم المرشد

وهنا أتذكر تصريحات أردوغان في زيارته لمصر في سبتمبر 2011 الذي أكد خلالها على الهوية العلمانية لدولته وأنه ينشد لمصر المصير نفسه، رافضا وصف قيادات الإخوان لحزبه بأنه حزب إسلامي ديمقراطي، فلا يوجد في العالم إلا في خيال الإخوان هذا التعبير، لأنهم لا يدركون معنى التسامح السياسي والفكري بين أطياف المجتمع.

كانت الصدمة التي هزت البنيان الإخواني القائم على أفكار وموروثات تتعارض مع الدين الإسلامي والعقيدة والإيمان بحرية الأشخاص والأديان، فاستعاروا اسم أردوغان العرب على الرئيس المعزول محمد مرسي، فكانت اللطمة الشعبية لأردوغان العرب وتركيا أن الشعب المصري والتركي لكما بالمرصاد.

هذه كانت بداية النهاية لهذا التنظيم الدولي الذي استخدم كل الوسائل القمعية والإرهابية وتصدير العنف والقتل أمام العالم بأنهم جماعة مضطهدة ومظلومة وضحية، ولكن الجاليات المصرية الوطنية في الخارج كانت لهم بالمرصاد لتكشف أكاذيبهم وخيانتهم للوطن وللشعب وأن كل ما ينقل ويذاع ويثار في وسائل الإعلام العالمية ما هو إلا مسلسل لمحاولة تفجير الأوضاع في مصر وإحراج القيادة السياسية في الخارج، والداخل.

فعمليات التجييش الإعلامي والمالي واستجلاب عناصر مرتزقة لمحاولات تشويه زيارة السيسي إلى برلين كانت مفضوحة ومكشوفة لدى المصريين في الداخل والخارج لأن الاستقواء بالخارج هو خيانة بكل المعايير الأخلاقية والإنسانية والقانونية، فكيف تستبيح أن تشوه وطنك وقيادته؟! وأصبح تكرار هذا الأمر في كل العواصم الأوروبية وغيرها من المحطات التي يزورها الرئيس السيسي أمرا مألوفا في إطار مخطط الإخوان الإرهابي لإفشال زيارات الرئيس وتشويه صورة مصر وقيادتها أمام شعوب العالم، بل وصل الأمر للتنازل عن الجنسية المصرية للحصول على مكاسب رخيصة وبناء مواقف سياسية لا  تسمن  ولا تغني من جوع.

ولأن الإخوان هم ورثة الشيطان الذي لا يستحي أن يفعل كل المحرمات والممنوعات، أصبحوا أكثر من الشياطين تطرفا وقتلا وعنفا وتصويرا لمشاهد الدمار والقتل أمام العالم لأنهم للأسف الشديد بنوا كل معتقداتهم ووضعوا كل ثقلهم في خندق الأمريكان، بل وصل الأمر بأنهم يرددون بين قواعدهم النائمة واليقظة في الخارج والداخل بأنهم سيعودون إلى الحكم في 30 يونيو المقبل، وراحوا يبثون سمومهم في عقول الشباب والفتيات بأنهم عائدون إلى حكم مصر، بل وصل الأمر إلى أنهم ادعوا أمام وسائلهم الإعلامية الإخوانية بأن هناك خلافات داخل التنظيم وأن هناك عناصر جديدة ستحمل الراية في المرحلة القادمة وهي على استعداد للتصالح مع الشعب، ولكنها مناورة سياسية رخيصة للوصول إلى أهدافهم.

فكانت حركة بداية هي عنوان للتصالح بين الحركات الإسلامية والثوريين الجدد والائتلافات الشبابية، متوهمون أنهم سينجحون في النفاذ والتغلغل إلى القواعد الشعبية المحصنة ضد أفكار الجماعة الإرهابية.

فدعونا نقول إن استخدامهم للمال السياسي وادعائهم المشاركة في مفاصل الدولة الألمانية سياسيا واقتصاديا وأنهم نجحوا في تجييش الإخوان والأتراك في الشارع الألماني لمواجهة السيسي وإحراجه أمام العالم هي أحلام أطفال يعبثون بشواطئ وقواعد ولعبة السياسة الدولية وتناسوا أن المرتزقة من الأتراك والسوريين وبعض النماذج الإفريقية والجيوب الإخوانية لن ينجحوا على الإطلاق أمام المصريين الذين جاءوا من كل بلدان أوروبا ليدعموا مصر أولا والرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة هذه الحرب القذرة مع الإخوان في كل ميادين العالم، والأيام المقبلة ستثبت أن المصريين قادرون على فضح من يدعم هؤلاء  ويمولهم ويفتح لهم أجهزة الإعلام الغربية لبث أكاذيبهم.

فالمصريون يدركون أن الإخوان الإرهابيين أصبحوا أداة من أدوات أجهزة الاستخبارات الخارجية لإسقاط مصر، فأصبحوا يحركونهم وفق مخططاتهم الهادفة لإسقاط الدولة المصرية والرئيس السيسي بصفة خاصة، بل وصل الجنون بهم لمحاولة تشويه المؤسسة الوطنية العسكرية التي كشفت مخططاتهم وضربت كل البؤر الإرهابية في سيناء وغيرها، فداعش ما هي إلا جيب من جيوب التنظيم الدولي للإخوان الذي يحظى بدعم لوجيستي ومالي من أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وهذه حقيقة أصبحت واضحة أمام  الرأي العام العربي، فالتمدد الداعشي هو الوجه الآخر للتمدد الإخواني في عالمنا العربي.

