«المصري-الأوكراني» يدعو إلي شراكة استراتيجية بين القاهرة وكييف
أكد رجال الأعمال المصريين والاوكرانيين، علي أن توسيع وتعزيز التعاون بين القاهرة وكييف يتيح للقطاع الخاص في البلدين فرص واعدة في مجالات ومشروعات قومية واستراتيجية وعلى رأسها إعادة الإعمار والأمن الغذائي وفي التجارة وتبادل الخبرات والتعاون الخدمي والتقني، داعين الي ضرورة تعزيز الشراكة استعدادا لمرحلة ما بعد الحرب في اوكرانيا.
جاء ذلك خلال لقاء نظمته جمعية رجال الأعمال المصريين، للجانب المصري بمجلس الأعمال المصري الأوكراني بحضور السفير الأوكراني بالقاهرة وعدداً من رجال الأعمال الأوكرانيين، وذلك علي هامش زيارة وفد غرفة التجارة والصناعة الأوكرانية برئاسة كاتيرينا سبيفاكوفا، لمصر.
وخلال اللقاء أكد السفير الأوكراني بالقاهرة، ميخايلو ناهورنياي ميكولا ناهورني، علي أن خسائر الحرب وعمليات إعادة الإعمار وفق التقديرات الأولية تصل إلى 600 مليار دولار، ما يتيح فرصًا ضخمة للشركات المصرية في مجالات الإعمار، والإسكان، البنية التحتية، الطاقة الكهربائية، السكك الحديدية، والزراعة.
شهد اللقاء الاتفاق على تفعيل مجلس الاعمال المصري الاوكراني وعقد لقاءات ثنائية بين الشركات المصرية والأوكرانية، بجانب عقد ورش تخصصية افتراضية في مجال الزراعة و الإنتاج الزراعي و السياحة والتشييد والمقاولات والقيام برحلة عمل الى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.
وأكد السفير الأوكراني أن مصر من الدول الرائدة في تصدير المنتجات الغذائية إلى أوكرانيا، خاصة الحمضيات، البطاطس، المواد الغذائية، والحبوب المخزنة في الصوامع، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأوضح أن أوكرانيا في طريقها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خلال 3 إلى 5 سنوات، وهو ما يمثل فرصة كبيرة للشركات المصرية للاستثمار، حيث ستتمتع بعد الانضمام إلى السوق الأوروبية بمزايا تنافسية هامة.
وأشار إلى أن الجانب الأوكراني استخلص دروسًا مهمة من جائحة كورونا، وبدأ العمل على تطوير أساليب ووسائل فعالة للتواصل بين رجال الأعمال المصريين والأوكرانيين، داعيًا مجلس الأعمال المصري الأوكراني إلى إنشاء منصة إلكترونية متكاملة للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في كلا السوقين وتعزيز التواصل التجاري والاستثماري بين الجانبين.
وأكد السفير ناهورني أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوكرانيا قوية وتاريخية، وأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من المبادرات لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
من أعرب المهندس جمال العجيزي، رئيس مجلس الأعمال المصري–الأوكراني، عن ترحيبه بالوفد الأوكراني المشارك من غرفة التجارة والصناعة الأوكرانية والجانب الأوكراني في مجلس الأعمال المصري–الأوكراني، برئاسة كاتيرينا سبيفاكوفا.
وأشار العجيزي إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوكرانيا شهدت نموًا مستمرًا منذ استقلال أوكرانيا عام 1992 وتأسيس مجلس الأعمال المصري–الأوكراني عام 2006، حيث توسعت لتشمل قطاعات جديدة وفتحت آفاقًا أوسع للتعاون المشترك.
وأوضح أن اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022 أدى إلى توقف مؤقت، إلا أن أوكرانيا تمكنت من استئناف أنشطتها التصديرية، خاصة في القطاع الزراعي، بما في ذلك تصدير الحبوب والزيوت الاستهلاكية إلى مصر، متجاوزة التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب المستمرة.
وأكد العجيزي تقدير مصر لصمود أوكرانيا وجهودها المتواصلة، مشيرًا إلى التقدم الملحوظ في مجال التقنيات المبتكرة والحلول الدفاعية الحديثة عبر الأنظمة الجوية والبرية والبحرية.
وأوضح أن اجتماع مجلس الأعمال اليوم يمثل فرصة استراتيجية لتوسيع مجالات التعاون، ومعالجة التحديات القائمة، واستكشاف آليات جديدة لتسهيل التجارة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
كما جدد العجيزي استعداد الجانب المصري للمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا، خصوصًا في مشاريع البنية التحتية والتطوير السكني، و العمراني بمجرد تحقيق السلام والاستقرار.
