الجمعة 29 مارس 2024 05:03 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

وزير حارجية السودان: لم نقاطع مصر

             

شدد وزير الخارجية السودانى «على كرتي» على عمق العلاقات بين السودان ومصر معتبرا أن التغيرات التى تمر بها مصر هى شأن داخلى وأن السودان يحترم الإرادة المصرية واستمرار العلاقات الإخوية بين البلدين.

وأكد  الوزير «كرتي» فى حواره لـ«النهار» التى التقته بالكويت على هامش أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة مؤخرا بالكويت ، حرص بلاده على مواصلة الجهود لتقريب وجهات النظر المصرية الأثيوبية فيما يخص أزمة «سد النهضة».

واستعرض وزير الخارجية السودانى المشاورات المصرية السودانية والجهود المبذولة بشأن ملف مياه النيل ....وإلى سياق الحوار:

                 

 بداية نود إلقاء الضوء على العلاقات المصرية - السودانية ولماذا ينتابها الغموض حاليا خاصة بعد ثورة 30 يونيو؟

- ليس هناك أى غموض وما يجرى فى مصر كان فى الحقيقة محل حوار جدى لدينا فى السودان وأثيرت التساؤلات  حول ما إذا كان ما يجرى فى مصر ويعنى ببلادنا يستدعى تدخل السودان فى هذه الأمور ؟ وكانت الإجابة جلية وواضحة وفقا للشورى وقرار الحكومة بأن هذا أمر مصرى ويهم المصريون ولا علاقة للسودان به ، فإذا تحرك المصريون وغيروا نظام حكمهم بالطريقة التى يريدونها فهذا أمر يهمهم ، ولا يهم السودان إلا الحكومة المصرية والوضع القائم فلنا علاقات مع مصر ممتدة ولم تنفصم عن هذه العلاقات ولم يتدخل السودان أبدا فى الشأن المصرى .

وقد رأينا أن دولا كثيرة كان لها رأى حول ما جرى فى مصر وتفسيرات لهذه التحولات ، ونحن فى السودان لم نمل إلى أى اتجاه آخر وقلنا أن ما شهدته البلاد هو أمر مصرى يخص المصريون ولهم وحدهم الحق فى تقرير مصيرهم وتقدير مستقبلهم ، وبالتالى إذا أراد السودان التدخل فى هذا الأمر فإنه يكون قد تجنى على الشعب المصرى وإرادته .

ونود الإشارة هنا إلى أن مصر أيضا لم تتدخل فى الشأن السودانى ، فحينما حدثت تغييرات فى السودان إن كانت بصورة شعبية أو عسكرية فهذا كله كان أمرا يخص السودان ومصر قد اختارت أن يكون الشأن السودانى خاص بالسودانيين منذ أن نال السودان  استقلاله وبالتالى ليس لنا الحق فى ان نقول أن ما يجرى فى مصر يعجبنا أو لا يعجبنا فهذا أمر يرجع لشعب مصر سواء كانوا يريدون التغيير أو البقاء على ما كانوا عليه والسودان لا ينبغى أن يطالب بأكثر من هذا .

 لكن بماذا تفسر عدم زيارة مسؤولين سودانيين للقاهرة خلال الأشهر الأخيرة؟

 - ومن زار القاهرة فى الثلاثة شهور الأخيرة من المسؤولين فى دول العالم ؟، إلا من حاولوا التدخل من أجل الوساطة ، ونحن كسودانيين لم نقدم أنفسنا حتى لهذه الوساطة لأنه لو كانت هنالك وساطة ، فإننى أعتقد أن  الشعب المصرى يعرف بعضه جيدا ولا حاجة لوساطة خارجية بين أطيافه ، وهذا هو رأينا دائما منذ أن جاء الأمريكايون والاوروبيون ، ورأينا فى السودان أن الشأن المصرى لايحتاج لأى تدخل خارجى والمصريون أعقل من ان يتحدث معهم آخر ....ولذلك موقفنا يجب ان يحسب لنا لا علينا !!!.

