السبت 27 أبريل 2024 05:35 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : عاجل على مكتب الرئيس

لابد أن نعترف جميعا ان سقف الطموحات عند الشعب المصرى قد وصل الى القمة فى كل شيء بعد اختيار الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى الذى حصل على حب وتأييد عارم لم يحدث فى تاريخ مصر من قبل حتى عبد الناصر لم يحظ فى حياته بهذا القبول والحب الربانى، وتخيل الناس أن بمجرد فوزه بمقعد الرئاسة أن مشاكل مصر المتراكمة عبر عشرات السنين سيتم حلها، وهذا غير واقعى أوعملى أو منطقى فلذلك أخشى ما أخشاه أن يتحول هذا الكم من الطموح وسقف التوقعات على ارض الواقع الى جزء من عدم التفاؤل والرضا بما تمر به البلاد من احداث وعمليات اجرامية ومحاولات التشكيك فى كل شيء وبث الفتنة والشائعات والاتهامات كنوع من الحرب النفسية لمحاولة تكسير الارادة الشعبية والارادة السياسية. وجاءت صدمة التشكيل الحكومى من خلال اختيار بعض اعضاء من لجنة السياسات للحزب الوطنى المنحل ورقة رابحة اخذ الاخوان يسوقون لها كثيرا ويقولون ان هذه اختيارات السيسى وليس محلب.

واخذ التنظيم الدولى للاخوان يشن حملة اعلامية ممولة فى الداخل من خلال أدواته الموجودة للأسف فى كثير من المواقع المهمة والهامة فى الوزارات والهيئات والشركات يتساءلون اين الفريق الرئاسى ولماذا لم يتم الاعلان عنه حتى الآن رغم ان الانتخابات انتهت منذ شهر تقريبا.

وراحوا يبثون أكاذيبهم وسمومهم المضللة للبسطاء من هذا الشعب لمحاولة تشويه وايقاف ابحار سفينة الوطن.

ومن هنا أقترح على الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى كمخرج من كل هذه الشائعات والاتهامات ان يتم عمل مؤتمرات صحفية عالمية يتم فيها دعوة العلماء الحقيقيين فى الداخل والكفاءات المصرية الشابة فى الخارج التى تعمل فى الشركات العالمية وما أكثر طيور مصر الشابة فى المهجر التى أثبتت تفوقها وتميزها بل وانفرادها بتقديم حلول عبقرية لكثير من المشاكل فى البلدان التى يعملون بها، على ان تخصص رؤية لملف الطاقة مثلا وتكون فيه التوصيات قابلة للتنفيذ حسب الامكانيات وان تكون الاستراتيجيات معروفة بكل ألغازها وأسرارها ومشاكلها وأن توضع مساحة زمنية محددة للانتهاء منها لاننا نعانى عبر السنوات الماضية حمى البداية الفاعلة ثم بعد وقت بسيط فشل النهاية المدمرة، فلذلك نجد ان «مصارين» المشروعات الكبرى تبدأ ولا تنتهى الا بعد عشرات السنوات وهذه هى الكارثة الكبرى، وهذا هو التخبط التنفيذى الذى نعانى منه على مدى الحكومات السابقة، فمشكلة مصر الحقيقية فى عدم وجود رؤية شاملة لابعاد الملفات الهامة والمؤثرة فى الحياة اليومية للمواطنين.

فلابد قبل كل شيء اصلاح البنية التشريعية المتضاربة بالاضافة الى تطوير العقلية التنفيذية التى مازالت تفكر داخل الصندوق وليس من خارجه، وبعيدة كل البعد عن طرق الابداع والابتكار والافكار الخلاقة، لأن مشاكل دولة فى حجم مصر بها 100 مليون مواطن لن تجدى فيها المسكنات والمهدئات التنفيذية المؤقتة بل تزيد من تفاقمها وتكلفتها بالاضافة الى مبدأ الصراحة والشفافية الذى افتقده الناس منذ عصور طويلة، ولابد ان يشعر المواطن المصرى انه شريك فى اتخاذ القرار باعطائه الصورة الكاملة بلا مبالغة أو تقليل، بالاضافة الى اختيار الشباب الكفاءات المشهود لهم بالقدرة على العمل فى تولى اماكن ومناصب هامة فى الدولاب الحكومى للدولة وليس مجرد تعيين بعض نواب فى الوزارات.

