هل يستوطن الإرهاب القاهرة؟

فى الحرب لابد من تكامل الخطط منعاً لحدوث ثغرات تتيح للعدو التسلل عبرها ... لهذا كان يجب فور إعلان الحرب ضد الإرهاب فى سيناء أن يتم وبإحكام جميع المعابر الحدودية التى قد تتيح لبعض الإرهابين التسلل للمدن وعلى رأسها العاصمة للقيام بأعمال أرهابية تحقق بها عدة أهداف ابرزها تأكيدها على أنها تملك ذراعا طويلة وأنها قادرة على احداث الضجيج بالوصول إلى العمق بل واصطياد الرؤس الكبيرة بما يشتت الأجهزة الأمنية ويضع عليها أعباء ثقيلة .. ومواجهة هذا النوع من الجرائم يحتاج إلى أساليب خاصة فى مواجهة تقوم على سياسة تجفيف المنابع بما يؤدى لموت هذه الجماعات أو على الأقل عن عجزها عن القيام بجرائمها .. التفاصيل فى السطور التالية :
فى البداية نشير إلى أن عملية الاغتيال الفاشلة التى استهدفت وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم نموذج لهذا النوع من الجرائم الأرهابية والتى كان أبرز وأهم فوائدها تنبه أجهزة الأمن لهذه الثغرة خاصة بعد أن أعلنت جماعة « أنصار بيت المقدس « مسئوليتها عن هذه العملية مادفع باللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إلى إصدار توجيهات الأثنين الماضى بتشديد الرقابة الأمنية وإحكامها على كل المعابر الحدودية بسيناء.
وإعطاء توجيهات مباشرة للواء أسامة إسماعيل، مساعد الوزير لمنطقة سيناء، لإحكام السيطرة على كل المعابر، حيث تم تشديد الإجراءات الأمنية على كل المعابر من وإلى سيناء بمدن القناة الثلاث، ومن بينها نفق الشهيد أحمد حمدي، وكوبري السلام، وجميع المعديات بقناة السويس، وذلك لمنع محاولة تسلل العناصر الإرهابية لتلك المحافظات هربا من الملاحقات الأمنية بسيناء، خاصة بعد النجاحات المبهرة التي حققتها الحملة الأمنية الواسعة التي شنتها القوات المسلحة وأجهزة الشرطة ، منذ فجر السبت، بمنطقة شمال شرقي سيناء.
خاصة وأن العمليات التى تجرى في سيناء انتقلت من مرحلة الانتشار إلى المواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية، وذلك لتصفية هذه البؤر الإرهابية التي تتخذها العناصر المتطرفة ملاذا لها، خاصة مناطق وقرى الجورة والمقاطعة والفتات والتومة والمهدية والقريعة، التي تقع على مساحة كبيرة بالجزء الشمالي الشرقي لسيناء بحسب ما أعلنه وزير الداخلية . إضافة إلى استهداف أماكن تدريب العناصر المتطرفة ومخازن الأسلحة، سواء النارية أو الثقيلة، وكذلك المواد المتفجرة التي تستخدم في الهجوم على المنشآت المهمة والحيوية والتعدي على الأكمنة الشرطية والعسكرية، مشيرًا إلى أن تلك العمليات أسفرت عن ضبط 200 من العناصر المتطرفة الخطرة والمؤثرة ومن بينهم عادل حبارة، »الذي مثل ضبطه ضربة قاصمة للإرهاب بسيناء«، حسبما ذكر الوزير، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة وأجهزة الاتصالات والرؤية الدقيقة
تحليل بيان
التطورات الجديدة فى مواجهة الأرهاب بسيناء جاءت بعد قيام الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية بتحليل البيان الذي أعلنته جماعة أنصار بيت المقدس بسيناء حول تبنيها المحاولة الفاشلة باغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.فقد وضعت هذه الأجهزة أمامها عدة احتمالات منها أن يكون البيان يهدف لتضليل أجهزة البحث لإبعادهم عن العناصر الحقيقية المنفذة للعملية الإرهابية خاصة وأن صدوره تأخر لعدة أيام غير أن ثمة قناعة بأن تأخر صدور البيان جاء نتيجة فشل العملية ولإعطاء فرصة للعناصر التى شاركت فى العملية للاختباء .
صفوت حجازى
وعقب هذا البيان طرح السؤال نفسه .. ماهى جماعة «أنصار بيت المقدس» وهل لها علاقة بشعار صفوت حجازى « بالملايين على القدس رايحن؟
الرغبة والفرصة
بالرغم من أن هذه الجماعة « أنصار بيت المقدس « تتمركز في شبه جزيرة سيناء إلا أن ثمة مؤشرات على تواجد بعد عناصرها فى أماكن أخرى من بينها القاهرة خاصة مع العبارة التى لها دلالة وإشارة والتى كان يرددها صفوت حجازى فى مناسبات عدة « بالملايين للقدس رايحن « حيث لا يمكن استبعاد علاقة وثيقة بين هذه الجماعة والإخوان وعن طريق صفوت حجازى وهذه الجماعة وثيقة الصلة بحماس وببعض الجماعات التكفيرية ليس فقط فى سيناء بل وخارجها وقد قامت ببعض العمليات على الحدود من قبل وهي واحدة من الجماعات التي برزت في سيناء بعد ثورة 25 يناير وقامت بعمليات لتفجير خط الغاز بين مصر واسرائيل وعدده ليس كبير إلا أنها تمارس الأرهاب عبر عمليات القتل والتفجير ولا يقتصر على الترويع ...وقد تعرضت لضربات موجعة فى سيناء وارادت الرد فى القاهرة لكن فشل عمليتها دفعها لإرسال رسالة التخويف للمسئولين البارزين فى مصر ما يعنى أنها لديها الرغبة لتكرار جرائمها وبالتالى يجب عدم أعطائها الفرصة لتكرار ذات الجريمة عبر مطاردة عناصرها واليقظة لأسالبيها فى ارتكاب جرائمها التى تعتمد أساساً على التفجيرات .