الأمن ومواجهة الإرهاب واستعادة الريادة المصرية
 
	ملفات شائكة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى لابد من ايلائها الأولوية فى الداخل والخارج أكد خبراء استراتيجيون أن فى صدارتها الملف الأمنى واستعادة الأمن فى مصر ومواجهة الارهاب بالاضافة الى الملف الاقتصادى ومواجهة البطالة والعمل عل انتعاش الاقتصاد والاستثمار واستعادة الريادة المصرية عربيا وافريقيا ودوليا.
واكد الخبراء أن خطاب الرئيس الجديد لمصر عبد الفتاح السيسى فند برنامجه الانتخابى بوضوح واستعرض خططه للتعامل مع الداخل المصرى ومع دول الجوار والمحيط الاقليمى عربيا وافريقيا، حيث تعهد الرئيس السيسى فى كلمته خلال احتفالية تنصيبه رئيسا لمصر، بإنجاز كافة استحقاقات خارطة الطريق وإنجاز الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق والمتمثل فى الانتخابات البرلمانية وفقا للجدول الزمنى لخارطة المستقبل، وعاهد الشعب المصرى بأنه سيسهر على احترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص الدستور.
ونبه الى أن الوطن تعرض لتهديد حقيقى كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ولكن ثورة الشعب فى 30 يونيو استعادت ثورة 25 يناير وصوبت المسار صونًا للوطن ووحدته، مشددًا على إرساء العدل والمساواة وصيانة حقوق المواطن المصري، وأنه رئيس لكل المصريين دون إقصاء لأحد.
وقال السيسى : إننا سنبنى وطننا على أسس من العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، تكفل لنا الحرية والعيش الكريم، مشددا على انه إذا كانت مصر أثبتت مرة أخرى أنها عصية على الانكسار فهذا يعود إلى وحدة الدولة، شعبا ومؤسسات.
وأوضح السيسى أن المستقبل القريب سيشهد استعادة ريادة الدولة المصرية من خلال العمل بين الشعب والدولة لتحقيق تطلعات الشعب، مشيرًا إلى أن محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن على رأس أولويات المرحلة المقبلة وانه سيعمل على نشر الأمن واستقرار الأمن فى الشارع المصرى وخلق علاقة صحية بين أجهزة الأمن والشعب تحكمها مبادئ صيانة القانون وصون الكرامة واحترام الحرية.
ولفت الى أن الدولة ستعمل على تشجيع الاستثمار والتنمية الزراعية والصناعية لتحقيق التنمية الشاملة، مؤكدًا أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تحقق نهوضا شاملا فى مصر دون أن تتواكب معها تنمية اجتماعية، وتنمية ثقافية، مطالبا الأزهر بالاستمرار فى خطابه الدينى المعتدل وتطوير الخطاب الديني.
وشدد الرئيس السيسى على أنه لن يسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة المصرية فى هيبتها وصلاحيتها، مؤكدًا أن قيادة مصر هى قيادة واحدة.
ودعا القائمين على مؤسسات الدولة إلى تطويرها ورفع شعار محاربة الفساد فى المرحلة المقبلة، مفيدًا أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهة شاملة ضد الفساد بكافة أشكاله، ولن تكون هناك رحمة مع من يثبت تورطهم فى أى قضايا فساد أيًا كان حجمها، متعهدا للمصريين من البسطاء ومحدودى الدخل بحياة أفضل خلال السنوات الأربع القادمة، مطالبا إياهم بالمشاركة بفعالية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
مصر والأمن القومى العربى
وعلى المستويين العربى والدولى أكد الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى أنه آن الأوان لتعيد مصر دورها القومى والإقليمى والحفاظ على الأمن العربي،لافتا إلى أن أمن دول الخليج هو جزء لا يتجزأ من الامن القومى المصري.
وبين أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولى، فمصر تعمل على الحفاظ على دور العرب، وستعمل على تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأفريقيا أكد أنه لن يسمح بأن يكون موضوع سد النهضة سببًا فى خلق أزمة أو مشكلة، أو أن يكون عائقًا بين مصر وبين إثيوبيا أو أفريقيا، مؤكدًا أنه إن كان السد يمثل لإثيوبيا حقها فى التنمية فالنيل يمثل لمصر حقها فى الحياة.