وأشار إلى أن الاجتماع يهدف إلى تعزيز الشراكات، ودعم النمو المشترك، وبناء علاقات متينة قائمة على الاحترام والطموح المشترك، معربًا عن تطلعه إلى أن تكون المناقشات مثمرة وبناءة لجميع الأطراف
اكد المهندس مصطفى النجاري، رئيس لجنة الزراعة والري بجمعية رجال الأعمال المصريين خلال اجتماعات مجلس الأعمال المصري الأوكراني الذي عقد بجمعية رجال الأعمال المصريين ، علي اهمية تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال النجاري إن العلاقات المصرية–الأوكرانية علاقات راسخة تمتد لسنوات طويلة، لا سيما في مجال الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تُعد من الشركاء الرئيسيين لمصر في تلبية احتياجاتها من السلع الغذائية الأساسية، خاصة في ظل الظروف العالمية الحالية التي تشهد اضطرابات في سلاسل الإمداد وارتفاعًا في معدلات المخاطر الغذائية.
وأكد النجاري أن التحديات التي يواجهها العالم تتطلب تكاتفًا وجهودًا مشتركة، لافتًا إلى أن عدد سكان العالم سيصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وهو ما يستلزم زيادة الإنتاج الغذائي العالمي بنسبة 70%، الأمر الذي يدعو إلى تعزيز الشراكات بين الدول المنتجة والمستوردة، وفي مقدمتها مصر وأوكرانيا.
وأوضح أن القطاع الزراعي في البلدين يواجه تحديات مشتركة، أبرزها التغيرات المناخية والتشريعات الجديدة للدول المتقدمة، خاصة المتعلقة بـالانبعاثات الكربونية ومتبقيات المبيدات ومعايير الجودة، وهو ما يتطلب تبادل الخبرات واعتماد آليات مبتكرة لمواجهة هذه التحديات.
وأشار المهندس مصطفى النجاري إلى مكانة أوكرانيا كمورد رئيسي للعديد من السلع الاستراتيجية للأسواق المصرية، مؤكدًا أن اللجنة العليا للمحاصيل الاستراتيجية التي يشارك في عضويتها وتقدّم تقاريرها مباشرة إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تتابع عن كثب 14 سلعة استراتيجية من اهمها الذرة والقمح والأرز والزيوت بالإضافة إلى الدواجن، اللحوم، فول الصويا، القهوة، الشاي، الأسماك وغيرها.
وشدد النجاري على أن مساهمة أوكرانيا في توفير عدد من هذه السلع خلال السنوات الماضية لعبت دورًا محوريًا في دعم الأمن الغذائي المصري، داعيًا إلى تعزيز التعاون وتطوير آليات عمل مشتركة بما يخدم مصلحة البلدين ويحقق استقرارًا أكبر في أسواق الغذاء خلال المرحلة المقبلة.
وقال فاروق ناصر، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، ان اللقاء مع الشركات الأوكرانية بالقاهرة إشارة إيجابية ونتطلع إلى استئناف العلاقات الممتازة والمستمرة التي تربطنا دائمًا.
وأضاف ناصر أن قطاع السياحة المصري اعتاد على استقبال عدد كبير من السياح الأوكرانيين، وهو ما يُعد مصدر تقدير واهتمام ورغم انخفاض أعداد السياح خلال فترة الحرب، فإن اللجنة تسعى إلى استعادة الحركة السياحية كما كانت سابقًا.
وأوضح أن التغيرات الاقتصادية خلال السنوات الماضية، مثل انخفاض قيمة العملة المحلية، جعلت مصر واحدة من أكثر الوجهات الفاخرة والجاذبة بأسعار معقولة، مشيرًا إلى أن مصر توفر تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الجوانب الثقافية والتاريخية والطبيعية، بما في ذلك المتاحف الحديثة في القاهرة، والأقصر وأسوان، والمنتجعات المطورة على البحر الأحمر، التي وصفها المستكشف الفرنسي جاك كوستو بأنها من أجمل المناطق تحت الماء في العالم.
وأكد ناصر أن هناك جهودًا لتعزيز آليات تمويل الرحلات السياحية، مشيرًا إلى مبادرة استئناف صفقات المقايضة بالتعاون بين الحكومة المصرية وجمعية رجال الأعمال، حيث يتم استيراد القمح والذرة من أوكرانيا مقابل تسهيل إرسال موظفي الشركات الأوكرانية إلى مصر، دون الحاجة للعملة الصعبة، وذلك عبر رحلات جوية أسبوعية ومذكرات تفاهم مشتركة.
