السبت 4 مايو 2024 12:21 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

تحذيرالباز وموت الأحساس

سمعت ذات مرة الدكتور أسامة الباز المستشار السياسى للرئيس يحذر من أن تتحول الأمور الخطيرة إلى أمور معتادة فيصبح مقتل فلسطينى خبرٌ معتاد لا يتصدر نشرة الأخبار و لا يثير غضب أحد ...كان ذلك قبل احتلال العراق وقبل حرب غزة وكلما شاهدت الضحايا من أخواننا فى العراق فى مذابح جماعية وفى فلسطين بالقنابل الفسفورية تذكرت تحذير الباز وترحمت على موت الأحساس فى عالمنا العربى والإسلامى فالأحساس نعمة حُرم منها الكثيرون من تلاميذ مغرمون بإهالة التراب على الأستاذة وحُرم منها أبناء مغرمون بامتهان كرامة أهلهم بل وكسرعظمهم وإسالة دمهم وهو ما يطرح السؤال هل تعاطينا مشروب ضد الأحساس انتشر فى دمنا فلم يعد هو ذات الدم الذى كان .أم ما الذى جرى بنا ولنا ما كل هذا الجحود وهذه الرغبة الجامحة فى إهالة التراب على كل قيمة ومعنى نبيل ؟ما هذا الذى خيم على سمائنا فلم تعد القيم مما يستحق أن نعيره اهتمام ولم تعد الأخوة فى الدين أو الوطن مما يستوجب صون حرمة بعضنا البعض .؟ وما هذا الذى افقد الأنثى أنوثتها والرجل رجولته بل والأنسان أنسانيته فصار الإنجاز الوحيد لجيل الأنترنت هو القدرة على قلة الأدب واختراع الأكاذيب وبدلاً من ان يستنكر مذبحة لأسرة عراقية أو فلسطينية صار يقضى وقته فى اختراع كذبة ضد معلمه أو صاحب الفضل عليه ليروجها مسروراً بسوء ما صنع ..ما كل هذه العاهات و فى أى رحم ملوث خرجت ومن أى ثدى شيطان رضعت ؟ من فضلكم لحظة أحساس فهذه أمة جرحها عميق وحلمها غريق وما عاد لها بريق وهى بحق بحاجة لنعمة الأحساس