النهار
الأربعاء 31 ديسمبر 2025 06:26 مـ 11 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الإفتاء والثقافة تنظمان ندوة توعوية بقصر ثقافة العياط حول دور الأسرة المصرية في تعزيز الأمن المجتمعي فى جيبه متعلقاته الشخصية .. الجهات الأمنية تكشف غموض العثور على جثمان أسفل برج سكنى بالقوصية فى أسيوط النائب محمد مظلوم: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعكس رؤية حكومية استراتيجية بنك مصر والنيابة العامة يوقعان بروتوكول تعاون لميكنة التعامل على حسابات القُصّر تيسيرًا على المواطنين دفن الموتى ونصائح الأب لأبنه وتعاون مع ياسمين عبد العزيز .. أبرز مفاجآت حلقة أحمد السقا ببرنامج واحد من الناس ” منزلتش لشخص محدد ..أنا عامل ليهم كلهم” محمد إمام يوضح حقيقة تصريحاته حول جدل الأعلى أجرًا لـ 35 عاماً.. وزير الزراعة يقرر رفع سن المتقدمين لمسابقة التعاقد مع الأطباء البيطريين الجدد ضبط عامل أطلق أعيرة نارية ابتهاجًا بنتيجة انتخابات مجلس النواب بقنا فرحات: الامتناع عن تغطية مناسبات التيك توكرز خطوة واعية من الشركة المتحدة مجاهد نصار: نجاح الدبلوماسية المصرية كان خط الدفاع الأول عن الأمن القومي في مواجهة التهجير والاحتلال زيادة الأطقم الطبية وتوفير الأدوية.. خطة الصحة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية 2 يناير.. 100 سنة غنا يجمع صوت الحجار وأعمال سيد مكاوى علي المسرح الكبير بدار الأوبرا

مقالات

فن الغضب

نرمين يسر
نرمين يسر

تصرخ بأعلى صوت يمكنه الانطلاق من أحبالك الصوتية، تنفر عروقك وقد يتخلى أحدها عن رقبتك في انفجار مكتوم، تعود للصراخ، تبدأ قطرات العرق تغرق جسدك، تواصل الصراخ، تدق رأسك خبطات متتالية نتيجة لارتفاع الدم، أنت مستمر في حبس أنفاسك، يغطي ارتفاع صوتك على عمل أذنك فلا تسمع شيئا، تتوعد فتخرج كلماتك من دون تفكير مسبق، ترشقه مباشرة في صدر متلقيها، لا تكترث لأنك دائما على حق، لأنك تتعالى أن تضع نفسك في مكان من تصرخ في وجهه، ولأنك غير مستعد للتوقف عن غضبك دقائق لتصغي، ولأنك ترتكب الخطيئة التي كان بإمكانك تحاشيها، وكأنك تردد ما قاله شيطان الغضب عن نفسه، كما ذكرها دانتي أليجيري الشاعر الإيطالي صاحب الملحمة الأشهر في التاريخ (الكوميديا الإلهية):
أنا الغضب.. لم يكن لي أب أو أم.. قفزت من فم سبع عندما كان عمري لا يكاد يتجاوز ساعة واحدة..
ومنذ ذلك الوقت وأنا أجري حول العالم بزوج السيوف هذه وأطعن نفسي عندما لا أجد من أقتله.. لقد ولدت في الجحيم.. ولا أزال أراقبه.. لأن أحدكم سيكون أبي..
فخطيئة الغضب عرفها دانتي، حب الشخص الطبيعي للعدالة الذي يتحول إلى عاطفة آثمة حاقدة وساعية للانتقام الأعمى، وهو ملاك ضال قائد أحد ألوية شياطين إبليس.. وأن الغضب مرتبط باللون الأحمر. 
وقد أثبتت الأبحاث في مجال الطب النفسي أن هناك خرافة شهيرة من الخرافات النفسية، تفيد بأن الإنسان لا يستطيع التحكم في غضبه، أو يقطع ثورته ليلتفت لأمر آخر يحدث من حوله، بالطبع يستطيع التحكم وكتم مشاعره حتى يتغير مزاجه الثائر، وهذا طبقا لأبحاث أساتذة علم النفس سكوت ليلينفيلد، وستيفن جاي لين، وجون روشيو، وباري بايرستاين في كتابهم «أشهر 50 خرافة في علم النفس».
الغضب شعور فطري طبيعي يصيبنا جميعا ولا نستطيع أن نمنعه، لأن منعه يقلل من شعورك بالتنفيس عما بداخلك نتيجة موقف ما أثار حفيظتك أو أغاظك كما نقولها بالعامية، وقد اتفق الخبراء النفسيون في مختلف أنحاء العالم أن الأساس ليس منع الشعور بالغضب، وإنما في كيفية التعبير عنه، فنحن نتفق أنه لا أحد منا يريد أن يعبر عن غضبه بطريقة تؤذي من حوله، سواء الذين نعرفهم أم الغرباء، فقط تعرف على الأسباب الحقيقية وراء الشيء الذي أثار غضبك قبل أن تبدأ ثورتك، أو طريقة التعبير الخاطئة عن مشاعرك الداخلية حتى تتم معالجتها وتنتهي المشكلة، وأن نتفق أيضا أن تلك الطريقة الخاطئة في التعبير لن تزيل ما حدث من أضرار، وإنما ستتسبب في المزيد منها لك وللآخرين، ولو على سبيل الأضرار النفسية نتيجة الشعور بالإهانة.
 لذا آن الأوان أن تقف وقفة مع نفسك وتعرف أن طرق التعبير الصحيحة عن الغضب هي فن وعلم قبل أن تكون أسلوبا شخصيا، فمهما كانت حالتك متأخرة، أو مهما كانت المرحلة العمرية التي تنتمي إليها فلم يفت الأوان بعد، فالمعرفة لا حدود لها وخاصة إن كانت تمس حياتك الشخصية وتساعدك في بلوغ أهدافك في التمتع بالعيش بسلام.