الجمعة 29 مارس 2024 02:04 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

منصور عامر .. حامل مفاتيح حل أزمة مصر الاقتادية

منصور عامر
منصور عامر

منصور عامر من النماذج المصرية العاشقة لتراب الوطن والقادر علي إحداث ثورة اقتصادية في مشاريعه الاقتصادية التي عبرت حدود الوطن إلي البلدان العربية وخاصة في سوريا والسودان لأنه مؤمن بنظرية خير الكلام »ما قل ودل« فهو خلال سنوات طويلة استطاع أن يحول الصخور إلي منتجعات سياحية تغزو محافظات مصر ويعمل بها عشرات آلاف من المصريين ورغم حملات التشكيك والاتهامات والشائعات التي طالت عامر بعضوية بمجلس الشعب عن الحزب الوطني ولكنه لم يتوقف ولميرد حتي البلاغ الكيدي الذي قدم ضده وتنازل صاحبه أصر عامر أن يأخذ مساره القانوني ليوقف هوجة الفاشلين الذين يحاولون وقفه عن مشاريعه التنموية والاقتصادية والسياحية وكأنه يقول للجميع الأفعال خير من الكلام.

وعلي الجانب الآخر استطاع عامر أن يكون حائط الصد والخادم الحقيقي للمرضي وذوالاحتياجات الخاصة فكانت اسهاماته الواقعية وتبرعاته المادية بملايين الملايين من الجنيهات للتوسع في إنشاء معاهد الكبد الذي أصاب ملايين المصريين في كبدهم فمبادرته بإنشاء معهد متخصص مع جامعة القاهرة وإعلان موافقته علي المساهمة الفورية في معهد الكبد بشبين الكوم الذي يعاني من القصور في المعدات والأسرة وكل شيء كل هذا جعل منصور عامر أن يتوجه للمساهمة العملية في رسم البسمة علي وجوه مرضي الفشل الكبدي فهو من الرجال الذين اختصهم الله بقضاء حوائج الناس والتخفيف علي المرضي من الغلابة والمحتاجين والذين يعيشون تحت خط الفقر وما أكثرهم الآن نتيجة الظروف السياسي والاقتصادي التي تمر به مصر ومن هنا تظهر معادن الرجال في الأزمات بالإضافة إلي مشروع الوقف الخيري الذي يصب في خدمة الناس هذا هو الجانب الخفي الذي يحاول منصور عامر دائما علي عدم البوح به أو المتاجرة سياسيا واقتصاديا مثل أشباه رجال الأعمال التي ابتليت بهم مصر علي مدار السنوات وخاصة ما يراه الآن علي المسرح الاقتصادي الذي اختطلت فيه الأوراق بين ماهو جيد وماهو ردئ ولكن كل إناء ينضح بما فيه والأيام والزمان خير شاهد علي مواقف الرجال ويتمتع منصور عامر برؤية اقتصادية واضحة ويحمل مفاتيح حل الأزمة الاقتصادية من خلال رؤية مستقبلية ليحقق مشروع النهضة المصرية من خلال عمل لسبب بسيط أن مصر تمتلك إمكانيات حباها الله بها لتصبح أغني من دول البترول لو تم الاستفادة بها.

فمنذ ايام معدودة قال منصور عامر : إن الاقتصاد المصري قوي جدا، وأن مصر دولة غنية للغاية، وأن الدولة قادرة علي إسعاد شعبها بطريقة غير عادية، خاصة أن لدينا قدرات عظيمة جدا يجب أن نفعلها، بل ووصف مشروع تنمية إقليم قناة السويس بأنه مشروع عظيم وعبقري..

بل وطالب رجل الأعمال منصور عامر، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "عامر جروب" القوي السياسية والمعارضة بالتوقف عن التخوين واعطاء فرصة للحكومة حتي تعود عجلة الانتاج ورأي أن مصر يمكنها ان تصبح أغني من دول البترول مؤكدا ان مصر تمتلك من الإمكانيات مايؤهلها لتحقيق نهضة اقتصادية يمكنها ان تحقق نموا اقتصاديا كبيرا.

