النهار
الإثنين 18 أغسطس 2025 10:03 مـ 23 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

الحاقدون علي عروبة عبد الناصر ما زالوا يحملون له الكراهية ويحاولون النيل منه

منذ اسبوع ظهر الاعلامي مفيد فوزي مع طوني خليفة و من خلال الحوار قال هذا الاعلامي مهاجما جمال عبد الناصر زعيم الامة واصفا اياه بالعار علي مصر و الامة العربية لهزيمته بحرب 1967 و هذه الهزيمة سببها جمال علي حد تعبيره الذي هو يعتبره عارا علي مصر و اقول لهذا الجاهل سياسيا يقول عبد الناصر جلب لنا العار في هزيمة 1967 و السادات الذي جاء ذكره بعد قليل في نفس الجلسة السادات الذي باع مصر و المنطقة العربية و القضية الفلسطينية و حق كل عربي بصك رسمي اسمه اتفاقية كامب ديفيد و التطبيع و الاعتراف باسرائيل و تبادل العلاقات و فتح سفارة لها في عاصمة مصر القاهرة و فتح مصر علي مصراعيها لإسرائيل و جعلها منتجعا سياحيا نتج عنها زواج 4000 شاب مصري من يهوديات . فاتفاقية كامب ديفيد التي نحصد ويلاتها حتي هذا اليوم و ما تعانيه المنطقة العربية و مصر بوجه خاص من تدخل و سيطرة أمريكا علي مصر و حرية قراراتها و اقتصادها و بنيانها استعبد من خلال هذه الاتفاقية التي سلخت مصر عن اشقائها كل هذه المصائب التي نتجت عن هذه الاتفاقية لم تكن عارا علي مصر و العرب بنظر هذا الاعلامي و أمثاله من بعض المثقفين و هزيمة حرب 1967 اصبح عبد الناصر عارا و لم يدرك هذا الاعلامي المثقف بأن منذ ان خلقت الدنيا و بدأت الحروب فكانت الحروب خسارة و ربح و ليس من المفروض أن تكون كل الحروب رابحة ثم هزيمة 1967 لم تكن نهايتنا او نهاية مصر و لم يستسلم هذا الزعيم لهذه الهزيمة التي كان سببها اطرافا اخري و اولهم عبد الحكيم عامر و انما قام بحرب استنزاف دامت 3 سنوات و قام بتعبئة الجيش من جديد كان قويا و بني جيشه و قوي بنيته الداخلية و كانت هذه النهضة مؤسسة لحرب اكتوبر 1973 و هي الارضية القوية لها و مؤسسها هذا الزعيم الذي يصفه بالعار و يسأل متابع هذا المسمي بالاعلامي الذي كلنا نعرف بأنه كان محررا فني يتابع و ينشر اخبار الفنانين و الفنانات و ممارستهم الحياتية من طلق من و من تزوج من الخ... و بني شهرته علي اخبار الفنانون و الفنانات و لم نسمع عنه مواقف سياسية و ليس له علاقة بالسياسة فمتي اصبح عنده هذا التحول و انا افضل له ان يبقي ضمن اختصاصه الفني و يدع السياسة لأهلها لأنه لو كان قارئ جيد في خفايا و دهاليز تاريخ هذه الحرب لعلم بأن حرب 1967 لم تكن خيار عبد الناصر و انما فرضت عليه و علي العرب و هو لم يكن مستعدا لهذه الحرب فليست خيانة منه او تقصيرا كي يقول عنه عارا و انما كان وراء هذه الحرب السعودية و ملوكها المستعربين الصهاينة الذين دفعوا و حرضوا اسرائيل و أمريكا كي تقوم بالهجوم علي مصر و سوريا لأنه كان مستهدفا و محاربا لوطنيته و قوميته فكانت ترسم الخطط لتحطيمه كما يفعلون الان مع بشار و لكنه نهض كالأسد و عمل علي بناء جيشه و فتح حرب الاستنزاف و كان يعد لحرب جديد يعيد فيه كرامة العرب و مصر و لكن القدر لم يمهله و يعطيه العمر ليحقق الانتصار الذي حصده السادات جاهزا من مؤسس و قائد عظيم و لم يكن الفضل للسادات بتحضير حرب 1973 و انما كان لعبد الناصر الذي أنكر بطولته جاحدين امثال هذا الاعلامي و غيره من تغلبت عليهم مصاحهم علي الوطنية فالسادات وجوده علي مصر و الامة العربية هو عار و يبدو بأن مفيد فوزي من المتضررين اثناء حكم عبد الناصر كي يشن عليه هذا الهجوم فكل الذين تضرروا ماديا من قرار التأميم حملوا كرها له و لكني لا اظن ان يكون مفيد فوزي متضررا اديا فربما يكون تضرر معنويا و اقل اهذا الاعلامي ام عبد الناصر هو تاج علي جبين مصر و شعبها و علي جبين كل عربي و يسأل هنا متابع انا ايضا اسأل معه طالبين تفسير لما يصدر عن بعض المثقفون او المدعين الثقافة الذين يلعنون اسرائيل علي مدار الساعة و عملائها و يتكلمون عن المخططات الصهيونية الامريكية للمنطقة العربية ثم يختمون عروبتهم بتمجيد السادات الذي فعل كل ما هو منكر لخدمة اسرائيل و أمريكا مثل الدكتور عكاشة الذي يسب و يلعن باسرائيل كل يوم و يختم كلامه بتمجيد السادات و يصفه بطلا قوميا بينما اتفاقيته قد جعلت مصر تتراجع للوراء كدولة كبري و محورية في المنطقة و قلب الامة العربية و المسئولة عن اشقائها لتفتح الابواب أمام قطر الحقيرة بأن تتصدر المشهد السياسي و تنصب نفسها مسئولة عن الدول العربية و تأخذ دور مصر العروبة و تجعل هذا الصغير القزم حمد يعبث في أمن الوطن الكبير و يخرب به كما تشتهي أمريكا اسرائيل متآمرا علي كل الشعوب العربية فيرسل لهم الموت و الدمار فلو كان عبد الناصر موجودا لما وصلنا للذي نحن به من تفكك و مخاذل و مهانات و ضعف كان صوته عندما يخطب يرعب الغرب و يجعل ملوك الخليج تبول علي نفسها ثم يكفي من جمال مشروع تأميم قناة السويس و بناء السد العالي و النهوض بالصناعة و الزراعة و الثروة الحيوانية التي كانت مصر تصدر قمحها الي كل الدول العربية وتقدمها مساعدات . لقد صنع عبد الناصر كرامة للشعوب العربية ووحدها و لم تتفرق هذه الامة الا بعد رحيله ثم هو لم يسلم جيشه للعدو كما فعل غيره في حرب اكتوبر 1973 عندما تحول النصر الي هزيمة انه الزعيم العربي الذي خلده التاريخ و لم تنال منه آراء الصغار.