 وهل شكلت القمة العربية الأفريقية الثالثة فى الكويت للقاءات مصرية سودانية وتشاور حول القضايا ذات الإهتام المشترك خاصة سد الهضة الأثيوبى وتداعياته ...والتنسيق المشترك فى هذا الصدد؟

- بالفعل قد التقيت وزير الخارجية نبيل فهمى وقد كانت له زيارة من قبل للسودان فى مستهل جولاته بعد ان جاء لمنصب وزير الخارجية كما كانت لنا مباحثات أخرى فى نيويورك ، وما كان يهم الوزير خلال مباحثاتنا هو استمرار العلاقات القوية بين مصر والسودان واستمرار المصالح المشتركة ، كما تباحثنا حول قضايا فتح المعابر وما يتعلق بمياه النيل والحريات الأربع ، وعبرنا عن رؤيتنا بأن مصر تمر بظروف غير عادية ولذلك لم نطلب تنفيذ ما يتعلق بالحريات الأربع فى هذا الظرف فهناك مسائل أمنية وأمور كثيرة تحتاج إلى صبر ولذلك صبرنا إزاء ما كنا فى حاجة إليه ، اما وزير الخارجية المصرى فقد تباحث معنا فى قضايا التعاون المشترك ولو كان هناك أى شك فى أن السودان لا يتعاون لتوقفت بيننا حتى اجتماعات وزراء الرى إلا أن ذلك غير حقيقى وقد اجتمع وزراء الرى من البلدين فى الخرطوم خلال الشهر الجارى وتحركنا إلى الأمام ، خاصة وأن هناك فجوة كبيرة للغاية بين أثيوبيا ومصر ، ولاشك أن السودان قد لعب دورا كبيرا للغاية فى هذا الصدد وبشهادة الوزير نبيل فهمى الذى قال ان السودان يحاول الربط بين الموقفين ، ونحن نؤكد أنه حتى الىآن سيكون موقف دولة السودان هو محاولة التقريب بين وجهتى النظر المصرية الاثيوبية لأننا جميعا مصلحتنا واحدة فى ضرورة أن تتحد رؤانا وأن نقترب  من المشروعات الكبرى بعيدا عن الخلافات الكبيرة .

 وما صحة ما تردد عن أن دولة الكويت حاولت من خلال رئاستها للقمة العربية الأفريقية لعب دور وسيط بشأن  أزمة سد النهضة أو اتفاقية عنتيبي؟

- لم يطرح هذا الأمر خلال اى لقاء وأنا لا أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج لأى طرف خارجى ، فإن ما يجرى فى منطقة مياه النيل ليس بالضرورة أن يتدخل فيه أى طرف آخر مع كل تقديرنا للاشقاء فى النطقة العربية والإسلامية ، فهناك ايضا محاولات للتدخل من قبل دول أخرى خارجية ولهذا كانت رؤيتنا واضحة منذ البداية وهو أنه بمزيد من الصبر والحوار يمكننا حل هذه الاشكالات ، فقبل ثورة 25 يناير لم تكن لدى مصر أى رغبة فى الحوار مع اثيوبيا ، إلا أننا حاولنا كثيرا أن نجمع الطرفين ونقرب وجهات النظر وكانت السلطات المصرية لا تريد ذلك ، لكن بعد ثورة 25 يناير حدث انفتاح بصورة أكبر واستمر هذا الأمر ألى الآن ، وحتى الاجتماع الأخير بين الرئيس المصرى عدلى منصور ورئيس وزراء أثيوبيا شهد تحركا كبيرا فى هذا الشأن ، ولذلك نحن بحاجة إلى صبر وإلى استدامة الاتصال لأن اليأس لن يوصلنا الى نتائج .

 وهل تحتاج اتفاقية عنتيبى الى صبر ؟

- لا بالطبع هذا موقفف مختلف إلا أن ما يهمنا الآن هو موضوع سد النهضة فعنتيبى يأتى منها فقط 14 %من وارد النيل وتأخذ منه جنوب السودان و السودان ومصر ...ماذا يساوى هذا ؟....«فعنتيبي» لا يأتى منها شيء يستحق أن يبذل لأجله جهد ، وما يهمنا الأن هو نسبة ال86 %  من مياه النيل التى تأتى من أثيوبيا  فهذا هو ما يحتاج إلى جهد حقيقى .