رؤية

وبالورقة والقلم وعندما كان منصور عامر يتحدث لبرنامج - الحياة اليوم منذ ايام معدودة قدم رؤيته للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة عن طريق بيع أو حق انتفاع لـ 9.5 مليون فدان زراعي تضم 2000 قرية جديدة بالإضافة إلي إنشاء 15 مدينة سياحية جديدة ومناطق حرة بشرم الشيخ والغردقة بالإضافة إلي إنشاء موانئ ومطارات جديدة وتوفير جميع المرافق والخدمات والمنشآت لها مؤكدا أن ذلك سيوفر نحو 26 مليون فرصة عمل وسيؤدي إلي زيادة في الصادرات وتراجع في الواردات وتحسين سعر العملة.

ومنصور عامر لا يتحدث من فراغ بل عبر خبرة طويلة بدأها وكيل نيابة لكنه ترك النيابة سنة 1987 واشتغل مع ابيه في المحاماة ثم ترك المحاماة وافتتح مطعمه الاول من سلسلة مطاعم تشيليز وبعدها دخل مجالات الاسكان والسياحة في الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي " مارينا"

أعماله

في البداية، استثمر عامر في مجال المطاعم بعد حيازة حق امتياز مطاعم تشيليز الأمريكية وفتح مطاعم أخري في القاهرة تحت اسم استوديو كايرو والين لو نوتر ، ثم توجه الي قطاع البناء والاستثمار في مجال الفنادق فقام ببناء مشروع بورتو مارينا الواقع علي مسافة حوالي نصف ساعة عن مطار برج العرب وحوالي 40 دقيقة عن مدينة الاسكندرية. ومن طرائف استثمارات منصورعامر استثماره في قطعة أرض بمساحة 30 كيلومترا مربعا في منطقة العلمين، كانت مليئة بالالغام تم تنظيفها لاحقا بالكامل لتصبح جاهزة لبناء واحد من أرقي المشاريع السياحية والعمرانية. وبعدها انشأ عامر 275 غرفة فندقية علي مساحة 100 ألف متر مربع في القرية النوبية في فترة لم تتعد 188 يوما.

ميناء خاص

ولم يتوقف عامر عند تلك المشاريع بل ذهب إلي أبعد من ذلك فحصل علي تصريح وترخيص من السلطات المختصة لانشاء مرفأ دولي لاستقبال اليخوت ضمن مشروع «بورتو مارينا» لاستقبال السياح القادمين عبر البحر، إذ أن المنفذ البحري الوحيد في المنطقة هو ميناء الاسكندرية الذي يستقبل جميع انواع السفن بما فيها السفن التجارية. ويدرك عامر تماما أن المنافسة شديدة جدا في هذا المجال ومع كل من الدول الواقعة علي البحر الابيض المتوسط مثل اليونان وإيطاليا، وفي ضوء هذا يحمل خطط مستقبلية سيكون لا صدي واسع علي السياحة بانواعها المختلفة هذا وتعتبر بورتو مارينا مدينة متكاملة وليست مجمعا للفنادق الراقية والاجنحة الرئاسية الفارهة، بل هي اشبه بنظام ترفيهي يقدم لكل سائح مهما كانت هواياته برنامجا خاصا به دون سواه.

العين السخنة

ومن ضمن المشاريع الاخري التي يمكن الاستفادة منها علي مدار فصول السنة والتي تميز بها نشاط منصور عامر ، مشروع »العين السخنة« في منطقة قناة السويس التي تقع علي بعد 100 كلم عن القاهرة، والذي تم انشاؤه علي قمة احد جبال المنطقة، مما اضطر القائمون علي المشروع بناء مصعد كهربائي (تلفريك) خاص للوصول اليه وليكون اول مصعد كهربائي جبلي من نوعه في مصر. ومن ضمن المشاريع المستقبلية، هناك مخطط لانشاء مراكز تجارية ضخمة Shopping Malls في جميع انحاء مصر بالاضافة الي مشاريع استثمارية أخري في كل من ليبيا وعُمان.

