الجمعة 17 مايو 2024 10:02 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

طهران تسقط السلطة اليمنية بأيدى الحوثيين

وسط فشل أممى وعربى فى إيجاد مخرج للأزمة اليمنية حذر مراقبون من بسط النفوذ الإيرانى على الساحة اليمنية فى ظل تصاعد المكاسب التى أحرزها الحوثيون والتى جعلت إيران فى قلب المشهد اليمني، وعززت دائرة نفوذها فى البلاد بعدما نجحت مؤخراً فى استخدام جماعة الحوثى كوسيلة ضغط للإفراج عن سجناء إيرانيين يشتبه فى ارتباطهم بالحرس الثورى الإيراني، لدى الاستخبارات اليمنية.

بالإضافة إلى وصول رحلة مباشرة لطائرة إيرانية إلى مطار صنعاء الدولى قادمة من طهران هى الأولى من نوعها منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية فى سبتمبر الماضى ، حيث كان فى استقبال الطائرة من طراز إير باص 310 لدى وصولها مسؤولو المطار والأمن والنقل حيث كانت محملة بشحنات من المساعدات الدوائية.

كما حملت الطائرة على متنها إيرانيين من بينهم عمال إغاثة تابعين للهلال الأحمر الإيراني، وذلك بعد توقيع الحوثيين على مذكرة تفاهم فى مجال النقل الجوى مع السلطات فى طهران تمنح بموجبها شركتا الخطوط الجوية اليمنية و"ما هان إير" الإيرانية حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين.

ويخشى مناهضو الحوثيين أن تستخدم الرحلات لنقل السلاح والمقاتلين إلى اليمن من طهران التى تتهمها دول عدة بدعم جماعة الحوثى المسلحة.

ويأتى ذلك وسط توقعات بصراع سياسى داخل قيادة جماعة الحوثى بين تيارين: أحدهما يسلم بالتبعية الكاملة لإيران، والآخر يريد الإبقاء على خصوصية يمنية واستقلالية فى قرار الجماعة عن إرادة طهران".

وفى هذا الإطار يرى عادل الأحمدى المحلل السياسى أن إيران أصبحت ذات نفوذ قوى وذراع عسكرية ضاربة فى اليمن .

إلا أنه نبه إلى أن الكلمة الأولى لا تزال بيد السلطات اليمنية إذا هى أرادت، مبررا ذلك بأن  مجموع القوة المتبقية بيد الدولة لا يزال يفوق ما استولى عليه الحوثيون من عتاد عسكرى ثقيل خلال سيطرتهم على العاصمة اليمنية".

 من جهته قال رئيس مركز "أبعاد" للدراسات عبد السلام محمد  إن نجاح جماعة الحوثى فى تحرير عناصر من حزب الله والحرس الثورى الإيرانى بقوة السلاح أو التهديد به، يعد انتهاكا للسيادة اليمنية وأحكام القضاء واعترافا واضحا بارتباط الجماعة بجهات خارجية"

وفى غضون ذلك اعترف وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بأن إيران ساهمت فى إسقاط السلطة فى اليمن من خلال الدعم الذى قدمته لـجماعة الحوثي, والذى تبين أنه كان دعما حاسما فى استيلاء الحوثيين على السلطة.

          

وأجاب كيرى عن سؤال أمام برلمانيين أمريكيين بشأن الدور الإيرانى المحتمل فى إسقاط الحكومة اليمنية من خلال دعم الحوثيين وتسهيل سيطرتهم على صنعاء بقوله "أعتقد أنها ساهمت فى ذلك, هذا مما لا شك فيه".

وأضاف كيرى خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ إن إيران فوجئت بتسارع الأحداث فى اليمن", وأن "سلطات طهران كانت ترغب فى إقامة حوار وطنى بين مختلف الفرقاء اليمنيين".

والتقى وزير الخارجية الأمريكى  منذ يومين  بجنيف نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف فى إطار المفاوضات بشأن البرنامج النووى الإيراني, لكنه اعترف بأن اللقاء تناول كذلك بعض القضايا الأخرى التى تم التطرق لها بشكل سريع.

وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها فى صنعاء فى بداية الشهر الجارى وتبعتها دول غربية على غرار بريطانيا وفرنسا بسبب ازدياد المخاوف من حالة انعدام الأمن بالعاصمة بعد انهيار مؤسسات الدولة وسقوط صنعاء بيد الحوثيين.

من جهته اعتبر فارس السقاف مستشار الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى أن الحديث عن بسط إيران نفوذها فى اليمن من خلال الحوثيين "حكم سابق لأوانه، موضحا أن الخارطة السياسية فى اليمن لم ترسم بعد، ولا تزال فى حالة تشكل، وأن الحوثيين سيكونون مشاركين ضمن الحكومة القادمة بموجب اتفاق السلم والشراكة الذى تم توقيعه معهم، وحينها عليهم تحمل مسئولياتهم الوطنية .

وكان الحوثيون قد اجتاحوا العاصمة صنعاء فى سبتمبر  الماضي.

وفى 21 فبراير وصل الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى إلى مدينة عدن فى جنوبى اليمن بعد أن تمكن من مغادرة منزله الذى فرضت عليه جماعة الحوثى الإقامة الجبرية فيه منذ استقالته من منصبه فى 22 يناير الماضى  والتى لم يقبلها البرلمان حينها.

يشار إلى أن الحوثيين اقتحموا العاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر الماضي، وسيطروا على جميع مؤسساتها، كما سيطروا بعد ذلك على دار الرئاسة والقصر الجمهوري، وحاصروا مقر إقامة هادى إضافة إلى رئيس حكومته خالد بحاح وعدد آخر من الوزراء.