وقال رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال علينا التفكير خارج الصندوق والعمل بسرعة لاستعادة تدفق السياح الأوكرانيين إلى مصر، وتعزيز التعاون السياحي بين البلدين لضمان تحقيق أكبر استفادة اقتصادية واجتماعية ممكنة
واكدت فالريا زاباشتا، الأمين العام للجانب الاوكراني في مجلس الأعمال المصري الأوكراني ان الوفد الأوكراني جاهز للعمل والتعاون الاقتصادي مع مصر وأن الاقتصاد الأوكراني مستمر في الحركة والنمو رغم الظروف الصعبة الناتجة عن الحرب المستمرة.
وأشارت إلى أن مصر ظلت أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لأوكرانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية حوالي 1.5 مليار دولار خلال 2025 حتى الآن، ما يعكس مرونة الاقتصاد الأوكراني وعمق الإمكانات الاقتصادية بين البلدين.
واشارت إلى أهمية قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي، مشيرة إلى أن مصر كانت قبل الحرب أحد أكبر وجهات تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية، بما في ذلك القمح والذرة وزيت دوار الشمس، كما تعد سوقاً حيوية للمعادن والأسمدة والآلات ومواد البناء.
وأكدت أن التعاون الاقتصادي بين البلدين لا يقتصر على التبادل التجاري، بل يمتد إلى مجالات عدة تشمل البنية التحتية والإنشاءات والصناعات الغذائية والمعالجة الزراعية والتكنولوجيا الزراعية والزراعة الذكية والتكنولوجيا العسكرية والابتكار الدفاعي بالإضافة الي الأمن السيبراني وحلول تكنولوجيا المعلومات
وأشارت الي أن الاجتماع مع جمعية رجال الأعمال يحمل رمزية خاصة، إذ يصادف مرور 20 عاماً على توقيع مذكرة التفاهم بين الجانبين، وأن الوفد الأوكراني مستعد لتجديد المذكرة كخطوة نحو مرحلة أعمق من التعاون المشترك.
واكدت على ان الجانب الاوكراني يتطلع الي عصر جديد وواعد من العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوكرانيا.
من جانبها أكدت كاترينا سبيفاكوفا، رئيسة الجانب الأوكراني في مجلس الأعمال المصري–الأوكراني المشترك، على أهمية العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوكرانيا، مشيرة إلى أن البلدين شريكان طبيعيان ويمتلكان اقتصادات تكمل بعضها البعض بطرق استراتيجية.
وأوضحت سبيفاكوفا أن أوكرانيا تعتبر من أكبر الموردين الغذائيين في العالم، حيث تمتلك القدرة على توفير الغذاء لما بين 400 و600 مليون شخص، وتتصدر قائمة أكبر خمسة موردين عالميين إلى جانب الولايات المتحدة والأرجنتين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن أوكرانيا لا تقتصر على صادرات الغذاء فقط، بل تقدم أيضًا حلولاً تكنولوجية، ومنتجات طاقة، وحلول بنية تحتية، وأدوية عالية الجودة، مع الالتزام بتنفيذ العقود والحفاظ على مسارات لوجستية موثوقة لشركائها العالميين.
وأكدت سبيفاكوفا أن المرحلة الجديدة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تتطلب تجديدًا منهجيًا، وأفكارًا جريئة، وقرارات استراتيجية مشتركة. وأشارت إلى أن مجلس الأعمال يمثل أداة للحوار الفعال لاستكشاف الفرص وتحليل الأسواق وحل المشكلات التجارية بكفاءة.
وأوضحت رئيسة الجانب الأوكراني أن المجلس يركز على عدة قطاعات رئيسية لتعزيز التعاون منها الزراعة والصناعات الغذائية والصناعات الدوائية من خلال تعزيز الأمن الطبي وتحسين الوصول للأدوية عالية الجودة، وفتح فرص للنمو الصناعي المشترك.
أضافت كما نركز علي التعاون في مجالات السياحة من خلال دعم الروابط الثقافية والاجتماعية بين الشعبين، وتعزيز تدفق السياح الأوكرانيين إلى مصر فضلا عن الإعمار والبنية التحتية والتعاون الصناعي والاستفادة من خبرات الشركات المصرية في إعادة بناء وتطوير البنية التحتية والطاقة والصناعة في أوكرانيا ، بخلاف التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي وتعزيز التعاون بين قطاع تكنولوجيا المعلومات الأوكراني المتقدم والنظام التقني المصري المتنامي، بما يفتح فرصًا في البرمجيات والخدمات الرقمية والحلول السيبرانية والابتكار.
وأكدت سبيفاكوفا أن المجلس يسعى لفتح آفاق جديدة للشراكات الاستثمارية طويلة الأمد، وتعزيز الثقة المتبادلة، ورفع مكانة أوكرانيا الاقتصادية على المستوى الدولي، بما يعود بالنفع على اقتصاد البلدين.


.jpg)

.png)















.jpg)