المآخذ علي عامر

في مشروعات منصور عامر لا يجد خصومه الكثير لمهاجمته لكن في المجال السياسي وبعد الثورة جري الحديث عن تمثيله البرلماني كنائب عن الحزب الوطني حيث كان منصور عامر مرشح الحزب في انتخابات مجلس الشعب عن دائرة القناطر الخيرية في انتخابات 2005 و 2010 م كما جري حديث عن إعفاء بعض مشروعات منصور عامر من الضرائب لكن كل هذا لم يثبت شيء من صحته بما في ذلك ما جري الحديث عنه بشأن أرض جمعية النخيل وكذلك ما تردد بشأن صدور قرار بتخصيص 2 مليون و796 و600 متر شمال بحيرة قارون بالمنطقة المركزية بنظام حق الانتفاع لمدة 99 سنة لشركة عامر جروب. حيث أقامت شركة عامر جروب التي يمتلكها عامر مشروع بورتو الفيوم استكاملا لسلسلة بورتو علي تلك المساحة التي قيل أنه تم تخصيصها بالأمر المباشر.

موقعة الجمل

وبعد الثورة وفي اطار ما سمي بموقعة الجمل تردد اسم منصور عامر لكن سرعان ما تكشفت الحقائق وأن الأمر محض افتراء ومن العجيب أن كل المتهمين في هذه الموقعة المثيرة للجدل اخذوا براءة نهائية ليتبين أن القصة كلها يشوبها الغموض ولا تخلو من العبث وبعد أن فرغ منصور عامر من هذه القصص عاد ليطرح لرؤيته للمستقبل مع إغلاق صفحة الماضي بكل عوراتها.

فأكد في اكثر من حوار علي أن مصر تمتلك أصولا كثيرة جداً لكن لا تمتلك عقودها، موضحاً أن إدخال الدولة تلك الأصول العقارية إلي المخطط العمراني، يعلي قيمتها ويتيح استخدامها الاستخدام الذي يعود علي الدولة منها.

وقام عامر بعرض أمثلة للتوسع العمراني لبعض محافظات الصعيد، حيث أشار إلي أن مدن الصعيد إذا تم ضمها إلي المخطط العمراني للمدن الساحلية للبحر الأحمر، يمنحها الأفضلية في أن تقيم موانئ ومناطق صناعية والاستخدام من تلك الأراضي الشاسعة في الصناعة والزراعة والسماح لأهلها بالتملك والاستفادة منها.

وكان مثالا لذلك محافظة سوهاج حيث إن ربطها بساحل البحر الأحمر يتيح إنشاء قرية سياحية بمنطقة "جمشة"، كما أنه يمكن عمل ميناء علي الساحل هناك ونقوم بتصدير منه المنتجات التي يتم تصنيعها وزراعتها في المحافظة.

وأضاف أنه لا يمكن أن نقوم بالتوسع في المحافظات، والعاصمة تبقي مخنوقة من الزحام، حيث قام باستعراض الخريطة التوسعية للقاهرة من خلال ربطها بخليج قناة السويس، ونستفيد من تلك المساحة الشاسعة الممتدة من القاهرة وحتي القناة.

بالإضافة إلي بناء منطقة تجارية في جنوب سيناء، ونقوم بتسميتها "شرم الشيخ زون"، وذلك للاستفادة من شهرة شرم الشيخ في الترويج للمنطقة الجديدة التي سوف تكون منافسة بقوة لدبي، وذلك لقربها من دول أوروبا التي سوف توفر ثلاث ساعات في السفر، واعتدال الطقس في مصر.

وقام عامر بالانتقال إلي المرحلة الثانية من خطة التنمية، موضحاً أن ستكون عن طريق استصلاح 9.5 مليون فدان، وبنفس كمية المياه التي نقوم الري بها لـ8 ملايين فدان زراعي، حيث إن توفير المياه سيكون بطريقة "الرش" أو "التنقيط" التي توفر تري ثلاثة أفدنة بدلاً من فدان واحد كان يروي بطريقة "الغمر".

