قطر تحت الحصار الخليجى فى قمة الرياض

بعد اجتماع مغلق ورحلات مكوكية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح «رئيس القمة العربية» ما بين الرياض وأبو ظبى والدوحة لمحاولة فض الخلافات الخليجية مع قطر حتى لا تسقط دول مجلس التعاون الخليجى فى مستنقع الانقسامات والاتهامات خاصة بعد سحب السفراء من الدوحة فى سابقة تعد الاولى من نوعها فى تاريخ العلاقات الخليجية الخليجية، وأفادت تسريبات بأن خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لقن أمير قطر تميم بن حمد درسا قاسيا فى الالتزام وعدم المناورة، لأن ذلك سيصب فى النهاية ضد تواجد قطر على الخريطة الخليجية والعربية، لأنها تلعب بالنار ضد السعودية والامارات ومصر.
وكان نتاج هذه القمة التى فرضت عليها سرية كاملة بعيدا عن الاعلام، الا أن هناك تسريبات تؤكد أن قطر لن تلتزم باتفاق الرياض ومهلة الشهر، وهو ما قد يستدعى فرض كثير من القيود والعقوبات الخليجية على قطر، خاصة أن السعودية يمكن أن تحاصرها برا وبحرا وجوا، لأنها المنفذ الوحيد هى والبحرين عليها.
ولكن المدهش أن بعض الحكام القطريين ينتظرون الانتخابات الرئاسية ومجيء السيسى ثم يتقدمون بحزمة من التنازلات للسعودية ولمصر ويعودون مرة أخرى الى الحضن العربى بدلا من الارتماء فى أيدى الامريكان والايرانيين والاسرائيليين، لأن حكام قطر يخشون الرفض من قبل الشعوب المصرية والسعودية والاماراتية.
ورغم تغريدة ضاحى خلفان رئيس شرطة دبى الخطيرة المطالبة بضم قطر للامارات، فإنها قد تكون جزءا من الحل اذا ظلت قطر تسبح ضد التيار الخليجى والمصرى وشطحت معتقدة أنها تستطيع أن تحدث توازنا فى الخارج لضرب التكتل العربى ضدها خاصة مصر والسعودية.
والتساؤل ماذا لو قدمت قطر هؤلاء الارهابيين الذين تأويهم للسلطة المصرية، والصادر، ضدهم أحكام جنائية، وكذلك اوقفت دعمها المادى واللوجيستى للجيش المصرى الحر فى ليبيا كما يقال بالتعاون مع المخابرات التركية والامريكية، وأوقفت كل أشكال الدعم اللوجيستى والمالى للحوثيين فى اليمن وتصدير الجهاديين للإمارات والكويت والبحرين وقدمت تنازلات من خلال قناة الجزيرة بالأفعال وليس الاقوال.
واعتقد انه فى هذه الحالة سينظر اليها وإلى الشعب القطرى الحبيب الذى لا ناقة له ولا جمل بالنسبة لطموحات الحكام الذين يقيسون كل المواقف والاحداث من خلال الرؤية المادية وليس رؤية مصلحة المواطن العربى من المحيط الى الخليج.
فدعونا نعترف بأن هذه الدويلة الصغيرة تركناها تتحالف مع الشياطين فى كل مكان، مستخدمة قناة الجزيرة فى تحقيق اهدافها التوسعية على الورق فقط دون حساب او عقاب عربى حقيقى يعيد العقل الى حكامها الذين تورطوا فى تحالفاتهم مع الشياطين لإحراج السعودية ومصر بصفة خاصة.
فمصر دولة عميقة بحضارتها وثقافتها وتاريخها، أما السعودية فدولة عميقة بأماكنها المقدسة وشعرائها وادبائها، ولكن قطر ليس لها اى تاريخ او ثقافة، وتحاول أن تشترى التاريخ والحضارة بالأموال.
وعلى صعيد الجامعة العربية ازاء خطوات تنقية الاجواء العربية أعرب د. نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن ارتياحه لما تحقق من خطوات إيجابية فى اجتماع الرياض الأخير لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، نحو تنقية الأجواء واستعادة التضامن العربي.
وأشاد الأمين العام بعد محادثة هاتفية أجراها مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح، بالجهود التى تبذلها دولة الكويت التى تتولى رئاسة القمة العربية الحالية، وذلك لتعزيز وحدة الموقف العربى وتنقية الأجواء العربية.
وتناول الأمين العام مع وزير خارجية دولة الكويت، الجهود التى تقوم بها الكويت لتعزيز وحدة الموقف العربى ومتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة.