محلات الملابس قنابل موقوتة أسفل العقارات السكنية تهدد حياة المواطنين دون رقابة من المسؤلين
 
		على الرغم من جهود الدولة فى تطوير منطقة العتبة والموسكي بوسط البلد بعد إشتعال حرائق هائلة تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وبناء أحياء سكنية جديدة بمواصفات عالمية، إلا أن سهام العشوائية تهدد حياة المواطنين في مختلف المحافظات، حيث تنتشر محلات الملابس ومخازن الأقمشة أسفل العقارات المكتظة بالسكان فى الشوارع الرئيسية دون رقابة من المسؤلين، مما يجعلها بمثابة قنابل موقوتة سريعة الإشتعال وتشكل خطرا كبيرا على حياتهم، وعند نشوب حريق بها يصعب السيطرة عليه ويسبب خسائر بشرية ومادية فادحة.
وتمثل محلات الملابس والأقمشة نشاط اقتصادي هام للدولة، وتوفر فرص عمل كثيرة من خلال عمليات البيع والشراء، إلا أنها بدون توافر إجراءات الحماية والسلامة اللازمة، فتهدد المنطقة التى توجد فيها بأكملها، وفى حالة إشتعال أي حريق ستتحول إلى كارثة بكل المقاييس، مثل ما حدث من حرائق هائلة فى منطقة العتبة والموسكي والمناطق المأهولة بالسكان.
ففى الأيام القليلة الماضية، التهمت النيران أسرة كاملة مكونة من 3 أفراد «الأب والأم وابنهما»، حيث عجزوا عن الهروب من داخل شقتهم، بعد أن اشتعلت النيران داخل سنتر للملابس الحريمي بالدور الأول وأمتدت لمحل أحذية، ثم إلى الأدوار العلوية من العقار المكون من 12 طابق في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، وأسفر عن وفاة 3 وإصابة 8 آخرين بين الحياة والموت، وذلك بسبب ماس كهربائي داخل سنتر الملابس، وتحول العقار إلى كتلتة من الفحم.
وبعد استغاثة عدد من المواطنين ساكني تلك العقارات الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، حفاظاً على سلامتهم، انتقل محرر «النهار» إلى منطقة جسر السويس بالقاهرة، لسماع شكواهم بسبب الوضع المأسوي، وانتشار محلات الملابس أسفل العقارات المأهولة بالسكان، مما يشكل خطرا جسيما على حياتهم، وتفقد المنطقة للوقوف على حقيقة الأمر بالشارع الرئيسي وبالتحديد محيط محطة عمرو بن الخطاب بالخط الثالث للمترو، وكذلك الشوارع الجانبية، ووجد سيطرة محال الأقمشة على الدورين الأول والثاني من جميع العقارات المكونة من حوالي 10 أدوار ومأهولة بالسكان، مما يمثل قنبلة موقوتة تهدد سلامة المواطنين فى المنطقة بأكملها.
مخازن ومحال ملاصقة بعضها البعض ممتلئة بالأقمشة سريعة الإشتعال، وأكوام من الأتواب المرصوصة على الأرصفة أمام تلك المحال، تمثل خطرا كبيرا على الآلاف من سكان المنطقة، فإذا اشتعل حريق فى محل سينتقل سريعا إلى جميع المحال بسرعة البرق، وذلك لعدم توافر وسائل الامان بها سواء طفايات للحريق أو غيرها، وتشهد الشوارع الجانبية بالمنطقة حالة من البطئ في الحركة بسبب التكدس والإزدحام الشديد، سواء كان من المواطنين الوافدين للبيع أو الشراء أو من وجود سيارات النقل والمركبات المختلفة، لنقل الأقمشة من وإلى المحال التجارية.
وتساءل عدد من سكان المنطقة، لماذا تنتشر محلال الأقمشة أسفل العقارات التى يقيمون بها وتهدد حياتهم، على الرغم من وجود مول «السوق المصرية للأقمشة» بالمنطقة في مكان مخصص، ويضم حوالي 60 محلا لجميع أنواع الأقمشة وتتوافر به وسائل الحماية والآمان، ولا يشكل خطرا على حياتهم، ومحاط بسور من الأربعة اتجاهات، وأن الموضوع يتلخص في وجود خطورة كبيرة على حياة المواطنين بسبب تلك المحال التجارية، لأن عند وقوع حريق بها سينتج عنه خسائر مادية وبشرية جسيمة، وطالبوا المسؤولين بسرعة التحرك لإنقاذ حياتهم من خطر محقق.


.jpg)















.jpg)


.jpg)

.jpg)

 
		 
		 
		