الدفاع في الهروب الكبير: أقوال الشهود احتمالية تساندها "قرينة فاسدة"
تحدث المحامي مدحت فاروق دفاع كل من احمد العجيزي وحازم فاروق وسعد الحسيني أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، عما تضمنته شهادة شهود الإثبات من أن من اقتحموا السجون يلبسون ملابس عربية بدوية ويتكلمون اللهجة البدوية، وأكد انه لا يمكن التساند إليه كقرينة على أن من اقتحم السجون من عناصر حماس أو غيرها من المنظمات.
وأكد أن قول بعض الشهود من أن المقتحمين هم من حماس أو من غزة أو ليسوا مصريين جاء قولا احتماليا ظنيا, تساند إلى هذه القرينة الفاسدة، أو إلى ذلك الظن القاصر الذي قام على أنه ما دام أن السجون التى تم اقتحامها تواجدت بها عناصر من حماس, لابد وأن يكون من اقتحم السجون من عناصر حماس، مضيفًا أن هذه الأقوال- مهما تعددت فى الأوراق - لا يمكن من خلالها الوصول باستنتاج سائغ إلى أن هؤلاء المتهمين من علم منهم وجهل من عناصر حماس أو غيرها , فهو صرف للوقائع إلى غير مؤداها.
حيث جاء بأقوال الشاهد أحمد محمد عبد السلام الشاهد ( 35 )
س : ما الحالة التى كان عليها هؤلاء المهاجمين ؟
ج : كانوا لبسين جلاليب وعليها جواكت وملثمين
س : هل تناهى إلى سمعك أصوات أعيرة نارية بمنطقة سجون أبو زعبل فى ذلك اليوم ؟
ج : أيوة إحنا سمعنا الضرب من قبل ما ييجوا يخدوا اللوادر وقعدنا لحد الساعة 12 بالليل لما مشينا من المصنع , واستمر ضرب النار فى المنطقة لمدة أسبوع على فترات متقطعة
س : هل استفسرت عن سبب إطلاق الأعيرة النارية ؟
ج : المنطقة دى كلها عرب وكنا بنسمع ضرب النار بس بعد ما أخدوا اللودر سمعنا من الناس إللى قاعدين أدام المصنع أنهم هددوا السور وفيه ناس بتضرب نار على السجن
فقال الدفاع إن هذه الشهادة هى شهادة ترددت فى أقوال كافة شهود الإثبات , أن بعضا من كان أمام السجون , كان من الأهالي والأعراب ودون أن يحددوا أو يقطعوا أن هؤلاء من حماس أو غزة
وأكد أن المستقر عليه أن الشاهد الذى تبنى الأحكام الجنائية على أقواله هو من شاهد الواقعة المشهود عليها ، أما أراء الناس وتصوراتهم وتأويلاتهم وتعبيراتهم للأحداث فظنون لاتبنى عليها الإدانة قط – والشهادة فى الأصل هى تقرير الشخص لما يكون قد رأه أو سمعه بنفسه أو أدركه بحواسه على وجه العموم
وأضاف انه لا توجد شهادة لأحد شهود الإثبات أو الواقعة قاطعة بيقين أن من قام باقتحام السجون هم من عناصر حماس أو من غيرهم من التنظيمات الأخرى، وحال أنه لم يتم القبض على أى واحد من الفاعلين الأصلين , أو على الأقل لم يقدم أحد هؤلاء الذين تم القبض عليهم متهما فى هذه الدعوى رغم إقرار بعض شهود الإثبات أنه تم القبض على بعضهم وتم تسليمه إلى النيابات المختصة التابع لها السجون التى تم اقتحامها، فأن القرينة هى كل استنباط لواقعة مجهولة من واقعة معلومة, بحيث يكون الإستتناج ضروريا وبحكم اللزوم العقلى والمنطقي مثل:"وجود بصمة أصبع المتهم أو أثار قدميه فى مكان الحادث , أو وجود بقعة دم من نفس فصيلة دم القتيل على ملابس المتهم , أو مشاهدة الجانى يخرج فى ساعة متأخرة من الليل من منزل القتيل بعد سماع صوت استغاثة".
وهى بهذه الصفة يجب أن تحمل دلالة جنائية يقينية قاطعة لا ظنية أو افتراضية و لا تتحمل أكثر من تأويل أو تتقلب فى أوجه من الاحتمالات المتعددة، أى يجب أن تكون قاطعة فى دلالتها , و بما يجعلها تنبئ عن توافر صلة منطقية بين الواقعة الثابتة والواقعة المراد إثباتها , مما يجعلها صالحة للإستباط منها , بموجب استخلاص سائغ منطقى مسبب تسبيًا كافيا, وإلا كانت قرينة مفتعلة ومضللة و لا تصلح لأن تؤدى بشكل مباشر إلى إثبات الواقعة المجهولة.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
