النهار
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 11:21 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
غدًا الخميس .. ثقافة جنوب سيناء تختتم برنامج احتفالات ذكري النصر علي المسرح الصيفى بالطور من تأمين المصنع إلى الإتجار بالمخدرات.. 10 سنوات خلف القضبان لاتجاره في السموم والسلاح بشبرا 7 سنوات مشدد لعاطل وصاحب حانوت بالقليوبية لإتجارهم في الهيروين والحشيش المخدرات والسلاح يورطان سائق توك توك.. السجن المشدد 6 سنوات بشبرا الخيمة 4 عمال ماتوا خلال عملهم.. ننشر صور انهيار أسر ضحايا الصعق الكهربائي في قنا من أمام المشرحة ماتوا بسبب يافطة 10 متر.. نكشف تفاصيل مصرع 4 عمال صعقًا بالكهرباء خلال عملهم في قنا فريق طبي بمستشفى الازهر بأسيوط ينجح في استئصال كيس مساريقي بالمنظار ننشر أسماء ضحايا إنقلاب سيارة داخل ترعة بطريق بنها – طوخ عمره عامين ونصف.. مصرع صغير دهسًا أسفل عجلات سيارة ميكروباص في قنا ضبط 878 عبوة من الأدوية مجهولة المصدر داخل عيادة نساء وتوليد شهيرة بميت غمر سفيرة المكسيك فى مصر خلال الحفل الموسيقى ” قلب من المكسيك”: اليوم، ستكون الموسيقى هى اللغة المشتركة بين المكسيك و مصر بدء تطبيق قانون المسئولية الطبية رسميًا بـ3 قرارات حكومية جديدة

مقالات

فن الغضب

نرمين يسر
نرمين يسر

تصرخ بأعلى صوت يمكنه الانطلاق من أحبالك الصوتية، تنفر عروقك وقد يتخلى أحدها عن رقبتك في انفجار مكتوم، تعود للصراخ، تبدأ قطرات العرق تغرق جسدك، تواصل الصراخ، تدق رأسك خبطات متتالية نتيجة لارتفاع الدم، أنت مستمر في حبس أنفاسك، يغطي ارتفاع صوتك على عمل أذنك فلا تسمع شيئا، تتوعد فتخرج كلماتك من دون تفكير مسبق، ترشقه مباشرة في صدر متلقيها، لا تكترث لأنك دائما على حق، لأنك تتعالى أن تضع نفسك في مكان من تصرخ في وجهه، ولأنك غير مستعد للتوقف عن غضبك دقائق لتصغي، ولأنك ترتكب الخطيئة التي كان بإمكانك تحاشيها، وكأنك تردد ما قاله شيطان الغضب عن نفسه، كما ذكرها دانتي أليجيري الشاعر الإيطالي صاحب الملحمة الأشهر في التاريخ (الكوميديا الإلهية):
أنا الغضب.. لم يكن لي أب أو أم.. قفزت من فم سبع عندما كان عمري لا يكاد يتجاوز ساعة واحدة..
ومنذ ذلك الوقت وأنا أجري حول العالم بزوج السيوف هذه وأطعن نفسي عندما لا أجد من أقتله.. لقد ولدت في الجحيم.. ولا أزال أراقبه.. لأن أحدكم سيكون أبي..
فخطيئة الغضب عرفها دانتي، حب الشخص الطبيعي للعدالة الذي يتحول إلى عاطفة آثمة حاقدة وساعية للانتقام الأعمى، وهو ملاك ضال قائد أحد ألوية شياطين إبليس.. وأن الغضب مرتبط باللون الأحمر. 
وقد أثبتت الأبحاث في مجال الطب النفسي أن هناك خرافة شهيرة من الخرافات النفسية، تفيد بأن الإنسان لا يستطيع التحكم في غضبه، أو يقطع ثورته ليلتفت لأمر آخر يحدث من حوله، بالطبع يستطيع التحكم وكتم مشاعره حتى يتغير مزاجه الثائر، وهذا طبقا لأبحاث أساتذة علم النفس سكوت ليلينفيلد، وستيفن جاي لين، وجون روشيو، وباري بايرستاين في كتابهم «أشهر 50 خرافة في علم النفس».
الغضب شعور فطري طبيعي يصيبنا جميعا ولا نستطيع أن نمنعه، لأن منعه يقلل من شعورك بالتنفيس عما بداخلك نتيجة موقف ما أثار حفيظتك أو أغاظك كما نقولها بالعامية، وقد اتفق الخبراء النفسيون في مختلف أنحاء العالم أن الأساس ليس منع الشعور بالغضب، وإنما في كيفية التعبير عنه، فنحن نتفق أنه لا أحد منا يريد أن يعبر عن غضبه بطريقة تؤذي من حوله، سواء الذين نعرفهم أم الغرباء، فقط تعرف على الأسباب الحقيقية وراء الشيء الذي أثار غضبك قبل أن تبدأ ثورتك، أو طريقة التعبير الخاطئة عن مشاعرك الداخلية حتى تتم معالجتها وتنتهي المشكلة، وأن نتفق أيضا أن تلك الطريقة الخاطئة في التعبير لن تزيل ما حدث من أضرار، وإنما ستتسبب في المزيد منها لك وللآخرين، ولو على سبيل الأضرار النفسية نتيجة الشعور بالإهانة.
 لذا آن الأوان أن تقف وقفة مع نفسك وتعرف أن طرق التعبير الصحيحة عن الغضب هي فن وعلم قبل أن تكون أسلوبا شخصيا، فمهما كانت حالتك متأخرة، أو مهما كانت المرحلة العمرية التي تنتمي إليها فلم يفت الأوان بعد، فالمعرفة لا حدود لها وخاصة إن كانت تمس حياتك الشخصية وتساعدك في بلوغ أهدافك في التمتع بالعيش بسلام.