الخميس 25 أبريل 2024 12:51 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

سعد الدين ابراهيم: هذه حكايتي مع الشيخة موزة

لم يبد الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، ندمه على قيامه بدور الوسيط بين الإخوان والإدارة الأمريكية، مؤكدا أنه لا يندم على شيء فعله فى ضوء النهار.

وأشار إبراهيم فى حوار مع جريدة  «النهار» إلى أن كان ينتمى للإخوان فى صباه ولكنه تركهم بعدما عرف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتأثر به، لافتا إلى أنه طرح مبادرته الأخيرة للصلح بين مصر وقطر، بعد لقائه مع الشيخة موزة والدة أمير قطر الحالى الشيخ تميم بن حمد، موضحا أنها أبدت انزعاجها مما وصلت له علاقة البلدين وحالة الاستعداء الحالية، فإلى نص الحوار:

٪      

- الملاحظة الأولى لى على المشهد السياسى فى مصر الآن، أنه مشهد شديد السيولة،  منذ ثورة 25 يناير، وهو يتغير إن لم يكن  كل شهر، فكل أسبوع وكل يوم، وهذا علامة حيوية جاءت بعد جمود 30 سنة من المشهد السياسي، وقراءة  ذلك حاليا تشير إلى ثلاثة أشياء، أولا أن المصريين  كسروا  جدار الخوف، ثانيا أن أغلبية المصريين  قد  تسيست، بمعنى  أنهم  بدأوا  يتحدثون فى السياسة، ثالثا أن المصريين  أصبحوا  أكثر تهيؤا للمشاركة  فى  العمل العام، بعد أن كانت  هذه الأمور مقصورة على  نخبة بنسبة لا  تتجاوز 5%  من السكان، أما اليوم  أصبح  تقريبا ً 95%  من السكان  بدأ يهتم  بالسياسة وسوف تلاحظ ذلك فى الشارع وفى وسائل المواصلات.

أما الملاحظة الثانية، هى أن أغلبية المصريين  هذه الأيام،  يضعون ثقتهم  فى  المؤسسة العسكرية، وفى داخل هذه المؤسسة، يبدو أنه تكثفت هذه  الثقة فى  شخص المشير عبد  الفتاح السيسي، ويبدو أن الثقة التى يتمتع  بها الرجل  بين المصريين، هى  نتيجة  إحساس هؤلاء المواطنين بأنه  أنقذهم  من  كابوس يسمى  «الإخوان  المسلمين»، وتضع  هذه الثقة وهذه الشعبية على  كاهل «السيسي» حملاً ثقيلاً، لأن  كل هذه الجماهير التى تهتف باسمه وتتمنى أن  يكون رئيساً لها، سوف تحاسبه حسابا عسيراً إذا لم يحقق مطالبها.. هذا هو المشهد بشكل كلى، وأنا سعيد أن شخصاً مثل حمدين صباحي، أعلن عن ترشحه ولن  يتنازل أو  ينسحب كما تنازل آخرون،  لأنه مطلوب أن يكون هناك اختيار حتى يشعر المواطنون أن هناك  ديمقراطية  حقيقية وأن هناك  بدائل.

- بالنسبة للمنسحبين من السباق الرئاسي، كنت  أتمنى ألا ينسحبوا  من  العملية  الانتخابية، ولابد أن أعبر عن  خيبة أملى فى الدكتور محمد البرادعي، لأن  المواطنين وضعوا  ثقتهم به فى  وقت من الأوقات، وهو قد قام بدور مهم فى مرحلة مبكرة قبيل الثورة وخلال الثورة، ولكن للأسف الشديد يبدو أنه تعود أن يأتى له كل شيء على طبق من  ذهب، فهو لا يريد أن ينزل إلى  الشارع  أو  «يوسخ هدومه» إن  جاز التعبير، ولهذا كل تقديرى لحمدين صباحى،  وأنا انتخبت  حمدين  فى  الانتخابات  الرئاسية  السابقة  فى الجولة الأولى وهو يحظى  باحترامى وحبى  وهو من جيلي.

وبالنسبة لمن سأدعمه، فأنا سوف انتظر لأقارن بين البرامج  الانتخابية  للمرشحين  حتى أقرر من الشخص الذى سوف انتخبه.

 

 

- المرشح الأقرب جيلياً لى هو  حمدين صباحي، ولكنى لن أحدد موقفى بناء على ذلك، وإنما فى ضوء البرامج الانتخابية للمرشحين التى سأقرأها أولا.. ولا توجد لدى أى مشكلة فى اختيار مرشح ذى خلفية عسكرية أو خلفية مدنية، فجميعهم مصريون.

 

 

- فى البداية أود أن أشير إلى أن قطر لم  تنف  الزيارة، ولكنها نفت أن الشيخة موزة هى من  طلبت الوساطة  للمصالحة بين  مصر وقطر وهذا  حقها،  والنفى  لم  يصدر منها  بشكل شخصي، ولكنه  خرج من مدير مكتبها.. فليخرج ويقول لنا فى أى شيء تحدثنا لمدة ساعتين.. هو لم يقل أنا اجتمعت بها لمدة ساعتين فى إيه.. تحدثنا عن الرقص على الثلج مثلا أم تحدثنا عن مشكلة السيل فى أيسلندا ؟!!.. لا أريد التعليق لأن المشكلة أكبر، فأنا أسعى بمبادرتى لإصلاح ذات البين وإنهاء الخلاف بين بلدين شقيقين.

