لماذا سحبت أمريكا من إسرائيل الإشراف على مساعدات غزة؟
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن مركز التنسيق الذي تقوده الولايات المتحدة والمكلف بتنفيذ خطة السلام التي وضعها الرئيس دونالد ترمب في غزة، حلَّ محل إسرائيل كمشرف على المساعدات الإنسانية للقطاع، وذكرت، في تقريرٍ لها، أنه بدءًا من أمس الجمعة، فإن مسؤولية اتخاذ القرارات حول دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة باتت بيد مركز التنسيق الأمريكي بدلًا من وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الملف، أن هذه الخطوة تحوِّل إسرائيل إلى دور ثانوي في تحديد نوع وكيفية المساعدات التي يمكن إدخالها إلى القطاع، ونقل مصدر عن مسؤولين مطلعين على عملية الانتقال قولهم إن مركز التنسيق المدني العسكري، الذي أنشأته الولايات المتحدة في إسرائيل، يتولى مسؤولية استقبال المساعدات، قبل إدخالها إلى مئات الآلاف من سكان غزة.
وذكرت «واشنطن بوست» أن القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم كثَّفت أيضًا مراقبة توزيع المساعدات ووقف إطلاق النار في غزة، ونقلت تأكيد مسؤول أمريكي أن إسرائيل لا تزال جزءًا من الحوار بشأن توزيع المساعدات، لكن القرارات ستتخذ من جانب الهيئة الأوسع، ويضم مركز التنسيق الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر من 40 دولة ومنظمة، وإحدى فوائد جمعهم معًا هي أنه يمكن التمييز بين الحقيقة والخيال والحصول على فهم أوضح لما يحدث على الأرض، وأين تكمن الاحتياجات، كما قال الكابتن تيم هوكينز، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، في مقابلة.
وحتى الآن، لم يفتح الجيش الإسرائيلي سوى منفذين للمساعدات إلى غزة، وتأتي الغالبية العظمى من المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم جنوبًا، ولم تُسلَّم أي شحنات مباشرة إلى شمال غزة منذ أوائل سبتمبر. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن العديد من الشاحنات المسموح لها بالدخول هي شحنات تجارية من البضائع المعروضة للبيع في أسواق غزة، والتي لا يملك الكثيرون المال لشرائها.
كما أُغلقت نقطة العبور بين الأردن وإسرائيل، حيث تنتظر كميات كبيرة من المساعدات، عبر جسر اللنبي معبر الكرامة على نهر الأردن معظم العام، ومُنِعَت معظم منظمات الإغاثة الدولية من إدخال الغذاء إلى غزة لأشهر، منذ أن فرضت إسرائيل قواعد تسجيل جديدة متطفلة رفضت هذه المنظمات التوقيع عليها.
وعلى الرغم من أن خطة ترامب للسلام تتضمن زيادة هائلة في حجم المساعدات، إلا أن الولايات المتحدة لم تذكر أي من القيود الإسرائيلية التي قد يتم رفعها، وكيف تخطط هيئة تنسيق المساعدات الأمريكية لإدارة مشروع المساعدات الضخم، واعترف ترامب بأنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول اتفاق السلام، لكن من غير الواضح إلى أي مدى هو على استعداد للذهاب في ضمان التزام إسرائيل بجميع عناصر خطته المكونة من 20 نقطة.
وكجزء من التنفيذ، عززت القيادة المركزية الأمريكية -المسؤولة عن التخطيط والتنسيق العسكري الأمريكي- نفوذها في المنطقة، وكشفت عمليات المراقبة الخاصة بها لغزة، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة توزيع المساعدات ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ونقلت واشنطن بوست عن عامل إغاثة عاد مؤخرًا إلى واشنطن من مركز تنسيق العمليات العسكرية: «ما دامت القيادة المركزية الأمريكية نشطة وتعمل هناك، وما دامت الولايات المتحدة تخاطر بسمعتها، إن صح التعبير، فأعتقد أننا سنشهد المزيد من العمليات التي يديرها الجيش الأمريكي».
وأضاف عامل الإغاثة، أن الإعلان عن تحليق الطائرات المسيرة «كان إشارة إلى أننا لا نعتمد على استخبارات الجيش الإسرائيلي أو طائراته المسيرة.. لدينا أصولنا الخاصة التي نشغلها»، وفي الأسابيع التي تلت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في قمة شرم الشيخ الدولية للسلام في 13 أكتوبر الماضي، أرسلت الإدارة الأمريكية تدفقًا ثابتًا من المرافقين رفيعي المستوى لزيارة مركز التنسيق العسكري وحكومة نتنياهو، بما في ذلك نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، وفي نهاية الأسبوع الماضي، مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد.
وفي إعلانٍ صدر في 21 أكتوبر عن افتتاح المركز، صرحت القيادة المركزية الأمريكية بأن مهمته هي دعم جهود الاستقرار، والمساعدة في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية، ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأكد البيان أنه لن يتم نشر أي قوات أمريكية في غزة.


.jpg)




.jpg)


.jpg)
.jpg)
