وليدة عتو تكتب: مسرحية هزلية عرضت علي استاد القاهرة بطلها ممثل فاشل وهذيل

جمع مرسي غلامات وصبيان من السوريين المسمون بالمعارضة وقد جاء بهم من مساكن 6 أكتوبر حيث نقلهم في اتوبيسات وقد فاق عددهم الأربعة آلاف والباقين من عصابته الإخوانيه ، هذا جمهوره الذي يعتبر نفسه رئيسا لهم وقد ظهر وسط هذا الجمهور الصبياني وهو مندفع بحماس شديد نحو القضية السورية ولكن حماسه هذا لم يكن من أجل الدولة العريقة قلب العروبة النابض ولا من أجل شعبها الذي صمد أمام هذه الحرب الكونية التي تعدت العامين وانما كان هجومه واندفاعه ضد هذا الشعب المنكوب بهم ومنهم.
لقد استهل خطابه بمقاطعة سوريا وإغلاق السفارات بين البلدين الشقيقين الذين كانا علي مدي التاريخ جسد واحد وروحا واحدة ، فكيف لهذا الدخيل المؤمرك أن يقطع الجسد وينتزع الروح ، ثم أعلن حربه علي حزب الله المقاوم الذي قهر العدو وأعاد الكرامة والعزة للعالم العربي في 2006 وقد وصفه بحزب الشيطان الذي وقفت معه مصر في هذه الحرب حسب تعبيره وسوف تقف ضده وتحاربه الآن لأنه يحارب مع سوريا والنظام السوري .
وفي هذا السياق يسأل المتابع متي وقفت مصر مع أي حزب مقاوم أو حركة عربية مقاومة أو ذكرت قضية فلسطين منذ غادرنا الزعيم الراحل عبد الناصر ، فمصر بعد رحيل هذا الزعيم قد سقطت بين أيدي خونة ومتاجرين بمصر والقضية العربية الفلسطينية . وأبدأمن السادات الذي أبرم لنا اتفاقية كامب ديفيد المشؤمة مرورا بمبارك وانتهاء بمرسي هدية أمريكا لإسرائيل فذاك المبارك منذ أول لحظة لحرب 2006 أعلن علي الفضائيات والصحف وكل وسائل الاعلام التي تناقلت البيان الذي صدر عنه مع السعودية وعدد من الدول العربية بما فيهم لبنان الحكومة بقيادة ذاك الوضيع الخائن فؤاد السنيورة بأن حزب الله قد دخل حرب غير محسوبة وأن هذه العصابات جميعها ضد هذه الحرب مدينين حزب الله وراحوا يعملون لصالح اسرائيل مدافعين عن أمنها القومي بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة . فكيف مصر وقفت بجانب حزب الله ، وها هو الآن يكمل طريق مبارك بأكثر زمة وإخلاصا ، ثم تابع هجومه علي سوريا يدعو للجهاد علي أرضها متحدثا باسم جيش مصر العظيم وشعبه العروبي ، هذا الجيش الذي حطم خط بارليف وصنع المعجزات في حرب 73 يدعوه لان يحارب الشقيقة المناضلة سوريا ويقتل شعبها وهنا أيضا يتعجب المتابع لهذا المشهد الهزيل قائلا اذا كان مرسي عروبي لهذه الدرجة وله مشاعر إنسانية لماذا لا يقتحم معبر رفح بجيشه وشعبه الذي يدعوه للجهاد في سوريا ويفك حصار غزة وينقذ شعبها من هذا الموت البطئ الذي هو فيه ، أو هناك مكان أخر هو سيناء التي تصرخ وتأن من قيد اسرائيل منذ اربعون عاما حيث ابيح عرضها وحل اغتصابها بصك رسمي وقعت عليه اتفاقية كامب دافيد وحلل هذا الاغتصاب .
إن هذه المسرحية الهزيلة التي وضع فيه مصر لا تليق بمصر ولا بشعب مصر العظيم الذي له تاريخه المجيد وعروبته التي لا يستطيع هذا القرار أن يلوثها ويصغرها ويضعها تحت إمرة صديقه العزيز شمعون بريز ، فمصر اكبر وأعظم من هكذا قرار وهكذا مسرحية ، إنها مصر ام الأمم وأم الفنون والابداع ، ثم ختم مؤتمره بأنه نزل بين الجمع رافعا علم الانتداب الفرنسي لسوريا وعلم مصر مع بعض واضعا علم الحرية مع علم العبودية ، يا للعجب!
وهنا ايضا سؤال يطرحه متابع كيف لرئيس اكبر دولة عربية ينزل الي هذا المستوي الفكري والسياسي ويلغي علم دولة شرعية قائمة ونظام وحكومة قائمة شرعية وعلم بلد مازالت حاضرة بين الدول العالمية والعربية ، ويرفع العلم مجموعة عصابات .
أمرتها فرنسا بأن يعاد علم الاستعمار ورئيس أكبر دولة عربية يضع نفسه مع هؤلاء الصبيان وينضم إلي هذه العصابات رافعا هذا العلم ويسأل متابع مرسي لماذا لم يقوم بحشد هكذا تجمع يوم اقتحم مسجد الأقصي والقدس من صهاينة كفرة مانعين الفلسطينيين من بيت عباداتهم وكأن هذا الحدث الذي وقع منذ أسابيع قليلة للأقصي لا يعني أي مسلم أو عربي فلم يدعو مرسي لتمويل وتجنيد مجاهدين لنصرة الأقصي فكيف تجرأ علي تحويل مصر من أم حاضنة للعرب الي عدوة تقاتل وتدمر بلد عربي بوزن سوريا وكفر رئيسها واعلن له العداء واسلم صديقه شمعون بيزيد وتمني له ولشعبه اليهودي بطيب الاقامة والرخاء علي الأرض الفلسطينية العربية مما يجعل المتابع بحالة توهان لهذا المشهد.