الجمعة 19 أبريل 2024 05:05 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : حكاية أردوغان وأوباما والإخوان

اسامة شرشر
اسامة شرشر

المشهد المصري الأخير وثورة 30 يونيه مشهد لم يحدث في تاريخ البشرية والثورات العالمية من قبل وهو يؤكد أن الشعب المصري لايقهر ولا يأخون ولا يسلم بسياسة الأمر الواقع لأنهم أحفاد الفراعنة والحضارات الإنسانية والنيل العظيم والوسطية الدينية وعبقرية المكان والتوحد القبطي الإسلامي الراسخ كالهرم والجبل ولا يهزه إخوان ولا سلفيين لأن هذا الشعب يحمل جينات الإرادة وموروث حير وأذهل العالم المدعون لحقوق الإنسان والحيوان وديمقراطيات المصالح وتشويه وعدم قبول الآخر ولكن أخطر ما في ثورة يونيه أنها أسقطت الغطاء والقناع عن الإخوان الذين تاجروا بثورة 25 يناير السلمية والتهموها في بطونهم وأقصوا الجميع بأكذوبة الصناديق ليكفنوا الثورة والشعب بشعارات الديمقراطية ليتمكنوا ويمكنوا الأهل والعشيرة من فرض دولة الخلافة الإسلامية التي لاتعترف بالشعوب ولا بالأوطان ولا الحدود والأخطر بالهوية الوطنية والثقافية للشعب المصري فكلنا سنتذكر ولن نسقط من ذاكرة المصريين عندما قال مرشدهم عاكف وليس بعاكف «طظ في مصر» كده خلص الكلام والتحليل والتنظير وسقط القناع بأنهم دعاة سلطة ونفوذ ومناصب وكراسي وكله بالدين ليكون جواز مرور لتحقيق أهدافهم فاستخدموا كل الطرق المشروعة وغير المشروعة ليقصوا الشعب وأصبح الكذب منهجهم والإنكار فلسفتهم وعدم قبول الآخر عقيدتهم فرأينا البلتاجي والعريان يستعينوا بالأمريكان لكي يتدخلوا عسكريا لضرب مصر حتي صفوت حجازي طالب الناتو بدخول مصر وهذه سوابق لم تحدث في عهود الطغاة والحكام المستبدين فالسلطة أصبحت شهوتهم ورئتهم التي يتنفسون بها ومنها لأنهم ظنوا أن الحكم أصبح لديهم مئات السنين فالشاطر كان يعقد الصفقات والاتفاقيات باسم الجماعة وكله بالإرشاد ليتحول إلي أكبر تاجر في الشرق الأوسط لتتضخم ثروته ونفوذه الأسطوري بشكل لا يصدقه عقل ولكن وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي فكانت صحوة الشعب وصرخة المارد وطوفان البشر الذي حطم أركان الإرشاد والإخوان إلي غير رجعة وإلي الأبد لأنه كان كابوس يجعل مصر ليست بمصرنا حتي المباني والجماد كان يصرخ فيما يجري في المحروسة ولأنها محروسة حدث المستحيل وسقط الإخوان في بئر النسيان ومذبلة الأيام والتاريخ ولكن وسط هذا كله يخرج علينا أردوغان الإخوان في تركيا وتخرج عشرات المظاهرات في المدن التركية ويصعق ويفقد عقله وتوازنه ويجري علي مجلس الأمن ويطالب العالم بعودة مرسي وجماعته وأخذ يصرخ مشروعنا الإسلامي الكبير سقط والناس ستخرج علينا في تقسيم وأخواتها التركية لتتمرد علينا وتخلفنا وأصبح أردوغان حليف الطغاة ويقف ضد إرادة الشعب المصري فلن ننسي ما فعله أردوغان وأكاذيبه التي صدقها وسيلقنه الشعب المصري درسا في احترام حقوق الإنسان لأن سقوط حكمه وعرشه أصبح علي الأبواب وإن غدًا لناظره قريب مهما حاول أردوغان وأوغلو والإخوان فسينتصر الشعب التركي في النهاية أما مسك الختام فهو الشيخ أوباما الذي انضم إلي جماعة الإخوان وانضم إليهم سريا لينفذوا العمليات القذرة من خلال صفقه شراء أراضي مصر في سيناء ليتحقق الحلم الصهيوني في إسرائيل الكبري وينهي قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي علي حساب مصر وأراضيها وشعبها بمبايعة من مرسي مقابل بقائهم الأبدي في حكم مصر لأن هذا النموذج الإخواني يجب أن يعمم في العالم العربي والإسلامي وقامت بالتنفيذ والتكتيك والتخطيط سفيرتهم الشمطاء التي تخيلت أن لعبتها نجحت مثلما فعلت في باكستان ولكن كان عنصر المفاجأة أذهلهم بعدما عقد الشياطين الثلاثة أوباما وأردوغان والإخوان وشربوا نخب نجاح خطتهم سقطت الكؤوس من أياديهم وسقط مشروعهم الذين حلموا وانتهي وذهبت إلي الأبد فكانت فضيحة لأوباما أمام الكونجرس ربما تعصف برئاسته وحزبه لتحدث ثورة يونيه زلزالا سياسيا وكشفت المستور في عنصرية الأمريكان ولكن لم يسلموا واستخذموا خطة « حرب الجيل الرابع» التي لاتستخدم السلاح والطائرات ولكن تقوم بتدمير العقول واستخدام الحرب النفسية والشائعات والآلة الإعلامية التي تقلب الحقائق وحاولوا أن يصوروا المشهد المصري الرائع والمبهر أنها مواجهة وحرب أهلية وفوضي ولكن كان موقف الفريق أول عبدالفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية لهم بالمرصاد وأفسدت مخططاتهم وكشفت أمام العالم لعبتهم فكانت انحيازها الأبدي للإرادة الشعبية وخارطة المستقبل هي الرد العملي علي الأمريكان وأردوغان والإخوان وعجبي.