وقال إن مصر بوابة إفريقيا على العالم، وعلاقتها ستكون متوازنة بين كل الأطراف، وستنفتح على الجميع، مضيفًا أن عهد التبعية قد مضى، وأن علاقات مصر مع الدول الكبرى ستتحدد من الآن فصاعدًا طبقًا لمدى تعاون الأصدقاء، وتحقيق مصالح الشعب المصري. وشدد على أن مصر هى نقطة التوازن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وأنها ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية كمبادئ أساسية فى سياساتها الخارجية فى المرحلة المقبلة. وأوضح أن مصر اختارت بمحض إرادتها أن تكون دولة سلام، وأنها ملتزمة بالتعهدات الدولية التاريخية والحديثة المعاصرة، مؤكدًا أن أى تعديل فيها سيكون بالتوافق بين الأطراف المتعاقدة بما يحقق المصالح المشتركة
وأشاد السيسي، بدور القوات المسلحة المصرية التى انتصرت لإرادة الشعب المصرى فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وأحبطت المخططات التى تهدف إلى هدم وتقسيم مصر، وأن الجيش سيظل من الشعب وإلى الشعب وسيسجل التاريخ دوره فى الحفاظ على الوطن، مشدداً على أنه لم يسع يومًا إلى منصب سياسى وإنما تعلم أن حياته فداء للوطن داخل المؤسسة العسكرية التى تربى فيها.
من جانبه اعتبر الخبير جمال سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة السويس أن الرئيس السيسى امامه ملفات ساخنة وفى صدارتها تحقيق الامن فى الشارع المصرى والنهوض بالاوضاع الاقتصادية مؤكدا أن مصر لديها الامكانيات والمقومات والموارد الطبيعية والبشرية لتحقيق البرنامج الذى أعلنه، ولذلك نتمنى ترجمة هذه الاهداف لمشروع تنموى كبير يسهم فى تحقيق النهضة المنشودة، كما أن حديثه عن عدم السماح بوجود قيادة موازية للدولة هو امر واضح ورسالة جلية بأنه لن يتم السماح بوجود الاخوان أو مكتب الارشاد أو ما ينازع الدولة ،فتعدد الولاءات خلق ازدواجية وعرضت البلاد لمخاطر جسيمة، لذلك آن الاوان للانطلاق واستغلال الامكانيات.
من جهته شدد السفير هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، أن الرئيس السيسى أمامه تحدّيات كبيرة ابرزها الوضع الامنى فى الداخل و على الحدود الغربية مع ليبيا، مضيفا أن أولى الخطوات التى سيقوم بها هى إعداد خطة مصرية لتصحيح الأوضاع فى ليبيا، و دعم جهود إعادة بناء الدولة هناك، هذا بالاضافة الى التنسيق المصرى عربيا واقليميا للعبور من المرحلة الراهنة الى غد افضل ينشده المصريون.
من جانبه اعتبر الخبير الاستراتيجى حامد محمود أن مصر تسير الآن على الطريق الصحيح لتنفيذ استحقاقات خارطة الطريق، وبالاضافة الى ملفات الداخل والتعامل مع العنف ومن يعرقلون مسيرة المستقبل، قد حدد السيسى فى برنامجه التعامل مع دول العالم والدول الافريقية وكذلك الدول العربية خاصة تلك التى ساندت مصر ودعمت ارادة الشعب المصرى واسقطت النظام الارهابى، وهو ما بدأت امريكا ودول الاتحاد الاوروبى استيعابه والتعامل معه
وتوقع أن تسير الإدارة الأمريكية فى تعاملها مع مصر خلال الفترة المقبلة وفق مسارين: الأول هو التعامل مع الحكومة الجديدة فى مصر، والتعامل أيضاً مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكن بقدر أقل من السابق، مؤكداً أن العلاقات المصرية- الأمريكية ستتطور فى الفترة المقبلة للأفضل، وإن كانت ستظل مرتبطة ببعض العوامل مثل المسار الديمقراطى وموضوعات حقوق الإنسان.
كما توقع استمرار المعونة الأمريكية لمصر، موضحا أن هناك إمكانية لتحرر مصر من تلك المعونة بعدة أساليب، على رأسها طلب تحويل المعونة الاقتصادية إلى الشق العسكرى، أو طلب الاستغناء عنها نهائيا فى ظل خطط تنموية مصرية للنهوض بالمعدلات الاقتصادية
كما انه من الضرورى تعميق العلاقات مع روسيا موضحا ما اكد عليه السيسى بأن تلك العلاقات لا تشكل بديلا عن العلاقات مع دول اخرى.
وعلى الصعيد الافريقى أكد أن هناك ضرورة لأن يضع الرئيس السيسى رؤية واضحة حول المصالح المصرية والدور المطلوب تجاه إفريقيا وخاصة مع دول حوض النيل والتعامل مع أزمة سد النهضة، وتجنب إطاء الماضى فى التعامل مع دول القارة السمراء.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)

 
		 
		 
		 
		