واستطرد رئيس مجموعة عامر جروب، في هذه الخطة العمرانية سوف توفر 26 مليون فرصة عمل، وتجعلنا نستعين بعمالة في الخارج، موضحاً أن الـ26 مليون وظيفة توزع من خلال توظيف 3 ملايين عامل في السياحة بإنشاء 15 قرية سياحية، بالإضافة إلي 9.5 مليون عامل يتم توظيفهم لاستصلاح 9.5 مليون فدان.

وأضاف أن هناك 2.5 مليون عامل يوظفون في تصنيع الصناعات والمنشآت التي سوف يتم استخدامها في القري السياحية والأراضي المستصلحة، كما أن هناك 5 ملايين عامل سيوظفون في المنشآت المعمارية التي سوف تنشأ ضمن ذلك المخطط التنموي.

وحول المستثمرين الذين سوف يقبلون علي تمويل تلك الخطة التنموية، قال عامر "إن هذه الخطة ستفتح سوق العمل في مصر وسيجعل هناك تنافسية في مصر وخارجها، مما سوف يجذب المستثمر الأجنبي من خلال عروض السوق".

وأكد أن عامل الأمل والتحفيز هو الأساس للبدء في ذلك المشروع، حيث إن المواطن المصري لو تم تحفيزه للعمل في ذلك المخطط، سيقتل نفسه في العمل من أجل أن يخرج كل ما لديه من أجل النهوض بالمشروع وبالتالي النهوض بمصر.

وأشار إلي أن نتائج تلك الخطة التنموية تدر علي مصر، إيرادات بيع 15 مدينة سياحية جديدة، ناهيك عن إيرادات أراضي العاصمة، وإيرادات مناطق حرة مثل شرم الشيخ كمنطقة تجارية، وسيؤدي إلي زيادة في صادرات من إنتاج 9.5 مليون فدان جديد، وبالتالي ذلك سيؤدي إلي تراجع الواردات وتحسين سعر العملة وزيادة حصيلة الضرائب، بالإضافة إلي ضرائب كسب عمل لـ26 مليون فرصة عمل جديدة.

وحول المنافسة مع المستثمرين العرب والاجانب في المنطقة، اكد عامر «إن الاستثمار الاجنبي لا يزال خجولا»، غير ان الاستثمار العربي كبير جدا لكنه يبعث علي المنافسة الشريفة في قطاعات كثيرة مثل قطاعات البناء والعمران والسياحة، وهنا أعني شركة «إعمار» للعقار، وشركة «ناصر الخرافي»، فالمنطقة بحاجة الي وحدات سكنية أكثر، لتلبية طلب السياح المتزايد خصوصا في فترة فصل الصيف. ليس هناك من مانع في استقطاب أكبر عدد ممكن من المستثمرين العرب لانشاء الفنادق لتكون علي المستوي المطلوب، الا ان مشروع «بورتو مارينا» فريد من نوعه في المنطقة العربية ككل، فهو المشروع الاول في منطقة العلمين، ومن المعروف عن المنطقة انتشار الفيلات السياحية فيها التي يتم تأجيرها للزوار موسميا. كما كان يعتبر فندق «موفنبيك» الفندق الوحيد فيها الي أن قمنا بانشاء «بورتو مارينا» الذي ساعد علي تطوير المنطقة التي تتمتع بشواطئ رملية رائعة. وقد تأهلت المنطقة بذلك لتصبح من بين المناطق التي تحظي بمشاريع ضخمة تتعدي استثماراتها مليارات الدولارات. وأضاف عامر أن هناك إقبالا شديدا من أهل الخليج من الكويت والامارات، ولا سيما من السعوديين علي شراء الشقق الخاصة وذلك بسبب وجود المرفأ الخاص بالمشروع، لان غالبية الزوار العرب يفضلون المجيء عبر يخوتهم الخاصة. كما توجد شواطئ خاصة بالنساء مشيراً إلي اتباع نظام سياحة العائلات بدلا من القول «السياحة النظيفة» وهذا يحقق استقطاب لأكبر عدد ممكن من السياح العرب في الدرجة الاولي، ولا بد من التأكيد ان المرفأ يستقبل حوالي 20 ألف سائح يوميا.

فكان تكريم الدولة له في شخص هشام زعزوع وزير السياحة كأفضل منتجع سياحي في 2012 .