خبير القانون الدولي السوري رانيا سبانو تحلل للنهار : زيارة الوفد الامم الي سوريا في قراءة اكاديمية من بوابة الدلالات الحقوقية والسياسية
قالت الدكتورة رانيا مروان سبانواستاذ وخبيرالقانون الدولي السوري ورئيس مؤسسة قيادة المرأة العربية والسورية ببريطانيا ونائب رئيس مجلس الامناء بالمؤسسة العربية للسلام والتنمية في تصريحات خاصة للنهاراخيرا و بعد انقطاعٍ امتدّ لما يقارب خمسة عشر عامًا، شهدت سوريا زيارة وفد رفيع من الأمم المتحدة، في جولة شملت مواقع تاريخية ومرافق مجتمعية، تخلّلها لقاءات موسّعة مع ممثلي المجتمع المدني، ولا سيما النساء، بهدف الوقوف على التحديات البنيوية التي تواجهها الفئات الأكثر هشاشة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
واضافت الدكتورة رانيا سبانو ان هذه الزيارة تركّزت في جانبها المحوري على وضع المرأة السورية، وخصوصًا النساء المَعيلات اللواتي يتحمّلن أعباء أسرية واقتصادية مضاعفة. وقد استمعت عضوات الوفد إلى شهادات مباشرة كشفت عن ثغرات واضحة في الإطار الحمائي والاقتصادي للنساء، بما في ذلك ضعف فرص التمكين الاقتصادي، وتفاوت الوصول إلى الموارد، ووجود معوقات اجتماعية وهيكلية تحدّ من وصول النساء إلى مواقع القيادة وصنع القرار.
وقدّم ممثلو المجتمع المدني عرضًا تفصيليًا للبرامج والمبادرات المعنية بـ مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتمكين النساء، وتعزيز مشاركتهن في الحياة العامة والسياسية. كما جرى التأكيد أن أي نهضة اجتماعية واقتصادية تتطلب توفير بيئة تشريعية ومؤسساتية تُكرّس مبادئ العدالة والمساواة، وتضمن للمرأة حماية فعّالة واستقرارًا نفسيًا واجتماعيًا.
واشارت الدكتورة سبانوالمحكم الدولي والخبير في شؤون وقضايا المرأة العربية انه في هذا السياق، كان لافتًا ما عبّر عنه عدد من المشاركين من صوت وجداني وإنساني يلامس جوهر القضية، حيث قيل ومن قلبٍ لا يزال يؤمن بعدالة السماء… نرفع صوتنا لنساء الوطن اللواتي عَبَرن أقسى العتمات في المعتقلات ولم يسقطن.
صبرهن قوة، ووجعهن شهادة، وصمودهن ذاكرة وطن ما بينكسر.
نقف معهن… نطالب بحقوقهن… ونقولها بوضوح:
لا للعنف، لا للصمت، ولا لطمس الحقيقة.
نساء سوريا… أنتنّ شجاعة وطن، ولن يُطفأ نوركن.
هذا الصوت العفوي والمشرّع بالألم والكرامة حمل بعدًا قانونيًا مهمًا، إذ أكّد على ضرورة تعزيز آليات المساءلة والحماية، وضمان عدم إفلات أي ممارسات عنفية من العقاب، بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان واختُتمت الزيارة بجولة في المسجد الأموي بدمشق، إحدى أبرز المحطات الرمزية في الذاكرة السورية، حيث قُدمت للوفد هدايا تقليدية كالعطر الدمشقي والصابون الحلبي، تعبيرًا عن عمق التراث السوري وثقافته.
و اضافت خبيرة القانون الدولي والمحكم الدولي الدكتورة رانيا سبانو ان النقاشات توصلت إلى جملة توصيات جوهرية، أبرزها:
١. تعزيز الإطار التشريعي لحماية وتمكين النساء عبر تحديث القوانين بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية.
٢. مراجعة السياسات العامة لضمان مشاركة النساء في مواقع القرار وإزالة جميع صور التمييز القانوني والاجتماعي.
٣. تحجيم الهيمنة الذكورية في البنى المؤسسية والمجتمعية، واعتماد سياسات قائمة على المساواة الفعلية لا الشكلية.
٤. تطوير آليات الحماية والدعم للمعنّفات والناجيات من الانتهاكات، وتمكينهن من الوصول إلى العدالة دون عوائق.
وأكدت الدكتورة الخبير في قضايا المرأة والمحكم العالمي ورئيس قيادة المرأة العربية والسورية ببريطانيا علي ان هذه الزيارة قد شكّلت زيارة الوفد الأممي محطة مهمة لإعادة بناء جسور التعاون بين الدولة والمؤسسات الدولية، والتأكيد أن تمكين المرأة واجب قانوني وضرورة استراتيجية لا يمكن فصلها عن مسار إعادة الإعمار الاجتماعي والاقتصادي لسوريا


.jpg)

.png)



.jpg)