ولابد من تحديد ما هو المطلوب والمستهدف والتكلفة والفترة الزمنية، فهناك ملفات ساخنة وشائكة وصعبة مثل ملف التخطيط العمرانى وملف الموارد المائية  وملف الاستثمار وملف الاقتصاد وملف التعليم و ملف الصناعة وملف الزراعة وملف السياحة، واخيرا ملف الخطاب الدينى المستنير.

من خلال هذه المؤتمرات الصحفية العالمية وتحت اشراف ومتابعة رئيس الجمهورية ومستشاريه المختارين بعناية فائقة والبعيدين كل البعد عن الشبهات والمحسوبيات وأعتقد أن هذا سيكون مخرجا حقيقيا لمصر وللاجيال القادمة ونكون وضعنا النقاط على الحروف ووقف زيف النهب والفساد لأراضى مصر وعقول مصر وشباب مصر وعدم تزاوج رأس المال مع السلطة وضرب كل اشكال الاحتكار بقوانين لا تقبل النفاذ منها، ومن هنا نحقق جزءا من سقف طموحات الشعب المصرى الذى افتقد الى النموذج والقدوة والمكاشفة لأن المواطن المصرى كان دوما وأبدا خارج صندوق الاهتمام به كانسان ومواطن له حقوق وعليه واجبات وبذلك نستطيع ان نعطى الأمل فى مصرنا الجديدة بالعمل والانتاج والافعال وليس الاقوال لان مشكلة هذا البلد الآمن اهلها ان أساتذتها الجدد والكذابين الجدد يريدون ان ينشروا اليأس والاحباط فى نفوس الشعب المصرى معتمدين على مقولة سعد زغلول "مافيش فايدة ".

 

 

قتلنا عبدالله كمال

قد يكشف الموت عن رمزية الإنسان، فتجليات الروح قد ترفرف علي الأماكن والنفوس والأشخاص الذين التقينا بهم في رحلة الحياة القصيرة ممن نحبهم ولا نحبهم ولكن الروح تعطي إشارات ورسائل في معاني الإنسان الذي فقدناه قد نكتشفها اثناء حياته وطموحه وصراعاته وتناقضاته وفلسفته ورؤيته الأحادية للاشياء ولكن في اغلب الاحيان لا ندركها وإذا أدركناها لا نصدقها وإذا صدقناها تغلب علينا اللعنة النرجسية فندعي دائماً اننا لا نبصرها وهذه هي خطيئتنا البشرية والإنسانية والمهنية في بلاط صاحبة الجلالة التي لا تقبل دوماً وعلي الاطلاق ان ينازعها أحد في تفردها وتوحدها وأنانيتها، فنحن دائما نضخم من اخطائنا وخطايانا حتي نجد المبرر والمحلل لنجلد الذات التي تحاول الاقتراب أو الغوص من مسافة قريبة أو بعيدة من شواطئ خصوصيتنا وعالمنا الافتراضي الذي نسجناه بقصص وبطولات ونجاحات واقتراب من السلطة والحاكم والشهرة والأضواء والأموال رغم أننا تربينا ودرسنا وقرأنا وتعمقنا علي نظريات وأفكار وأيديولوجيات، اننا ندافع عن المظلومين وعن فقراء هذا الوطن ونزعم اننا نقدم لهم كشف حساب لمواقف واحداث وقفنا فيها في وجه النظام ونحن بداخلنا نتمزق لان ذلك لم يحدث علي الإطلاق واننا دائما ودوماً ندافع عن ذاتنا ومصالحنا وأعمالنا ونأخذ مظالم وآلام ومعاناة الناس سلماً لنصل إلي اهدافنا وطموحنا وبرجماتيتنا الذاتية التي لا تقبل الآخر علي الاطلاق، لان ذلك موروث ثقافي وجينات وراثية وأنا أولا ومن بعدي البشر.. ولأن ضمائرنا ماتت ونحن احياء اصبحنا نجمل القبيح ونسفه ونشوه الجميل ثم نفيق علي صدمة الموت لانسان بيننا قد لا نعرف الوجه الآخر الخفي له المملوء بحب الخير والعطاء بلا حدود وعشق تراب هذا الوطن ولكن بطريقته أورؤيته ونتوقف طويلاً أمام الموت المفاجئ الذي يهز الأطلال والاصنام والنفوس والعقول ونكتشف ان الذي وقفنا ضده وحاربنا في الخفاء والعلن افضل منا في كل شيء، في وطنيته والثبات علي المبدأ والرهان علي الكتلة الحقيقية لهذا الشعب المحير والكتابة باسماء مستعارة خوفاً من نباح الكلاب الذين انتشروا او بعثوا في الأرض فساداً وإفسادا والكذابون الجدد الذين شوهوا كل من يختلف تحت مسميات ومعطيات ثوار وأحرار وهم مقيدون بداخلهم وباعوا ضمائرهم لمن يدفع ومن يدمر ومن يقتل ومن يحرق هذا الوطن ولكن أصعب الاشياء علينا ان يتم قتل الهوية والنفس وهي تعيش بيننا، قد نتفق أو نختلف لكن لا ننكر وجودها علي الإطلاق وهذه إحدي الضلالات والآفات التي ابتلينا بها بعد ان سقطت اخلاقنا في بئر الاتهامات والخيانة والعمالة لأننا لم نتعلم ثقافة الاختلاف ولكن عذراً هذه إحدي علامات يوم القيامة ان يهان الانسان الذي يحمل في جيناته مفردات الصدق والصراحة والمواجهة ولكننا واجهناه لنسقطه وهو حي بيننا، كلنا متهمون بقتل هذا الرجل سواء كنا نعرفه او لا نعرفه ولكن السؤال الذي عذبني وأبكاني ماذنب الطفلتين اللتين لم تريا الحياة الا بعيون أبوهما هل سنبكي علي قبره أم علي الأطلال التي قد تشجينا وتبكينا؟! فسقوط هذا الانسان في النصف من شعبان ويوم الجمعة دليل علي براءته ودعاء السماء له أما نحن سنظل نبكيه بدموعنا لأن قلوبنا ماتت إلي الابد لأننا جميعاً متهمون بقتل هذا الرجل فهل نقبل بعد ذلك العزاء فيه؟!. أعتقد اننا منافقون فشكر الله سعيكم لأننا جميعاً اشتركنا في موت عبدالله كمال وهو بيننا فكيف نبكيه بعد أن رحل عنا وعن تعذيبنا فأحببناه فقتلناه بكل الكلمات والاتهامات لينام الحزن في قلب وجفن طفلتيه اللتين لن ترياه للأبد هذه ليست مرثية ولكن انفعالة صدق في مشهد يدعو إلي الإسقاط علي كل شيء لأننا جميعاً نضحك علي أنفسنا وهذه هي آفة الصحفيين إن صدقوا.