فما يجري في سرت وقيام فجر ليبيا بتسليم سرت لتنظيم داعش هو دليل على أن الهوية الإجرامية والإرهابية واحدة لأنهم من مستنقع عقائدي يحاول تدمير الإنسان والحضارات والآثار لإسقاط العالم العربي وتفكيكه.

ومن هنا كان التلاحم المصري في برلين هو صورة رائعة لكشف وإسقاط كل مخططات الإخوان وأردوغان والأمريكان .

تقسيم تركيا

خروج آلاف الأتراك لإحياء ذكرى عنف أردوغان وجهازه القمعي ضد الشباب التركي المسالم الرائع بمنتزه جيزي المجاور لميدان تقسيم بالعاصمة إسطنبول دليل على أن هذا الرجل فقط عقله، ناهيك عن الكابوس الذي يطارده عندما يسمع أو يرى السيسي، فهو يمثل له عقدة أبدية ودليلا على سقوط أحلامه وأوهامه.

دعونا نتذكر ماذا فعل هذا الأردوغان؟! .. لقد أصدر تعليماته بمحاصرة ميدان تقسيم والشباب بـ25 ألف جندي و50 مدرعة وفرق مجهزة برشاشات الغاز الممنوعة دوليا لقتل أبناء شعبه وشباب هذا الوطن.

ومن تناقضات هذا الزمن الرديء أن يخرج علينا هذا الحاكم المستبد متباكيا على الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وأحكام القضاء المصري عندما يصدر أحكاما ضد الأهل والعشيرة الإرهابية في مصر، وهو على الجانب الآخر يحاصر ويقتل ويفسد كل ما فعله الشعب التركي من إنجازات حقيقية وأصبح كل من يتكلم ويتنفس يمثل عبد الله أوجلان الذي استطاع أن يكشف هذا الطاغية، فأصبح «بعبع أوجلان» يجعله يفقد صوابه وعقله ورشده، فيقبض على القضاة والضباط والطلاب ويتهمهم بأنهم ضد المشروع الأردوغاني في تحقيق حلم الإمبراطورية والخلافة الإسلامية في تركيا، بل ويتجاوز ذلك في القفز على القوانين والدستور وتطويق الجيش مدعيا أنه رمز الدولة العلمانية وأمام الديمقراطية في العالم.. هذا الرجل يحتاج إلى دراسات نفسية وبحثية لتكشف عن شخصيته المتناقضة لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فهو يحتاج إلى علاج نفسي لعلاجه من حالة الانفصام  الشخصي لأنه أصبح مغيبا عن الواقع مصدوما بنجاحات السيسي والتفاف الشعب المصري حوله والرسالة التي تصيبه بالجنون والزعر وتكون أقوى من الرصاص هي افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس المقبل لأنه كان متوهما أنه سيكون أمير المؤمنين الذي سيفتح البلاد ويخرج له العباد ليقولوا في كل ميادين العالم الإسلامي «يحيا يحيا أردوغان « ولكنه يفيق على كلمات وأصوات الشباب التركي في كل ميادين التقسيم مرددة «يسقط يسقط أردوغان» .

 

محاولات تفجير السعودية

مهما حاول علي عبد الله صالح وعصابته الإجرامية بتحالفه مع الحوثيين والإيرانيين تصدير مشهد العنف في بيوت الله في المناطق الشيعية في السعودية، إلا أن هذه الأفعال هي بداية النهاية لهذا الرجل الذي أصبح رمزا للقتل والعنف وتقسيم اليمن، تنفيذا لأسياده من الإيرانيين فهو على استعداد أن يتحالف مع الشيطان والإخوان وداعش لضرب الدولة السعودية والمقدسات الدينية وبيوت الله، لنشر الرعب والخوف لدى الشعب السعودي وهو لا يدرك أن هذه الأرض مباركة من الرب ومحمية من العباد وما يزيد عن مليار شخص من  المسلمين في كل بقاع العالم لأنها تضم الكعبة الشريفة ومسجد الحبيب المصطفى «صلى الله عليه وسلم» والرد على صالح والحوثيين هو ألا يكون ضمن المكون السياسي اليمني في  المبادرات والمؤتمرات واللقاءات والحوارات السياسية ولا يكون جزءا من المعادلة اليمنية الجديدة ويجب أن يتحالف العرب بكل قوتهم لحصار هذه الفلول الإيرانية التي استباحت اليمن غير السعيد وضربت البنية التحتية للمواطن اليمني، لأنه على استعداد للتنازل عن الأرض مقابل بقائها واستمرارها في المشهد السياسي اليمني .

فعلي عبد الله صالح الذي أنقذته السعودية من الموت، يعود ليثبت أنها تدفع ثمنا لعدم الخلاص من هذا الشيطان الكبير لأن مرجعيته وولايته الانتقام والقتل من أجل الحكم، فلن يعود اليمن إلى أهله إلا بعد الخلاص أولا وأخيرا من علي عبد الله صالح إلى الأبد.