النهار
الخميس 13 نوفمبر 2025 03:16 مـ 22 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سقوط مصعد بالمنطقة الصناعية في العبور.. وإصابة عامل في حادث مروع من أب إلى وحش.. الإعدام شنقًا لأب استباح جسد طفلته داخل المنزل بطوخ صرخة وسقوط صامت.. تفاصيل مصرع شاب من الطابق الـ14 بالخانكة علاء نصر الدين: التيسيرات الضريبية الجديدة تدعم الشفافية وتوسع قاعدة الممولين الجمعة.. لقاء حصري مع مطرب المهرجانات مسلم على شاشة دجلة العراقية جامعة عين شمس تحتفل بحصولها على الاعتماد المؤسسي من هيئة جودة التعليم البورصة المصرية تشارك شركة ”توسع للتخصيم” فعالية ”قرع الجرس” بمناسبة بدء التداول على أسهم الشركة 3 ديسمبر.. «القاهرة التكنولوجية» تستضيف وفد نقابة العلوم الصحية لتسجيل خريجي برنامج الأطراف الصناعية السودان بين الحرب والسلام المؤجل.. انقسام داخل الجيش وتأثير الإخوان يعقد المشهد 17 مليار جنيه صافي أرباح «المصرية للاتصالات» خلال تسعة أشهر من 2025 بعد رسالة من ترامب.. هرتسوغ يفكر بعفو استثنائي يغيّر مصير نتنياهو أثاث فاخر يحمل حكايات إنسانية.. منتجات من خلف الأسوار تغزو المعارض الكبرى

حوادث

أثاث فاخر يحمل حكايات إنسانية.. منتجات من خلف الأسوار تغزو المعارض الكبرى

صناعة الأثاث
صناعة الأثاث

لم يعد مفهوم العقوبة في مصر قائمًا على الحرمان فقط، ولم تعد السجون أماكن للعزل أو الإقامة القسرية، فخلف الأسوار، تدور اليوم قصة أخرى، تتشكل أبعادها داخل مراكز الإصلاح والتأهيل الحديثة، التي تحولت إلى ورش إنتاج حقيقية ومؤسسات تعليمية ومهنية متكاملة، هناك، لا تكسر الإرادة بل يعاد تشكيلها، ولا تغلق الأبواب إلا لفتح أبواب أخرى للحياة والعمل والاندماج.

من قلب هذه الرؤية، جاءت مشاركة منتجات مصانع وورش الأثاث داخل مراكز الإصلاح والتأهيل في عدد من المعارض الكبرى للأثاث بمصر، إلى جانب العرض الدائم المعروف باسم «حماية»، والذي بات علامة بارزة في صناعة الأثاث والمفروشات اليدوية الفاخرة، هذه المشاركة لم تكن مجرد عرض لمنتجات، بل كانت إعلانًا صريحًا لنجاح تجربة إصلاح مجتمعية شاملة تتجاوز العقاب إلى إعادة البناء.

ورش تشبه المصانع.. وجودة تنافس السوق

تعمل مراكز الإصلاح والتأهيل وفق نظام إنتاجي منظم، لا يختلف عن المصانع المتعارف عليها في السوق، الورش مجهزة بماكينات حديثة، وخطوط إنتاج كاملة لصناعة الأثاث بمختلف أنواعه، بداية من التصميم والنجارة، مرورًا بالتجميع والتشطيب، وصولًا إلى التغليف والعرض.

غير أن الفارق الحقيقي لا يكمن في المعدات، بل في أيدي العاملين، فجميع القطع المعروضة في تلك المعارض صنعت بأيدي النزلاء أنفسهم.

نزلاء اكتشفوا أن الخشب ليس مجرد مادة، بل مساحة يكتبون عليها شكل حياتهم الجديدة.

وبقدر ما تطهره القطع من إتقان ودقة وأناقة في التشطيب، تظهر أيضًا رحلة طويلة من التدريب والتعلم والانضباط.

التأهيل المهني.. منهج كامل لا ورشة تدريب عابرة

لا يقتصر الأمر على تشغيل النزلاء بمراكز الإصلاح والتأهيل داخل الورش، بل يعتمد على برامج تأهيل منهجية تبدأ من تعليم المبادئ الأساسية للحرفة وصولًا إلى التخصص والاحتراف.

ويخضع النزيل لعدد من المستويات التدريبية، يشرف عليها مدربون محترفون وأساتذة متخصصون في التصميم والنجارة والفنون التطبيقية.

هذه البرامج لا تهدف فقط لإكساب النزيل مهنة، بل إعادة بناء هويته المهنية والشخصية، ليخرج إلى المجتمع وهو يمتلك حرفة معتمدة وخبرة عملية حقيقية وثقة في قدرته على الإنتاج، وهي عوامل تعد أساسًا لخفض نسب العودة للسلوك المخالف للقانون ، وتعزيز فرص الاندماج في سوق العمل.

«حماية».. علامة تجارية تحمل حكايات إنسانية

المنتجات المعروضة تحت اسم «حماية» لا تباع باعتبارها مجرد قطع أثاث، بل باعتبارها قطعًا تحمل قصة، قصة نزيل قرر أن يحول خطأ الأمس إلى قيمة اليوم، وقصة مجتمع اختار أن يمنح فرصة أخرى بدلًا من الحكم النهائي بالإقصاء.

و لاقت هذه المنتجات إشادة واضحة داخل المعارض الكبرى، سواء من الزوار أو من خبراء صناعة الأثاث.

العقوبة تتحول إلى مستقبل
نجاح هذه التجربة يعكس تحوّلًا فكريًا عميقًا في فلسفة العقوبات في مصر، فالهدف لم يعد إنهاء مدة محكومية، بل إعادة تقديم إنسان مؤهل وقادر على العطاء.

ومن خلال المشاركة في المعارض العامة، لا يعود النزيل إلى المجتمع فقط، بل يعود وهو جزء منه، يمتلك عملًا، ودخلًا، وحرفة، وإحساسًا بقيمته.

موضوعات متعلقة