وأخيرا.. عندما شاهدت عزاء الفقيد تذكرت مقولة تقول: «نحن لا نموت عندما نخرج من الحياة بل حين نخرج من الذاكرة».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خلية ماريوت على الطريقة الأمريكية

 

 

 

 

استفزنى التدخل السافر للامريكان فى احكام القضاء المصرى، وجاء انتقاد كريستيان امانبور كبير مراسلى شبكة سى ان ان الامريكية بأن الاحكام الصادرة فى القضية المعروفة اعلاميا باسم خلية ماريوت وتساءلت المدعية فى حسابها على تويتر "هل هذا طريق السيسى الى الديمقراطية؟" ووصل الفجور لهذه الآلة الاعلامية المدفوعة من اجهزة الاستخبارات الامريكية بأن الشعب الامريكى يدفع من ضرائبه مساعدات لمصر وصلت نصف بليون دولار وتهكمت هذه العجوز الاعلامية على الاحكام المتشددة على حد تعبيرها التى صدرت من القضاء المصرى بلغت من 7 إلى  10 سنوات للمتهمين حضوريا وغيابيا ونست أوتناست كريستيان التى تتدخل فى الاحكام القضائية فى دولة بحجم مصر اين كانت عندما قام الجيش الامريكى بقتل آلاف بل ملايين البشر فى العراق وافغانستان، حتى الطائرات الامريكية بلا طيار كانت تصطاد الارهابيين فى كل دول العالم خروجا عى كل قواعد القوانين الدولىة والاعراف واحترام سيادة الدول فأى قانون تتحدث عنه واى حقوق تدعيها فلا تجرؤ ولا يجرؤ احد مجرد التفكير فى التعليق على الاحكام القضائية الامريكية، فما هو محلل للامريكان محرم على الدول الاخرى، ومن هنا ستسقط هذه الدولة عاجلا أو آجلا نتيجة التفرقة العنصرية داخل امريكا وخارجها، وستدفع الثمن قريبا.