 

 

- الشيخة «موزة» كانت منزعجة من  تدهور العلاقات بين الشعبين المصرى والقطري، وهى لا يهمها الخلافات  بين الحكومتين، ولكن ما يهمها الشعوب، وكانت تشكو من أن هناك حملة استعداء للرأى العام والشعب المصرى للشعب القطرى.

- أما عندما تطرقنا للحديث عن قناة الجزيرة، فكان ردها بأن هناك فى مصر 28 قناة ترد على قناة الجزيرة.

 

 

- أولا أنا  لا استخدم كلمة خيانة إطلاقا مع المصريين.. وأنا بالفعل كنت أنتمى لجماعة الإخوان المسلمين فى صباي، ولكنى تركتهم بعد أن عرفت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتأثرت به، وليس كما نسب لى على بعض المواقع بأنى تركتهم بعد أن اكتشفت خيانتهم، لأن لفظ الخيانة كما ذكرت لا استخدمه إطلاقا مع المصريين.. قد يقوله غيرى ولكن أنا لا.

 

 

- لم أقم بالتنسيق.. أنا قمت بإيصال الإخوان بالإدارة الأمريكية بناء على طلب منهم.. ونفس الأمر بالنسبة للسلفيين، وأى شخص يطلب منى ذلك سأحاول أن أساعده فى ذلك، أما من يتهمنى بالتنسيق بين جهات مخربة، فليقل لى ماذا فعل هو فى الحياة العامة.

 

 

- لا.. لا أندم على أى عمل قمت به  فى  ضوء النهار، طالما فيه شفافية ويخضع للتقييم حتى لو كان تقييم شباب قليل الخبرة.

 

 

- لا.. لم تطلب منى أى أطراف أخرى مساعدتى لإيصالها بالإدارة الأمريكية حتى الآن.

 

 

- دائما الاتهامات فيها أموال.. هذه أحلام  الفقراء، والمركز لم يتلق مليماً واحداً من قطر أو أمريكا،  وأتحدى من يثير مثل هذه الأقاويل أن يظهر دليله على ما يدعي، و»أنا مش ضد التمويل، وياريت  كان حد عرض على  أموالاً».

 

 

- طلبت ذلك  لأننا نريد لمصر أن تمضى قدماً نحو المستقبل ولا تضيع وقتاً  ومجهوداً وطاقة فى  تسوية حسابات من الماضي، وأن  يكون لنا فى رسول الله  أسوة حسنة، فبرغم كل الإساءات  التى اقترفتها «قريش» ضده، فإنه حينما دخل منتصراً غازيا  فى  «مكة» قال لهم «أذهبوا  فأنتم الطلقاء»، ونفس الشيء حدث بعد 14 قرناً من «نيلسون مانديلا» الذى تعرض للسجن 27 عاما من النظام الأبيض،  وعندما عاد منتصراً وتولى الحكم فى جنوب أفريقيا عفا عن  كل من أساء إليه.. لذا أقول نحن فى مصر لدينا  أجندة ضخمة وآمال كثيرة  وضعها  الشعب المصرى منذ الثورة، فلابد أن  نركز وننصرف إلى المهام المتمثلة فى الأربع الشعارات الأربعة التى رفعتها الثورة.

 

 

- مركز ابن  خلدون هو أول مركز فى  مصر كان  يراقب الانتخابات، وهو  منذ نشأته  فى عام  1988، وهو يراقب أى انتخابات  فى  مصر سواء كانت  انتخابات رئاسية  أو نيابية، ويفعل ذلك أيضا مع عدد من البلدان العربية وبلدان العالم الثالث، وبهذا  كسرنا، احد المحرمات منذ عشرين عاما.

ونحن نراقب الانتخابات سواء حصلنا على إذن من الحكومة المصرية أو لم نحصل، وهذا الأمر يجلب لنا الكثير من  المتاعب وتدفع السلطات  أحيانا للمداهمات والمحاكمات، ووضعنا  فى السجون، وهذا الأمر حدث معنا  ثلاث مرات، ومع هذا فإنه لا يثنينا عن  مهمتنا.

 

 

- بالفعل عرفنا هذا الأمر ولكن الفريق شفيق قرر أن  يهنئ  المنافس ولم نر داعياً للإعلان الواسع عن ذلك، حتى تتفرغ  مصر للمرحلة القادمة، ولكن أعلننا هذا الكلام من خلال تقرير المركز، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن،  فكان أداء الدكتور محمد مرسى، الذى كان زميلا لى فى السجن، أقل من المتواضع، وكانت إحدى مشكلاته أنه كان  يسمع ويطيع  أوامر مكتب الإرشاد.

 

 

- لست متأكدا إن  كان  لعب أى  دور مباشر فى  30  يونيو، ولكن أعلم من محادثاتنا أنه كان  يبارك  ما حدث فى  30 يونيو،  وكان ومازال يؤيد المشير عبد الفتاح السيسي.

 

 

- أنا لا أرى أن دولة مبارك تعود، فدولة مبارك لن تعود حتى وإن عاد مبارك نفسه للحكم، أما بالنسبة للممارسات الخاطئة التى يرتكبها بعض أفراد النظام، فيجب أن تتم محاسبتهم على الأخطاء التى يقترفونها.

 

 

- أطالب الشباب بأن يشارك وينزل للإدلاء بصوته فى الانتخابات ، وأن يكف عن «الدلع الثورى» وأن يكف عن العزوف وتركه الساحة السياسية إذا لم يتحقق ما يريده، لأنه سيأتى فيما بعد ويندم على ذلك الأمر.