 وكيف ترى نتائج القمة العربية الأفريقية كمحفل ضخم احتضنته الكويت ؟

- هذا المحفل شكل إطارا فقط وأن ما فيه هو التأكيد على رغبة الدول العربية فى تحقيق شراكة اقتصادية مع أفريقيا وهذه مظلة جاءت فى إطارها مبادرة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح بتخصيص مليار دولار كقروض ميسرة للدول الأفريقية ومليار أخرى بشراكة مع البنك الدولى للاستثمار والتنمية فى أفريقيا ..وهذا يفرحنا كمصر والسودان باعتبارنا عرب وأفارقة.

 وماذا عن العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان ؟

- علاقاتنا سالكة بصورة جيدة مع جنوب السودان وهناك تواصل دائم بين الرئيسين ونعتقد أن العلاقات بين الجانبين تسير بشكل ممتاز ونحتاج لمزيد من الوقت لحل كافة القضايا العالقة.

أمريكا تلعب بورقة «طهران النووية» للضغط على دول الخليج

تباينت  ردود الفعل الإيرانية والدولية على الاتفاق الذى وقعته طهران خلال اليومين الماضيين  مع الدول الست الكبرى بشأن البرنامج النووى الإيرانى ،  والذى تقبل بموجبه الجمهورية الإسلامية بالحد من برنامجها النووى مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، الأمر الذى يمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة أشهر.

ففى طهران، اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى ان هذا الاتفاق الذى توصلت إليه إيران، بعد مفاوضات مكثفة فى جنيف، يمثل تقدما مهما.

ومن جهته قال الرئيس الإيرانى «حسن روحاني» أن الهدف الرئيسى من البرنامج النووى الإيرانى سلمى ولم يكن وراءه أهداف  عسكرية ، محذرا من أن بلاده ستكون مستعدة لمقاومة أيه مطالب مبالغ فيها من الدول الكبرى.

وعلى صعيد الدول الكبرى  فإنها رحبت بهذا الاتفاق ووصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى أول تعليق له على الاتفاق بأنه خطوة أولى مهمة باتجاه حل أشمل لمشكلة البرنامج النووى الإيراني، وأضاف أن الاتفاق لن يتيح لإيران استخدام الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي، وسيفرض قيودا أساسية على برنامجها النووى وسيقطع الطريق على إمكانية إنتاج اسلحة نووية، أما فرنسا، فقد ذكر وزير خارجيتها «لوران فابيوس» :إن الاتفاقية التى جرى التوصل إليها هى خطوة مهمة فى الطريق لتحقيق السلام والأمن لكن يجب مراقبة تنفيذها عن قرب.

وعربيا رحبت الإمارات العربية المتحدة بالاتفاق  وأعرب مجلس الوزراء فى جلسته عن تطلعه بأن يمثل ذلك خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي، ولم يصدر رد فعل رسمى عن المملكة العربية السعودية ، لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشورى السعودية قال فى تصريحات نقلتها وكالة رويترز:  إن النوم سيجافى سكان المنطقة بعد هذا الاتفاق فى إشارة الى حالة عدم الارتياح الشديد التى تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران.

أما «إسرائيل» فكان لها موقف آخر  وقال رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن الاتفاق بين الدول الست وإيران، ليس اتفاقا تاريخيا بل «خطأ تاريخي» ، مضيفا أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها ضد كل تهديد، وأنها لن تسمح لإيران بتطوير قدرات نووية عسكري، أما مفوضة السياسة الخارجية فى الإتحاد الأوربى «كاثرين آشتون» قد قالت إن الإتفاق الذى سيستمر لستة أشهر يمهد السبيل أمام التوصل إلى إتفاقية شاملة ودائمة حول البرنامج النووى الإيراني..